أطفال يتعلمون زرع الحديقة من خلال الرحلات الميدانية

يعاني صندوق المدارس العامة في الولايات المتحدة الأميركية، من تراجع تبرعات الأثرياء التي يجذبها تحت قيادة العمدة الحالي لنيويورك بيل دي بلاسيو.

وأفاد مسؤولو المنظمة غير الربحية، بأنَّ الصندوق كان يجمع تبرعات متوسطها 28 مليون دولار سنويًا طوال العقد الماضي في ظل إدارته من قبل عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ ومستشاريه.

وأوضح المسؤولون أنَّ المبلغ تراجع في السنة المالية الحالية التي تنتهي في 30 حزيران/ يونيو، حيث بلغت حجم التبرعات 18 مليون دولار، أي ما يعادل نصف حجم التبرعات التي كان يجمعها الصندوق تحت إدارة "بلوبرغ" طوال العامين اللذين تولى فيهما الإدارة.

وأكدت إيريس تشن، التي شغلت منصب المديرة التنفيذية للصندوق منذ آب/ أغسطس، أن التبرعات انخفضت عن الأعوام السابقة، مشيرة إلى أنَّه أمر كان متوقعا نظرًا إلى التغييرات الواقعة سواء في قيادة الصندوق أو في "City Hall"، كما يبدو أيضا أن هناك قضايا أعمق من شأنها أن تعوق الصندوق لسنوات مقبلة.

وكانت تربط مستشار "بلومبرغ" الرئيسي، جويل كلاين علاقات قوية بعالم المتبرعين الأثرياء، مقارنة بمستشار "بلاسيو" الحالي كارمن فارينا.

ولم يكن يتمتع الصندوق الذي تم تأسيسه عام 1982، بأي شعبية، حتى قرر كلاين تعيين كارولين كينيدي، صديقة زوجته، للإشراف عليه، حيث جذبت مجلسًا رفيع المستوى وأقنعت كبار الشركات في مدينة نيويورك لتقديم دعمها.

وكان الكثير من محبي الخير وكبار المتبرعين للتعليم في العقدين الأخيرين، منحازين لفلسفة وسياسات كلاين، الذي أكسب النظام المدرسي طابع وروح القطاع الخاص، وروَّج للمدارس المستقلة التي يديرها القطاع الخاص كبديل، واستعان بدرجات الامتحانات لاتخاذ قرارات مهمة .

ولم يخف بلاسيو الديمقراطي خلال حملته الانتخابية لمنصب عمدة نيويورك، رفضه لسياسات التعليم التي تتبناها إدارة بلومبرغ، وانتخبه الأميركيون بسهولة.

وكانت على رأس أولوياته التعليمية حتى الآن، التوسع في مرحلة ما قبل الروضة وإنشاء ما يسمى بالمدارس المجتمعية، مع الخدمات الاجتماعية المقدمة في الموقع.

ولم يتضح حتى الآن إذا كان التباطؤ في جمع الأموال سيكون له عواقب فورية، حيث تلقى أعضاء الصندوق في اجتماع مجلس الإدارة الأخير، في شباط/ فبراير الماضي، قائمة تستلزم التمويل الفورية، حيث تتضمن أكثر من 5 ملايين دولار لبرامج مثل الأبحاث الصيفية، التي تجمع بين العمل الأكاديمي والرحلات الميدانية والنشاطات اللامنهجية، والبرنامج الصيفي الجديد المخصص للعلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة.

وبيَّنت تشن، أنَّ وزارة التربية والتعليم قررت  منذ الاجتماع أنه سيتم تمويل برامج أبحاث الصيف، وبرنامج العلوم والتكنولوجيا من الأموال العامة، ويقول المعهد الصيفي الفنون إنَّ الصندوق ما زال يحتاج إلى أن ترتفع عائداته إلى 86.500 دولار في 31 أيار/ مايو الجاري.

وساهم الصندوق في تمويل مجموعة واسعة من الأنشطة، أثناء إدارة "بلومبرغ" التي تتسم بسياساتها المستقلة، مثل إدخال تحسينات على المكتبات المدرسية ومسارح الأداء، فضلًا عن تزويد الفصول بكل الوسائل التكنولوجية الحديثة، بالإضافة إلى تطبيق الصندوق برامج جديدة وتمويل بعض المبادرات الرائدة، مثل برنامج لتوزيع وجبات الصيف، والتي استمرت في وقت لاحق و تم التوسع فيها  بتمويل المال العام.

وكان الصندوق تحت إدارة "بلومبرغ"  يتسم بالكثير من المميزات الأخرى للمعلمين، الذين كانوا يتلقون مكافآت الأداء، عند تلبيتهم لأهداف أكاديمية معينة.