إبراهيم شاهين

أكّد عضو الهيئة العليا لحزب المحافظين وأمين لجنة التعليم في مجلس الشورى الأسبق، إبراهيم شاهين ، أن "الحزب يتبنى فكرة القضاء على الدروس الخصوصية بأساليب غير تقليدية ، وتبدأ تلك الفكرة برفع رواتب المعلمين حتى يستطيع المدرّس أن يحيا حياة كريمة دون الدروس الخصوصية، ويعقبها تجريم الدروس الخصوصية"، مشيرًا إلى أن المعلمين الذين يعطون تلك الدروس عددهم قليل جدًا ، كما أن أصحاب مراكز الدروس الخصوصية ليسوا معلّمين .

 وطالب إبراهيم شاهين، في مقابلة خاصّة مع "مصر اليوم"، بضرورة القضاء على الكثافة الطلابية داخل الفصول، والحشو في المناهج التي تتطلب وقتًا أكبر من وقت الحصة الفعلي داخل المدرسة مما يجبر الطالب على اللجوء إلى الدروس الخصوصية كما أن المعلم لا يتمكّن من شرح الدرس وتطبيقاته داخل تلك الحصة  الأمر الذي يتطلب تخفيض المناهج الدراسية والتركيز عما يفيد الطالب في حياته العملية في المستقبل .

وأوضح شاهين أن "الدستور المصري يُلزم الدولة بزيادة ميزانية التعليم سنوياً حتى تصل إلى 4% وحتى الآن لم نصل إلى تلك النسبة"، معربًا عن تأييده إلى حديث وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور طارق شوقي، بشأن مجانية التعليم حينما تحدّث عن إتاحة التعليم المجاني بشروط ومواصفات وليس إلى الجميع ، بمعنى أن يكون التعليم المجاني للفقراء والمحتاجين والطبقة الكادحة ، وفي نفس الوقت يتيح التعليم للطبقات الأخرى برسوم معتدلة دون مغالاة أو احتكار من أصحاب المدارس الخاصة ، ولافتاً إلى أنه إذا ما تم تطبيق هذه السياسة مع زيادة مخصّصات التعليم قد تتوفر الإمكانات اللازمة لزيادة رواتب المعلمين .

وعن نظام الثانوية العامة الجديد "البوكليت"، بيّن شاهين أنّ "وزير التربية والتعليم والتعليم الفني السابق الدكتور الهلالي الشربيني عندما أقر هذا النظام لم يخترعه من العدم ، بل بالعكس  فكان هناك مشاورات ومناقشات جادة بينه وبين الوزير الحالي الدكتور طارق شوقي لكونه كان الأمين العام للمجالس التخصّصية التابعة إلى رئاسة الجمهورية، هذا النظام جيد جداً ، وبالفعل سيقضي على نسبة كبيرة من الغش الإلكتروني وقضية تسريب الامتحانات"، لافتاً إلى أن "حزب المحافظين يرى أن نظام "البوكليت" يدعو الطالب إلى الفهم وليس الحفظ والتلقين ، وأن هذا سيساعد الطالب لتنمية فكره واجتهاده ليصل إلى الإجابة الصحيحة في أقل مدة، ومشيرًا إلى أن النظام يحافظ على درجات الطالب ويعمل على عدم إهدار نسبة كبيرة من الدرجات في جزئية صغيرة من الامتحان.

 وأكد شاهين أن إدارة حزب المحافظين، قامت بتكليفه بإعادة تشكيل لجنة التعليم داخل الحزب على اعتبار أنها من أهم اللجان، مضيفًا أن اللجنة ستضم العديد من القيادات والكفاءات التي تستطيع أن تقدّم الجديد في تطوير العملية التعليمية كافة ، والتي تشمل التعليم الأساسي والتعليم الفني والتعليم الجامعي، موضحًا أنّ اللجنة تقوم باستمرار بمناقشة إعداد المناهج ، وكثافة الفصول ، ورواتب المعلمين ، وربط التعليم بسوق العمل خاصة التعليم الفني ، واستلهام تجارب الدول الأخرى والاستفادة منها ، وأيضاً وضع خطة يلتزم بها كل الوزراء حتى يتم ضمان الاستقرار في تطوير المنظومة التعليمية.

 وألمح شاهين إلى أن حزب المحافظين بداخله لجنة تضمّ العديد من الباحثين من شأنها تقديم الأبحاث والدراسات والمقترحات اللازمة لتطوير التعليم لنواب الحزب باستمرار، وذلك لمناقشتها في جلسات مجلس النواب، مضيفًا أنّه "طالبنا بأن يكون هناك اعتمادات مالية مطابقة لما ورد بالدستور ، إضافة إلى الاهتمام بعملية بناء المدارس ، وتقليل الكثافة الطلابية داخل الفصل الواحد ، والقضاء على الدروس الخصوصية" .

وأشار شاهين إلى أن التعليم الفني في مصر، أصبح مخزنًا لمن لا تستوعبه مدارس الثانوية العامة ، وأن نظرة المجتمع المصري للتعليم الفني متدنية جداً ، على الرغم من كونه سلاح مهم وعظيم في أي دولة إذا تم الاهتمام به ، مطالباً بضرورة ربط التعليم الفني بسوق العمل واحتياجات المجتمع ، ومؤكّدًا على ضرورة المحافظة على مدارس التعليم المزدوج والتوسّع فيها ، لأنها تجربة ناجحة بكل المقاييس ، وأن كبار رجال الأعمال يبحثون على خريجي تلك المدارس لأنه تمّ تأهيلهم للعمل الصناعي بشكل جيد .