انخفاض النشاط الشمسي

حذر تقرير صادر عن المركز العربى للمناخ من تبعيات انخفاض النشاط الشمسي الذي تم رصده مؤخرا، واحتمالية حدوث عصر جليدى مصغر، مؤكدا أنه منذ عام 2008 وحتى يومنا هذا، بدأ العلماء بملاحظة انخفاض النشاط الشمسي بشكل ملحوظ،  من خلال  حساب عدد البقع الشمسية فى الدورة الشمسية الواحدة.

وأكد تقرير المركز العربى للمناخ، أن النشاط الشمسي وعدد البقع الشمسية انخفض خلال الأعوام الأخيرة بشكل كبير عن المعدلات العامة، حيث سجلت الدورة الشمسية الاخيرة، مستويات كبيرة في انخفاض عدد البقع الشمسية، وهو ما يشابه الوضع الذى كانت عليه الشمس قبل اكثر من 100 عام، وهى فترة العصر الجليدي الصغير، وكانت فيها حرارة الأرض منخفضة بشكل كبير نتيجة انخفاض النشاط الشمسي لدورتين شمسيتين متتاليتين .

وأوضح تقرير المركز العربى للمناخ، أن انخفاض النشاط الشمسي الحالي يعمل على إرباك نظامنا المناخي في الغلاف الجوي, ويكون ذلك من خلال حدوث تموجات كبيرة في التيار القطبي النفاث، الأمر الذى يحفز الرياح القطبية الباردة،  المتمركزة في القطب الشمالى،  على الهبوط صوب العروض الوسطى، والعروض الدنيا من نصف الأرض الشمالي، وبالتالي تكون زيارة الرياح القطبية للمناطق الجنوبية مرتفعة بشكل كبير يفوق المعدلات العامة الطبيعية، مما يسبب انتقال الكتل الهوائية الباردة على اثر تموج التيار النفاث الى اماكن في العروض الوسطى والدنيا غير معتادة على استقبال هذه الكميات الكبيرة من البرد، مثلما حدث بداية العام الحالي 2021 وتحديدا بتاريخ 17 فبراير، عندما ضربت موجة برد الجنوب الامريكي وصحراء تكساس وفلوريدا، وعلى إثرها تساقط الثلج بشكل نادر وغير معهود، وانخفضت درجات الحرارة  15درجة  تحت الصفر لتحطم الرقم القياسى في انخفاض درجات الحرارة طبقا للتاريخ المناخي الطويل للولايات المتحدة الامريكية .

وأشار التقرير، إلى أنه جاءت توقعات ناسا للدورة الشمسية الحالية، التي انطلقت تقريبا نهاية عام 2020 وبداية عام 2021، مثيرة للقلق،  مشبرة الى  الدورة الشمسية الحالية التي تحمل الرقم 25 بأنها ستكون منخفضة بشكل ملحوظ مثل سابقتها، مما يعني احتمالية حدوث تبريد عالمي كبير وبشكل تدريجى، بدأ الاعوام الماضية وسيبلغ ذورته في عام 2030 وسينتهى في عام 2050 ، وهو نفس ما حدث من أكثر من قرن  فى الأرض .

ويؤكد باحث علوم الطقس والمناخ المهندس أحمد العربيد، خلال تقرير المركز العربى للمناخ، أنه من المؤشرات الأخرى التى تؤكد احتمالية حدوث عصر جليدى مصغر وتبريد سريع للأرض، ظهور النشاط الزائد للبراكين خلال العامين الاخيرين، وقذف مئات الاطنان من ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي المحيط بالارض، الذى بدوره يعمل على عكس اشعة الشمس خارج الأرض وبالتالي تبريدها شيئاً فشيئا .

جدير بالذكر، أنه في السنوات القليلة الماضية وتحديداً منذ عام 2008 وحتى عامنا الحالي 2021، كانت الشمس في أضعف حالاتها منذ أكثر من قرن، والنشاط الشمسي يتذبذب في دورة تقدر ب 11 عامًا تقريبًا، وانتهت اخر دورة شمسية والتي تحمل الرقم (24) بمعدل مشابه لما حدث قبل اكثر من 100 عام، وانه عند انخفاض النشاط الشمسي ودخول الارض في فترة تبريد كبير, فان هذا التبريد لا يؤثر على كافة مناطق العالم، وانما قد تتعرض بعض المناطق لموجات دافئة وحارة نظراً لان الكتل الهوائية الحارة تبقى متواجدة كرد فعل طبيعي لمناخ الأرض ولكن يقل عدد الموجات الحارة والكتل الهوائية الدافئة بشكل كبير وملحوظ وذلك استناداً الى فيزياء المناخ.

قد يهمك أيضًا:

وكالة "ناسا" ألأميركية تخطط لإرسال مركبة فضائية في مهمة "لمس الشمس"

الأرض تضرب موعدًا مع عصر جليدي مصغر بعد 15 عامًا من الآن