القاهرة - توفيق جعفر
كشف رئيس المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابع لمؤسسة جمهورية مصر العربية، الدكتور طارق شوقي، عن أن المنظومة التعليمية فى مصر تحتاج إلى إعادة بناء مرة أخرى، مشيرًا إلى أن مصر تحتل المرتبة الـ6 بين الدول الأكثر أمية فى العالم. وأكّد أن "الجهل أخطر ما يهدد الأمن القومي المصري"، موضحًا أن نحو 22 مليون مصري لا يعرفون القراءة والكتابة.
وأوضح شوقي، في حوار مع "مصر اليوم"، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كلفه بأنجاز نحو 5 مهام رئيسية، "هي وضع خطة استراتيجية تعمل على تطوير منظومة العملية التعليمية فى مصر، ودراسة وبحث وإبداء الرأي فى مجال التعليم والبحث العلمى، وإيجاد حلول عملية وغير تقليدية، وتحضير موجز سياسات لمشكلات التعليم والبحث العلمي فى مصر"، مؤكدًا أن فريق العمل يعمل على إنجاز مهامه المكلف بها.
وعبر شوقى عن حزنه الشديد لتكرار حالات الوفاة التى يتعرض لها التلاميذ داخل فناء المدرسة، معتبرًا أنها "مصيبة"، ومشيرًا إلى أن المنظومة التعليمية فى مصر متهالكة تمامًا، ولابد من وضع قوانين رادعة ضد المعلمين الذين يعتدون بالضرب على التلاميذ حتى الموت. وطالب وزير التربية والتعليم الدكتور محب الرافعي، بوضع قوانين صارمة لعودة الانضباط داخل المدارس.
وأوضح شوقي أنه لن ينصلح حال مصر إلا بأصلاح منظومة التعليم، مؤكدًا أن المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي سيُقيّم كل التجارب السابقة، مشيرًا إلى أن المجلس يعمل على وضع استراتيجية قومية للتعليم يتم الموافقة عليها من قبل المجالس النيابية، حتى تستمر الخطة مع تعاقب الحكومات.
وأشار رئيس المجلس التخصصي للتعليم إلى أن نظام التعليم فى مصر، وخاصة فى مراحله "الإبتدائي والإعدادي والثانوي"، قائم على الحفظ والتلقين، وليس الإبتكار والخيال العلمى، لافتًا إلى ضرورة تطوير مناهج التعليم ككل، من الصف الأول الإبتدائي وحتى الثالث الثانوي، كما اختيار معلمين ذوي كفاءة، قادرين على تقديم المحتوى التعليمي بشكل عالى الجودة.
وأكد شوقي أن "المعلم فى مصر تقاس نتائجه على نسب نجاح طلابه فى امتحان آخر العام، حتى أنظمة الامتحانات ليست هى الطريقة المثلى لقياس مدى استيعاب الطلبة"، لافتًا إلى أن الهدف هو تطوير منظومة التقييم لخلق منظومة تقيس القدرات على التفكير والإدراك، وبالتالي سر كبير من أسرار الأزمة هو طريقة قياس تحصيل الطلبة للعلم، لأن كل الطلبة والمدرسين يتكاتفون لتجاوز الامتحان فقط، وهذا ليس معناه أن المعلم والطالب غير مبدعَين، لكن المنظومة هى التى لا تساعدهم.
ونوه إلى أن هناك مشكلة كبرى واجهت وزارة التربية والتعليم على مدار الـ30 سنة الماضية وهى ارتفاع كثافة الفصول، التي من الممكن أن تصل فيها كثافة الفصل الواحد إلى 120 تلميذًا، وهذا يعوق اهتمام المعلم بالطلبة، مشيرًا إلى أن المجلس سيضع حلولًا لمشكلة الكثافة العالية داخل الفصول بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.
وأكد شوقي أنه تم عقد لقاء مع خبراء دوليين فى مجال التعليم والاتفاق على وضع خطة عمل لضمان التنمية المستدامة للمعلم الذي يعد العنصر الأساسي لتحسين العملية التعليمية فى مصر، "كما استعرضنا خطة متكاملة قابلة للتطبيق السريع لتدريب ورفع كفاءة المدرس، ومن المفترض حال موافقة مؤسسة رئاسة الجمهورية المصرية واعتماد الخطة، أن يتم تطبيق هذا البرنامج التدريبي على 500 مدرس خلال فترة تتراوح من 8 إلى 12 أسبوعاً، على أن تطبق على نطاق أكبر بعد ذلك ثم تعمم على كل المدرسين بمصر الذين يقدر عددهم بـ"مليون و500 ألف معلم".
وقال شوقي إن وزارة التربية والتعليم تملك نحو 18 مليونًا و500 ألف طالب وطالبة بجميع مراحل التعليم "الإبتدائي والإعدادي والثانوية"، مؤكدًا ضرورة وضع خطة عاجلة لبناء مدارس جديدة لاستيعاب جميع الطلاب، موضحًا أن هناك مدارس فى مصر مهددة بالانهيار، وهناك أيضا مدارس متهالكة ولا تصلح أن تكون مؤسسة تعليمية.