افتتاح معظم المدارس المتضررة

أعادت دولة نيبال الواقعة في جنوب آسيا افتتاح المدارس وعودة مئات الآلاف من الأطفال النيباليين أمس الأحد، للمرة الأولى منذ وقوع زلزالين مدمرين الشهر الماضي أسفرا عن مقتل أكثر من 8700 شخص وإصابة 23 ألف.

وكانت الحكومة النيبالية قد أغلقت المدارس منذ وقوع الزلازل، التي خلفت العديد من الأضرار البالغة لآلاف من الفصول الدراسية.

وتشير الملصقات الحمراء المعلقة في مدرسة"يوباك سولا أدراشا" الثانوية في قرية كوخانا الصغيرة، على بعد عشرة أميال إلى الجنوب من كاتماندو، إلى أن المباني المدرسية متصدعة وغير آمنة.

ويتلقى الأطفال دراستهم في أكواخ خشبية شيدها الآباء والمتطوعين في أرض المدرسة، وطمأن مدير المدرسة، ساروج بهاكتا أشاريا، الطلاب قائلًا: "لا تخافوا، سنستأنف دراستنا في هذه الأكواخ من الخيزران، ولا داعي للقلق بشأن وقوع الزلزال"، وأضاف: "سنقضي أسبوعًا، في اللعب والحديث عن أشياء جيدة".

وأوضح أشاريا إنَّ الزي المدرسي ليس إلزاميا للطلاب الذين فقدوا منازلهم، ودعا إلى الوقوف دقيقة حداد على الطالب روبا مهارجان، البالغ من العمر 15 عامًا، الذي قتل في الزلزال، في المدرسة التي كان يتواجد فيها نصف عدد الطلاب فقط من أصل 1300 طالب.

وأضاف: "نستطيع تفهم حالة الطلاب والمعلمين النفسية، ومن أصل 56 معلمًا فقد نحو 16 منهم منازلهم تماما وما زالوا يعيشون خارجها".

وحاولت وكالات ومنظمات الإغاثة الإنسانية والسلطات المحلية إيجاد بدائل للمدارس، حيث لا يزال ما يقرب من مليون طفل في مختلف أنحاء نيبال دون فصول دراسية.

وأفاد مسؤول التعليم في منطقة غوركا، هاري براساد أريال، أن ما يقرب من 80٪ من المدارس في المنطقة ستستأنف الدراسة الأحد على الرغم من حضور عدد قليل من الطلاب، بسبب تضرر جميع المدارس في المنطقة بشدة بسبب الزلزال المدمر الذي وقع في 25 نيسان/ أبريل.

وتابع أريال: "لقد طالبنا إدارات المدارس في المناطق التي يعيش فيها الناس في  المخيمات بعيدا عن قراهم التي ضربها الزلزال، بتشغيل مدارس مؤقتة في المنطقة التي يقيم فيها الناس".

وتشكل مهمة إعادة بناء عشرات الآلاف من المدارس، عبئا كبيرا على الحكومة النيبالية، حيث قال مسؤولون إن التكاليف الإجمالية لإعادة إعمار البلاد ستكون 7 مليار دولار أي ما يعادل ثلث الناتج الإجمالي المحلي السنوي.

بينما تشير بعض التقديرات إلى أنَّ التكاليف قد تصل إلى 30 مليار دولار، وقد أسفر الزلزال عن ترك الملايين بلا مأوى.

وصرَّح رئيس منطقة "دولاخا" التعليمية، لوك بهادور لوبشان، بأنّه تمت إعادة فتح ما يقرب من نصف المدارس البالغ عددها 450 مدرسة أمس الأحد، في المنطقة التي تضررت بشدة جراء الزلزال الثاني، مع حضور ما يقرب من نصف الطلاب في المتوسط،.

واستطرد لوبشان "نقوم بتشغيل المدارس من مراكز إيواء مؤقتة، ونأمل بأن يعود المزيد من الطلاب لحضور الفصول  الدراسية في الأيام المقبلة".

وفي منطقة "كوخانا" أشار الآباء إلى خوف أطفالهم من العودة إلى المدارس، وقالت جيتا شاهي، (35 عاما)، أن ابنتها البالغة من العمر سبعة أعوام خائفة، وأضافت: "لا نزال نعيش في الميدان تحت الأقمشة المشمعة".

وعلى الرغم من ذلك أعربت الطالبة سابينا شاهي، عن سرورها لرؤية أصدقائها مرة أخرى: "أفضل العودة إلى المدرسة مرة أخرى، على الرغم من خوفي من وقوع زلزال آخر".

وحذرت منظمة اليونيسيف من أن كارثة الزلازل قد تفضي إلى انتكاس التقدم الذي أحرزته نيبال في التعليم على مدى السنوات الـ25 الماضية، وخلالها ارتفع معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية من 64٪ إلى أكثر من 95٪.

 وأوضح ممثل منظمة اليونيسيف تومو حازومي: "كلما مكث الأطفال في المنزل فترة أطول، كلما وجدوا صعوبة أكثر في العودة إلى المدرسة ".