النحات الفلسطيني بسام الحجار

يمضي النحات الفلسطيني بسام الحجار (60 عاماً) ساعات طويلة وهو يصنع التماثيل ليجسد الشخصيات التاريخية البارزة، أو يصنع الجداريات لتروي حكاية الزمن الفلسطيني وعلاقته بالأرض والتضحيات، والأحداث التاريخية التي مرت بالقضية الفلسطينية .

وفي منحَته الخاص، وهو مخزنٌ  صغير نسبياً أسفل بيته، يقضي الحجار معظم وقته في ممارسة موهبته التي اتخذها مهنة لنفسه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة .

وأوضح الحجار لـ" فلسطين اليوم " أن "موهبة النحت كانت لديه منذ الطفولة لما كان يستخدم  الطين، ثم تطورت الموهبة لديه ومع مرور الوقت أصبحت لديه القدرة على صناعة التماثيل والرسم بالفحم ثم الرسم بالزيت فضلاً عن النقش على الفخار".

وأشار إلى أنه يستخدم في عملية النحت وصناعة التماثيل "الإسمنت الأبيض والفخار وأدوات معدنية صلبة مسننة"، مؤكداٌ أنه يقوم "بدراسة أي عمل فني قبل القيام بتنفيذه حتى يكون نسخة مما ورد في كتب التاريخ لأن الفنان يحتاج إلى ثقافة إذا ما أراد أن يصنع عمل فني يتعلق بأجداده أو حضاراته أو شعبه فلا بد أن يكون قارئاً ومثقفاً".

ولفت الحجار إلى أنه يمتلك معلومات واسعة عن الحقب التاريخية الإسلامية ، وأفضل دليل على ذلك الجداريات التي جسد بها بعض المعارك الإسلامية ومنها جدارية لمعركة "القادسية" التي وقعت في  عام 15 هـ، والتي خاضها الصحابي الجليل "سعد بن أبي وقاس"، وقد جمع فيها كل عناصر المعركة من  خيول الفرسان وأسلحتهم ورماحهم، والفيلة التي قام بترويضها سعد واستخدمها بالمعركة ضد أعدائه .

ونوه النحات الحجار في مقابلته مع "فلسطين اليوم" إلى أنه "من بين الشخصيات التاريخية الأخرى التي نحتها صورة للقائد الإسلامي المعروف صلاح الدين الأيوبي وبجانبه ريتشارد قلب الأسد خلال صلح الرملة الذي وقعه المسلمين والمسيحيين ، ومجسم لمريم العذراء، وقائد المغول هولاكو، والقائد المسلم محمد الفاتح والقائد التركي تيمورلنك .

وقد شارك الحجار في أعمال فنية ومعارض مختلفة وصاغ جدارياته في أماكن معروف بمدينة غزة، ومنها جدارياته في قاعات المجلس التشريعي وأخرى داخل جامعات فلسطينية مختلفة.

وأكد الحجار أنه يعمل على عدم تكرار لوحاته وأعماله الفنية  مشيراٌ إلى أن كل عمل يقوم به يحمل موضوعاً جديداً لأن الفنان وليد اللحظة التي يعيشها سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي .

وحول الظروف التي يعيشها قطاع غزة، شدد الحجار على أن الظروف التي يمر بها القطاع من احتلال وحصار وبطالة كلها عوامل تحد من طموحاته التي يحلم أن يحققها .

وتمنى أن تتوفر له الإمكانيات لتحقيق حلمه وهو إقامة معرض ضخم دائم يعبر عن تاريخ فلسطين في كل الحقب المختلفة وثقافة شعبها والتضحيات التي قدمها لنيل حقوقه عبر مختلف السنوات  .