لندن - كاتيا حداد
تعتبر الأوقات التي تسبق الاختبارات تحديا بالنسبة للطلاب وأولياء الأمور والمعلمين أيضا، ويشعر الطلاب بالمزيد من الضغط عن أي وقت مضى، ولكن كيف يقوم الطلاب بمراجعة أفضل؟ وما الأساليب التي تنجح بالفعل، وماذا يفعل الطلاب لتحسين ذاكرتهم وحالتهم المزاجية وتركيزهم؟ يُنصح الطلاب بتناول وجبة الإفطار حيث أن حوالي 27% من الأولاد و39% من الفتيات يتخطون وجبة الإفطار بعض أو كل الوقت، ووجدت دراسة أن عدم تناول وجبة الإفطار يقلل من تركيز الطلاب وقدرتهم على استعادة المعلومات، وببساطة يمكنك الحصول على وجبة من الحبوب الغذائية حتى تمنحك التركيز ودعم الذاكرة الذي تحتاجه.
ويجب على الطالب الابتعاد عن الهاتف، حيث يتسبب الهاتف في التشتيت فضلا عن ارتباطه بالفومو والذي يعني الخوف من فقد مواكبة ما يحدث، واشارت الدراسات إلى أن الطلاب الذين يستخدمون الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي لوقت طويل يحصلون على درجات أقل، وزعمت دراسة أخرى أن مجرد رؤية الهاتف تقلل من القدرة على التركيز.
ويُفترض أن يبدأ الطالب في المراجعة مبكرا، ونجد أن الممثل لا يترك البروفة حتى قبل ليلة الافتتاح، حيث أن إدخال بعض المعلومات إلى الذاكرة عملية تستغرق وقت، ويعد قضاء الوقت في المراجعة على موضوع معين بشكل مقسم أفضل، فالمراجعة ساعة يوميا لمدة 10 ايام أفضل من قضاء 10 ساعات للمراجع في يوم واحد، وتعرف هذه العملية باسم "التباعد"، وتسمح لك بنسيان المعلومات في الفترات الفاصلة بين المراجعة مع إعادة تعلمها مرة أخرى عند المراجعة، وتعد هذه الاستراتيجية الأقوى على مر التاريخ في التعلم.
وتستطيع اختبار نفسك باعتبارها واحدة من الطرق الفعالة لتحسين قدرتك على استعادة المعلومات، ويساعدك اختبار نفسك في التحقق من وجود أي ثغرات لديك في معلوماتك، وتعد أوراق الممارسة نقطة بداية جيدة فضلا عن اختبار نفسك في نهاية جلسة المراجعة، وبعد اختبار نفسك يمكنك تجريب تعليم شخص ما ويتيح ذلك لك فرصة الحصول على ذاكرة مساعدة واستدعائها، ويساعدك تعليم شخص ما على تنظيم المعرفة لديك بشكل واضح.
وعلى الرغم من أن استخدام الأقلام الفوسفورية من الأدوات التي يستخدمها العديد من الطلاب وقت المراجعة إلا أن البحوث تشير إلى أنها لا تعمل بشكل جيد، حيث أن الأشخاص يتذكرون المعلومات عند ربطها بمعلومات أخرى أما القلم الفوسفوري فهو يعزل المعلومة عن غيرها، وغالبا ما ينتهي الأمر بالطول مع تظليل القطع كاملة ما يعطي الطالب شعورا" أنه بذل جهدا" كبيرا" ولكن حصل على قيمة ضئيلة.
ويجب على الوالدين توقيف أطفالهم عن الاستماع الى الموسيقى عند المراجعة، حيث تبين أن الطلاب الذين يدرسون في بيئة هادئة يتذكرون أكثر من أولئك الذين يدرسون أثناء الاستماع إلى الموسيقى، إلا أن الأشخاص المنفتحين الذين لديهم قدرات استثنائية على السيطرة على انتباههم لا يتأثرون سلبيا إلا أنها لا تفيدهم أيضا.
وينصح الطلاب باستنشاق هواء نقي وممارسة الرياضة، فلا يمكن أن يدرس الطالب طوال اليوم، فالمراجعة يجب أن تعنى بالجودة فضلا عن الكمية، ويساعدك الخروج واستنشاق هواء نقي على الشعور بالانتعاش ما يجعل تركيزك أفضل، كما أن ممارسة التمارين تجعلك تتعامل بشكل أفضل مع المواقف العصبية حيث يقلل من التوتر ويزيد من تقدير الذات.
ويجب على الطلاب النوم، ويتم تشجيع الطلاب على العمل الجاد والمراجعة قبل الاختبارات إلا أنه سيأتي عليهم وقت يحتاجون فيه إلى التوقف عن المراجعة والنوم، وهناك فرق بين السعي للكمال والمكافحة للنوم، فإذا استغرق طفل في النوم بعد خمس دقائق من وضع رأسه على الوسادة فإنه يحتاج إلى النوم مبكرا، وتشمل نصائح النوم الأخرى لالتزام بمواعيد النوم وعدم استخدام الهاتف في السرير وفي حالة استخدامه يفضل تقليل الإضاءة الخلفية.
ونتعلم الميد في إطار أبحاث علم النفس المتطورة لمساعدة الطلاب بأفضل سبل التعلم، ويجب على الطلاب مراقبة سلوكهم أثناء المراجعة في المنزل، ونأمل في إعداد الطلاب بشكل أفضل عند تعليمهم ما يساعد في تحسين الذاكرة والتركيز بغرض مواجهة التحديات القادمة.