تمارس العناكب سلوكيات جنسية غريبة في مجموعات، تستمر لمدة 4 ساعات فيما تنتظر العناكب لجذب الأنثى قبل الانضمام للمجموعة، وتعد هذه الجماعات الجنسية ميزة تطورية لدى ذكور العناكب حيث تقلل من فرص التهامها حية من قبل الإناث المتعطشة للدماء، وشوهدت هذه العناكب لأول مرة بواسطة أستاذ الأحياء والبيئة "ماثيو برسونز" في جامعة "Susquehanna University"، في ولاية بنسلفانيا، ورصد برسونز العنكبوت الذئب في الحديقة الخلفية لمنزله وأخذ العناكب إلى طاولة غرفة الطعام لرؤية ما يحدث.

وتابع برسونز "لأني وجدتهم في الحديقة الخلفية لمنزلي أحضرتهم إلى الطاولة في غرفة الطعام وشرعت في التقاط الصور لتوثيق ما يحدث خلال 4 ساعات"، وضمت المجموعة الثلاثية، أنثى واحدة واثنين من الذكور، وعادة ما يتزاوج العنكبوت الذئب من 25 دقيقة إلى ساعة إلا أن المجموعات تستمر لمدة 4 ساعات، وأضاف برسونز " كلما طالت مدة التزاوج يزيد احتمال تعرض العناكب للإلتهام"، وتعد نتائج برسونز الحالة الأولى في سجل العنكبوت الذنب، وربما تكون هناك ميزة تطورية لذكور هذه للعناكب لأن الجنس لديهم يعد عمل خطير، حيث تلتهم الأنثى الذكر في حال عدم رضائها عن أداؤه الجنسي.

ويقلل العنكبوت الثالث الذي ينضم للمجموعة من فرصه التهامه من قبل الأنثى أو الذكر الآخر عند انضمامه إلى اثنين من العناكب أثناء التزاوج، كما يتنجنب العنكبوت الثالث إهدار طاقته في مغازلة الأنثى حيث يدع العنكبوت الأخر يقوم بالمهمة الصعبة بدلا منه، وعادة ما يتقاتل الذكور في محاولة لجذب الإناث لكنهم لن يتقاتلوا إذا كان أحدهم يمارس الجنس بالفعل مع الأنثى، وأضاف برسونز " في ملاحظاتي المباشرة أظهر الذكور نوع من السجال ومحاولات لتهجير الذكور الآخرين أثناء التلقيح"، فيما رصد برسونز أحد العناكب فقد ساقه أثناء التزاوج إلا أنه لم يتأكد ما إن كان الذكر الأخر أو الأنثى هو السبب في ذلك، ويتم نشر نتائج الدراسة في مجلة "Journal of Arachnology".