كتاب "الكفاية السيميائية في التحرير الإعلامي"

صدر كتاب جديد للباحث في مركز الدراسات والبحوث التابع لوزارة الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أكرم فرج الربيعي، يحمل عنوان "الكفاية السيميائية في التحرير الإعلامي"، ويعد الكتاب وما تناوله من معلومات أول إصدار عربي في موضوعة السيمياء الإعلامية.

وأكد الدكتور الربيعي في مقابلة خاصة مع "مصر اليوم"، أن مفهوم السيمياء في التراث العربي يرتبط بدروس علم الدلالة وتفرعاته وتطور هذا المفهوم في الحضارة العربية والإسلامية ليدل على السمة والعلامة، بينما ظهرت السيمياء في العالم الغربي في الحقل الطبي للتطور إلى دراسة الدال والمدلول.

وأوضح أن السيميائية تمثل تساؤلات نحو المعنى، ودراسة للسلوك الإنساني باعتباره حالة ثقافية، لأن السلوك لا يمكن أن يكون دالا إلا إذا كان وراءه قصد ما، وتسعى السيميائية إلى تحويل العلوم الإنسانية خصوصًا اللغة والأدب والفن من مجرد تأملات وانطباعات إلى علوم بالمعنى الدقيق للكلمة، ويتم ذلك عند التوصل إلى مستوى من التجرد يسهل معه تصنيف مادة الظاهرة ووصفها، من خلال أنساق من العلاقات تكشف عن الأبنية العميقة التي تنطوي عليه.

وأشار إلى أن التجرد يمكّنها من استخلاص القوانين التي تتحكم في هذه المادة، وهو ما ركزت عليه نظرية "دي سوسير"، إذ تنصب على فحص العلامة ، لافتًا إلى أن السيميائية لم تكن مجالا تخصصيا فحسب، بل احتلت فوق ذلك موقعا مركزيا في البحث العلمي بوجه عام، وكان عليها مهمة اكتشاف اللغة المشتركة في النظرية العلم .

وبيّن الربيعي أن الضرورة اقتضت لتأليف كتاب يتطرق لموضوع حيوي هو السيمياء، وهذه المرة ليس في الأدب واللغة فحسب بل في التحرير الإعلامي وخطابه الموجه للمتلقي وأنواعه الصحافية المتمثلة بالخبر والتقرير والتحقيق والمقال الصحفي والعمود الصحافي، مبينا أن احد أكثر طرق التفكير بالإعلام قوة وتأثيرا في زمننا هذا هو المقاربة التي تعرف بـ"السيمياء" ،وهنا تأتي أهمية هذا الكتاب ليدرس توظيف العلامات في المنتجات الإعلامية ودراسة البعد الاتصالي لها من خلال دراسة الدال والمدلول .

وأضاف أن الكتاب لا يكتفي باستعراض مفهوم السيمياء بشكل عام، وإنما يقدم تأصيلا لمصطلح فرض نفسه هو السيمياء الصحافية، وذاهبا ابعد من ذلك ليتناول مفهوم الكفاية السيميائية بأنواعها المختلفة التواصلية والاتصالية واللغوية وما يتفرع عنها من كفايات مكملة في تحرير الرسالة الصحافية .

وأنهى الدكتور أكرم الربيعي حديثه بأن الكتاب يجيب عن مجموعة من الأسئلة التي يحتاجها الباحثون والدارسون للسيمياء، وخصوصا في حقل الإعلام والصحافة عبر الفصول الأربعة التي تضمنها.