لندن - رانيا سجعان
أحدث اكتشاف جديد لعلماء بريطانيين نقطة تحول في الكفاح ضد مرض الزهايمر، حيث أثارت دراسة بارزة احتمال تطوير عقاقير جديدة للأمراض الأخرى للدماغ، بما في ذلك
مرض "باركنسون"، والأمراض العصبية الحركية، حيث يمكن خلق دواء يتعامل مع الكثير من الأمراض.
وأكد الباحثون أن "العمل لا يزال في مرحلة مبكرة، ولكن يوصف بأنه أول دليل حقيقي على إمكانية استخدام الأدوية لمنع خلايا الدماغ المريضة من الموت".
وقال البروفيسور، روجر موريس، من كينجز كوليدج في لندن، "هذه النتيجة على ما أظن، نقطة تحول في البحث عن الأدوية التي تحارب مرض الزهايمر، وسيحكم التاريخ على ذلك".
ويتسبب مرض الزهايمر، الذي يصيب 500 ألف بريطاني، في انسداد الأدمغة من خلال انتشار مادة لزجة من البروتين، ومعظم العلماء يحاولون اكتشاف الأدوية التي تساعد في تفريق البروتين السام، ومسحه من الدماغ، لكن أحدث دراسة تمت من قِبل العلماء، بتمويل من مجلس البحوث الطبية، عالجت المشكلة بطريقة مختلفة؛ فبدلًا من محاولة علاج الأجزاء المتضررة من الدماغ، بحث العلماء في مدى التدهور الذي سببه هذا البروتين.
ويحتاج البروتين، في الخلايا؛ لأَنْ يكون مطوي بطريقة معينة، إذا أردنا أن يعمل بشكل صحيح، حيث أظهرت الأبحاث التي أجريت على الفئران، أن هذا البروتين لدى الفئران لا يقتل خلايا الدماغ مباشرة، ولكن تموت الخلايا؛ لأنها تحاول حماية أنفسها عن طريق التوقف عن صنع البروتينات الجديدة، بما في ذلك بعض المكونات الحيوية لبقائهم على قيد الحياة .
وأظهر الباحثون أنه من الممكن إعطاء الفئران الدواء الذي يساعد على إنتاج البروتين مرة أخرى، ليُوقف المرض في الدماغ، أما الفئران التي عُولجت بالدواء أصبحت خالية من الأعراض، بينما الحيوانات غير المعالجة والتي تعاني من مشاكل في الذاكرة والحركة توفيت في نهاية المطاف.
وكانت الاختبارات التي تمت على البروتين الذي يسمى "بريون"، قد أثبتت أنه بروتين قاتل، ويسبب الأمراض "التنكسية"، التي تؤثر على الجهاز العصبي، وتسبب مرض الزهايمر، والتشنجات العصبية الحركية، وأمراض "باركنسون"، ومع ذلك، كان للدواء آثار جانبية شديدة، وسيحتاج العلاج الجديد عقدًا من الزمان على الأقل للتأكد منها.