القاهرة ـ جمال علم الدين
تعرض التعليم في مصر منذ سنوات إلى تحديات كثيرة، نتج عنها تراجع كبير في سلوكيات المجتمع وثقافته منها : تدني المستوي العلمي لبعض المعلمين وانصراف الطلاب عن المعلم، وتغيبهم عن المدرسة وجمود المناهج وكثافة الفصول والعجز في بعض التخصصات، وعدم قدرة المعلم على إعطاء فرصة للطلاب للحوار والمناقشة، وعدم استخدام الطرق الفعالة في التدريس، أضف إلى ذلك مرتبات المعلمين، التي جاءت بتصريح وزير التربية والتعليم الذي أثار غضب المعلمين، عندما وصفهم بأن نصف الوزارة، إما حرامي والنصف الأخر حرامي ومش كفء.
يعتبر المعلم عماد التعليم والتعلم في أي نظام تعليمي، فبقدر رقي المعلم يرتقي الطلاب، وبقدر عجزه و قلة مستواه تظهر المشكلات و المعاناة الحقيقية، ومع بداية كل عام دراسي جديد تتجدد المشكلات التي معها ترتبك العمليه التعليمية المشاكل تحاصر المعلمين والطلاب .
في ملوى أكبر مدن محافظة المنيا والتي تضم 152 مدرسة ابتدائي، 86 مدرسة إعدادي، 9 مدرسة ثانوي عام، 13 ثانوي فني بإجمالي 260 مدرسة يعمل بها 14 ألف، 614 معلمًا ومعلمة.
لذلك التقينا بمن يمثل ويحمل هموم هؤلاء المعلمين، أنه نقيب المعلمين في ملوى التي تضم معلمي مدينة ابوقرقاص وديرمواس، وأكد نقيب المعلمين أحمد محمد أحمد في حوار مع "مصر اليوم" أنه مع بداية كل عام دراسي تظهر لدينا مشكلة التنقلات للمعلمين، حتى أن البعض منهم يتقدم بالعديد من الشكاوى التي تصل أحيانا إلى النيابة الادارية، ضد الموجهين الذين يقومون بحركة التنقلات كل فى مادته.
مشيرًا إلى أن المعلم دائمًا ما يرغب فى العمل بالمدرسة المجاورة إلى محل أقامتة في الوقت الذي لم يتفهم المعلم ما هي الاسباب التي أدت إلى نقلة فالاسباب متعددة منها مثلا العجز، في بعض المواد والعجز فى اعداد المعلمين من مدرسة الى اخرى تضطر الموجه إلى نقل البعض الى مدارس اخرى.
وأضاف أن النقابة لا تتدخل فى عمليات النقل لان هذا اختصاص اصيل للعمل التنفيذى ممثلا فى الادارة التعليمية التابع لها المعلم فهذا العام شملت حركة التنقلات ما يقرب من 70% من اعداد المعلمين.
وعن العجز الصارخ فى مدارس مركز ديرمواس اشار نقيب المعلمين ان العام المنضى 2015/2016 شهد العجز بمركز ديرمواس 47 معلما فى مختلف المواد الدراسية اما العام الحالى 2017/2018 زاد حجم العجز الى 76 معلما وهذا يؤدى اللى ارتباك العملية التعليمية فكان ولا بد من سد هذا العجز من معلمى مدينة ملوىالامر ايضا الذى تسبب فى تقديم البعض من المعلمين شكاوى ضد الموجهين بالادارة التعليمية.
وحول مقترح نقابة المعلمين لأنها مشكلة التنقلات قال نقيب المعلمين انه من الضرورى العودة الى نظام العمل بالحصة خاصة وان هناك اعداد كبيرة من خريجى كليات الاداب والتربية ومكانهم الطبيعى العمل بالتربية والتعليم وهم من وجهه نظرى يمثلون قنبلة موقوتة.
وعن نصيب محافظة المنيا من توزيع 30 الف معلم على مستوى الجمهورية قال نقيب المعلمين ان معظم الذين تم توزيعهم الى محافظة المنيا تم تسكينهم فى مدارس المحافظة دون المركز والمدن التسعه فى الوقت الذى تعانى فيه الملراكز من النقص الحاد مشيرًا إلى النقص يتمثل فى المواد الدراسية المهمه مثل اللغة الانجليزية والعلوم والرياضيات.
وحول ظاهرة الدروس الخصوصية أكد نقيب المعلمين أن المواطن وولى الامر هو من يسعى الى اعطاء التلميذ درسا خصوصيا، ظنا منه ان المعلم فى المدرسة لا يقوم بالشرح وهذا غير صحيح بالمرة حتى ان البعض يلجأ الى واسطة لدى المعلم لاعطاء ابنه درسا خصوصيا.
وأضاف أنه فى العام الماضى حينما شكلت لجان لضبط المراكز التعليمية والمعلمين الذين يعملون بالدروس الخصوصية للحد من هذه الظاهرة كان للنقابة دورا فى ذلك حيث خصصنا عددا من قاعات النقابة وتم الاعلان عن عمل مجموعات تقوية باسعار مناسبة تحت مظلة النقابة الا اننا لم نجد صدى من جانب الطلاب واولياء الامور.
وحول معاناة المعلم من قلة الدخل وضعف المرتب أكد نقيب المعلمين انه بلا شك ان مرتبات المعلمين فى الحضيض وان المعلم مظلوم ظلما واضحا فالغريب وهذا يمثل شكوى كافة المعلمين فى مصر أن أي مكافات او حوافز يتم صرفها على اساس المرتب من عام 2014 الامر الذى يعد ظلما واضحا بتثبيت المرتب عند عام 2014 متجاهلين الزيادة التى تمت خلال الثلاث سنوات السابقة.
ولفت نقيب المعلمين الى ان النقابة تمنح المعلم قرضًا بدون فوائد حتى لا يضطر المعلم الى الاستدانه والحاجة الى الغير حفاظًا على كرامته وهيبته حتى ان المعاش النقابى أرى انه ضعيف جدا لا يتماشى مع ما بذلة المعلم من جهد طوال سنوات عمله حيث يبلغ المعاش 120 جنيهًا فى الشهر.