لندن ماريا طبراني
أكّدعلماء على أنّ الديدان المتجمدة في التربة الصقيعية منذ 42000 عام عادت إلى الحياة، إذ تمكن الخبراء من إعادة الدودة المستديرة مرة أخرى إلى الحياة بعد ذوبان الجليد عنها الذي كان يسجنهم منذ عصر الماموث.
زعم الباحثون أن هذه التجربة يمكن أن تقدم كشفًا خارقًا في مجالات علم الأحياء الفضائي والكيمياء، لأنها توضح "قدرة الكائنات متعددة الخلايا على البقاء على المدى الطويل"، إن مجال حفظ الخلايا الحية بالتبريد، التي تنسف الفجوة بين الخيال العلمي والواقع، هو مجال يأمل في تعليق الناس في الوقت المناسب عن طريق تجميد أجسادهم لسنوات، والهدف النهائي هو إبقاء الناس في الجليد لعدة قرون في ذلك الوقت، لفترة طويلة بما يكفي للسماح باستكشاف الكواكب على المدى الطويل.
وعادت الديدان الخيطية مرة أخرى إلى الحياة في أطباق بترية في مختبر في معهد العلوم الفيزيائية والكيميائية لعلوم التربة بالقرب من موسكو، كما عمل فريق الباحثين الروس مع علماء الجيولوجيا من جامعة برينستون، نيو جيرسي، الولايات المتحدة الأميركية لتحليل أكثر من 300 نوع من الديدان المجمدة للعثور على المرشحين المناسبين.
ووفقا إلى الباحثين فإن اثنين فقط منها تبين أنهما يحتويان على ديدان أسطوانية قابلة للبقاء, وتم العثور على واحدة من هذه في التربة المتجمدة بالقرب من نهر اليزيا في عام 2015، ويعتقد بأن يكون عمرها تحو 41700 سنة، وتم أخذ الآخر في عام 2002 من جحر سنجور ما قبل التاريخ في نتوء دوفاني يار في المجرى السفلي لنهر كوليما، ويبلغ عمره نحو 32000 سنة، ويقع هذا الموقع بالقرب من موقع Pleistocene Park، وهو مشروع تجريبي يسعى إلى إعادة إنشاء موطن القطب الشمالي للماموث المنقرض، ويقع كلا الموقعين في ياقوتيا، التي تشتهر بأنها أبرد منطقة في روسيا.
وقال تقرير آخر عن النتائج التي ذكرتها "سيبيريا تايمز": "بعد أن تمت إزالة الصقيع، أظهرت الديدان الخيطية علامات للحياة، فبدأت تتحرك وتتناول الطعام"، ووفقًا لما ذكره فريق الباحثين الدولي، فإن هذا الاكتشاف الأخير يوضح "قدرة الكائنات متعددة الخلايا على البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل – أي لعشرات الآلاف من السنين" في حالة "الحفظ بالبرودة الطبيعية".
وكتب الباحثون في التقرير المنشور في مجلة دوكلاندى للعلوم البيولوجية Doklady Biological Sciences: "من الواضح أن هذه القدرة تشير إلى أن الديدان الخيطية في العصر الجليدي تحتوي على بعض الآليات التكيفية التي قد تكون ذات أهمية علمية وعملية لمجالات العلوم ذات الصلة، مثل البيولوجيا الحيوية والأحياء الفلكية".