إضطراب الهوية الجنسية

يشير بحث جديد إلى وجود 77 ألف طفل مثلي الجنس في الولايات المتحدة حسب التقديرات، من المقرر عرضهم على العلاج التحويلي من التدخلات النفسية أو الروحية قبل بلوغهم سن الـ18 عامًا.

ويعتبر العلاج التحويلي هو محاولة لتغيير التوجه الجنسي للشخص أو الهوية الجنسية، ويرتكز على الاعتقاد بأن المثلية والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية أو المتحولين جنسيًا أشخاص غير طبيعيين.

وسيحصل نحو 20 ألف طفل من المثليين جنسيًا الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، على هذا التدخل من أخصائي رعاية صحية محترف، في حين سيحصل 57 ألف مثليي على استشارات دينية وروحانية، وفقًا للدراسة التي أجرتها كلية الحقوق في جامعة كاليفورنيا.

وقال الباحثون إن منع علاج التحول الذي ارتبط بزيادة خطر الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات والانتحار، يمكن أن يحمي الآلاف من الأطفال المثليين جنسيًا.

وقال كريستي مالوري، المؤلف الرئيسي للدراسة" لقد فوجئت بأن النسبة المئوية للمثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيًا الذين تلقوا العلاج بالتحويل من أخصائي الرعاية الصحية المرخص لهم كمراهقين كانت متسقة عبر الفئات العمرية الثلاث التي جمعت منها البيانات، وهذا يعني أن هذه الممارسة لا تزال مستمرة، وليست تقنية قديمة لم تعد مستخدمة".

كما وجد مالوري، مدير السياسة المحلية في معهد ويليامز في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا، أن ما يقرب من 700 ألف بالغ  تتراوح أعمارهم بين 18 و 59 عاما تلقوا العلاج بالتحويل، بما في ذلك 350 ألف من البالغين تلقوه حين كانوا مراهقين، واستخدم العلاج التحويلي، وهو قانوني في 41 ولاية أميركية، في وقت مبكر من ثمانينات القرن الماضي.

ويعد العلاج بالتحدث هو الأسلوب الأكثر شيوعًا للتدخل، ولكن استخدمت مجموعة واسعة من التقنيات، مثل التنويم المغناطيسي للصدمات الكهربائية، من قبل كل من العاملين في مجال الرعاية الصحية والشخصيات الدينية، وتشمل التقنيات الأخرى العلاج بالنفور، مثل إحداث الغثيان والقيء، وقد وجدت الدراسات أن العلاج التحويلي غير فعال تمامًا، ووجدت دراسة أجريت عام 2009 من فرقة العمل الأميركي لعلم النفس أنه بعد التدخل، استمر المشاركون في جذب الأعضاء من جنسهم وليس إلى الجنس الآخر.

وثبت أن العلاج التحويلي لم يكن فعالًا فحسب، بل كان مرتبطًا بتأثيرات صحية ضارة مثل زيادة خطر الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات والانتحار.

و خلص تقرير أصدرته إدارة خدمات الصحة العقلية والنفسية في عام 2015 إلى أن الجهود الرامية إلى تغيير التوجه الجنسي للشخص ترتبط بانخفاض تقدير الذات والكراهية الذاتية والاكتئاب وزيادة خطر الانتحار، وحاليًا، هناك تسع ولايات فقط، منها كاليفورنيا ونيوجيرسي وأوريغون، لديها قوانين تحمي الشباب دون سن 18 عامًا من تلقي العلاج بالتحويل من مقدمي الرعاية الصحية المرخص لهم، ومررت ولايات مثل كونيتيكت ونيفادا ونيو مكسيكو ورود آيلاند، الحظر في عام 2017.

ووفقًا للدراسة، كان 6000 شاب تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عاما تلقوا العلاج بالتحويل قبل بلوغهم سن الرشد إذا لم تحظر ولايتهم هذه الممارسة، وبينما تمنع بعض الولايات أي شخص من القيام بهذه الممارسة في مقابل المال، لا يمكن لأحد منع المستشارين الدينيين أو الروحانيين من توفير علاج التحول طالما لديه القدرات الروحية.

وقال مالوري " إن هذه النتائج ستسمح للقانون وصانعي السياسات والجمهور النظر في المسألة مرة أخرى، وسوف تكون في سياق القصص الشخصية والحكايات التي يشاركها الناس بشأن تجاربهم مع العلاج التحويلي".