واشنطن ـ مصر اليوم
تعتبر الغيرة هي حالة انفعالية مركبة من حب التملك وشعور بالغضب بسبب وجود عوائق مصحوبة بتغيرات فسيولوجية داخلية وخارجية، يشعر بها الطفل عادة عند فقدان الامتيازات التي كان يحصل عليها أو عند ظهور مولود جديد في الأسرة أو عند نجاح طفل آخر في المدرسة، في حين كان حظه الفشل والإخفاق هذه المشاعر المركبة يرفض الطفل الإفصاح عنها أو الاعتراف بها، ويحاول الإخفاء لأن الإظهار أو الإفصاح عنها تزيد من شعوره بالمهانة والتقصير.
أسباب مشكلة الغيرة:
لدى الطفل:
شعور الطفل بالنقص ومروره بمواقف محبطة: كنقص الجمال أو في الحاجات الاقتصادية من ملابس ونحوه ومرور الطفل بمواقف محبطة أو فشلة المتكرر ويزداد هذا الشعور ويثبت نتيجة سوء معاملة الوالدين وقسوتهم معه والسخرية من ذلك الفشل.
أنانية الطفل التي تجعله راغبا في حيازة أكبر قدر من عناية الوالدين:
ظروف الأسرة الاقتصادية فبعض الأسر دخلها الاقتصادي منخفض أو شديدة البخل على أبنائها مقارنة بالأسر الأخرى، فتنمو بذور الغيرة في نفس الطفل نتيجة عدم حصوله على ما يريد من أسرته. والمفاضلة بين الأبناء فبعض الأسر تفضل الذكور على الإناث أو عندما يفضل الصغير على الكبير وهكذا فتنمو الغيرة بين الأبناء.
كثرة المديح للإخوة أو الأصدقاء أمام الطفل و إظهار محاسنهم أمامه:
ولعلاج مشكلة الغيرة عند الطفل نقترح ما يأتي:
أن نزرع في الطفل ثقته بنفسه وأن نشجعه على النجاح وأنه عندما يفشل في عمل ما سينجح في عمل آخر. وأن نتجنب عقابه أو مقارنته بأصدقائه أو إخوته وإظهار نواحي ضعفه وعجزه فالمقارنة تصنع الغيرة بين الإخوة والأصدقاء وإبعاده عن مواقف المنافسات غير العادلة. و أن نزرع فيه حب المنافسة الشريفة وأن الفشل ليس هو نهاية المطاف بل إن الفشل قد يقود إلى النجاح . وإشعار الطفل بأنه مقبول بما فيه لدى الأسرة وأن تفوق الاخرين لا يعني أن ذلك سيقلل من حب الأسرة له أو تزلزل مكانته.
وإذا قدم للأسرة مولود جديد ولاحظت غيرة ابنك منه فلا تكفه أو تزجره، بل دعه يساعدك في العناية بالطفل في أمور هي في حدود طاقته واثن عليه وأشعره بالمسؤولية وراقبه عن بعد دون أن يشعر. ولا تظهر اهتمامك بالطفل الجديد وهو يرى ولا تدعه يشعر بأن هذا الطفل قد أخذ حبه منك وكن دائما يقظ لسلوك الطفل وصحح خطأه بلطف ولباقة، وتعويد الطفل منذ الصغر على تدني الأنانية والفردية والتمركز حول الذات وأن له حقوقا وعليه واجبات ووضح له السلوك الصحيح.