القاهرة ـ رضوى عاشور
أكد الشّاعر الكبير سيد حجاب أن جماعة الإخوان في النّزع الأخير، لكنها تأبى أن تستسلم دون أن تخلف ورائها بحور من الدم يذهب ضحيتها البسطاء من المصرييّن. وقال الشاعر الكبير في حديثة لـ"مصر اليوم" أن الفاشية باسم الدين تحاول استرداد مواقعها مدعومة بالراعي الإقليمي والدولي متمثلا في ثلاثي الشر، مشيرا إلى أن الاحتجاج مهم جدا في تعديل المسار حتى لا تتجاوز القوى الصلبة للدولة دورها في حماية الثورة. وأضاف حجاب أن"مبارك كان أكثر تفهما لطبيعة جماعة الإخوان واستطاع أن يلعب معهم وأن يكسب اللعبة في النهاية ولهذا عقد معهم الصفقات السرية"، ملمحا إلى أن السبب المزعج للخطر الذي تمر به الدولة أن الإخوان ليست جماعة سياسية ذات مشروع سياسي واجتماعي وتنموي ولكنها جماعة دعوية لها أهداف ومصالح تبعد عن أحلام هذا الشعب ولهذا يجد الشعب المصري بتياراته المختلفة صعوبة شديدة في التصدي لها. وقال حجاب إن "قدر مصر منذ مطلع التاريخ هو الاستجابة للتحديات، والتي واجهتها مصر بإجابات مبتكرة وإبداع عظيم، حيث حدث هذا في مطلع التاريخ بعدما فرض النيل الشرس تحديه على المصريين، لكنهم استطاعوا أن يروضوا مجرى النهر، وصنعوا أول حكومة مركزية في التاريخ وأول حضارة عظمى في تاريخ البشرية وأول إبداع إنساني في ملك الله". وتابع "أتمنى أن يدرك من يرشح نفسه للرئاسة أن الشعب المصري يرفض أي استبداد وقادر على الإطاحة بأي مستبد، وأن الشعب خرج من القمقم وصعب جدا إعادة هذا المارد إلى قمقم الاستبداد من جديد". وأوضح أن الثورة كانت شعرا عظيما فكان واجبا أن يواكبها دستور يليق بها، مضيفا أن "الشعب المصري بكاملة كان حاضرا في ديباجة الدستور"، لافتا إلى أنه تنبأ في قصيدة "قبل الطوفان اللي جاي" عام 2009 بسقوط مشروع أمريكا في الشرق الأوسط. وبشأن الشعر قال حجاب "بنظرة فلسفية تأمليه وضعت ثلاثية أطلقت عليها ثلاثية، الحق والخير والجمال، وانتهيت بالفعل من ثلثيها الحق والخير، ويتبقى معي الجمال في مجتمع يمتلئ بالقبح استشعر مسحات الجمال في ابتسامة طفل في حنايا أم وفي أمل الشباب".