طوكيو - علي صيام
كشف علماء الأحياء البحرية في اليابان عن الحصول على ثلاثة حيوانات شابة من الحبار العملاق، وتعد هذه المرة الأولى في الإمساك بهذا الحيوان البحري صعب المنال.
ويشبه حيوان المحار صغير السن الذي عثر عليه في جنوب غرب اليابان آباءه العمالقة الذين يعيشون في الأعماق، وبلغ وزن الحيوانات الثلاثة معًا أقل من رطل واحد، ويراوح طولهم بين 5 إلى 13 بوصة، في حين يصل طول الحيوان البالغ إلى 50 قدمًا ويزن ألف رطل.
واستطاع العلماء الإمساك بأصغر حبار على قيد الحياة على عمق 45 مترًا ما دفع الباحثون إلى التكهن بأن الحبار الصغير ربما ينجرف مع تيارات المحيطات أو يعيش في المياه الضحلة في الليل، وأشار الباحثون إلى أن المحار ربما يسكن أو يهاجر خلال أعماق مختلفة من المحيطات اعتمادًا على مرحلة التطور التي يمر بها.
وساعد التحليل الجيني الباحثين في التعرف بشكل كبير على الحبار، وعُثر على الحبار بواسطة مختلف الصيادين في عام 2013، لكن الباحثين نشروا نتائج دراستهم فقط هذا الأسبوع في دورية "سجلات التنوع البيولوجي البحري".
وأفاد المؤلف المشارك في الدراسة توشيفومي وادا لجريدة "وول ستريت جورنال" عن الاكتشاف: "هذه هي المرة الأولى في العالم للعثور على الحبار الصغير، وهو ما ساعدنا في معرفة الشكل الذي يبدو عليه هذا الحيوان في مرحلة مبكرة من حياته، ويشير العثور على اثنين من الحبار معًا في بحر اليابان إلى أن هذه الحيوانات ربما تسافر معًا، على الرغم من عادات السفر الانفرادي للبالغين".
وصرّح خبير الرخويات في معهد "سميثسونيان" مايكي فيسهوني لصحيفة "الغارديان" حول الموضوع: "من المثير للاهتمام العثور على اثنين من المحار معًا في الشباك الكيسية، كنا نبحث عنهم منذ فترة طويلة ولم نكن نعثر عليهم".
ويأمل الباحثون في أن تساعد الدراسة على الكشف عن مزيد من المعلومات الخاصة بأنماط الهجرة ووضع البيض لهذه الحيوانات البحرية، وكتب الباحثون: "على الرغم من عدم معرفة معلومات عن مناطق وضع البيض للحبار العملاق إلا أن العثور على الحبار الصغير ربما يفيد في معرفة مناطق التكاثر".
وعرف المحار من خلال الخيال العلمي للروائي جوليس فيرني، وعلى الرغم من معرفة الجنس البشري بهذه المخلوقات لقرون عدة، إلا أنه لم يصور العلماء الحبار بشكل حقيقي حتى عام 2005، ولم يلتقط أحد فيلمًا للحبار حتى عام 2013، وكان تسونيمي كوبوديرا من أوائل الباحثين الذين نجحوا في تصوير الحبار حيًا، وهو مؤلف مشارك في الدراسة أيضًا، كما لُقب عالم الأحياء البحرية من نيوزلندا ستيفي أوشيا بـ "صائد الحبار".
وأضاف أوشيا: "أنا سعيد لرؤية اهتمام البعض بنشر بحوث عن هذا النوع من الكائنات، شاهدت العديد من الحبار في الزجاجات عند إجراء بحث على هذه الكائنات وبكيت من شدة الفرح عندما عثرت عليهم".
وذكر عالم الرخويات فيسهوني، الذي لم يشارك في هذه الدراسة: "النتائج مثيرة لأنها تكشف عن مرحلة الشباب للحبار العملاق، ربما يظن الناس أن هذه الكائنات أطفال لكنها تفقس أصغر من ذلك بكثير".
ويفقس الحبار بيضًا صغيرًا ويتغذى على القشريات الصغيرة التي يطلق عليها "مجدافيات"، وأوضح أوشيا أنه عثر ذات مرة على حبار صغير ولكن العينات اليابانية كانت أكبر، وتبدو مثل الحبار البالغ، وأضاف فيسهوني: "نعرف القليل جدًا عن حياة الحبار في المراحل المبكرة، ويجب أن يهتم العلماء بكشف المزيد عن حياة الأنواع الأخرى".
وأوضح فيسهوني، أنه من خال البقايا عرف العلماء أن الحبار يأكل الكريل والجمبري ثم الأسماك وأنواع الحبار الأخرى، ويعيش الحبار البالغ في أعماق متوسطة من المحيط بين الأخاديد، حيث تعيش الأسماك وتغوص الحيتان من أجل الصيد.
وينجذب الحبار بواسطة الإضاءة الحيوية، وهي من نظريات عالم الأحياء إديث ويدر، وربما تكون هذه الإضاءة من سمكة أو قنديل البحر أو دعوة من سمكة أخرى أكبر ربما تكون مفترسة.
وأردف فيسهوني: "من المنطقي بالنسبة للحيوان الكبير المفترس أن ينجذب بواسطة وميض الإضاءة الحيوية"، محذرًا من أن العلماء يضطرون إلى استخلاص نتائجهم من تفاصيل هزيلة وغامضة في الأنواع التي تعيش في أعماق بعيدة.
ولفت عالم الرخويات إلى أنه من الألغاز المحيرة سلوك التزاوج من الحبار العملاق، حيث تظهر أنسجة أنثى الحبار أن الذكر يحقنها بحيواناته المنوية تحت الجلد، ولكن لم يكتشف العلماء بعد كيفية تخصيب البيض، وتظهر أحواض الأسماك في شيمان وكاجوشيما بقايا الحبار الصغير حسبما أفاد الباحثون.