دراسة جديدة أن النحل سريع التعلم يموت أسرع من أقرانه الأبطأ

كشفت دراسة جديدة أن النحل سريع التعلم يموت أسرع من أقرانه الأبطأ، ويجمع النحل سريع التعلم موارد أقل للمستعمرة عن أقرانه الأقل ذكاء، وأشار الباحثون إلى أن ذلك ربما يرجع إلى الطاقة التي يتطلبها الذكاء تستهلك الموارد المحدودة ما يترك النحل الذكي مع طاقة أقل للبحث عن الطعام عن أقرانه الأقل ذكاء، وأفاد المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ العلوم البيئية في جامعة غلف في كندا، الدكتور نايجل رين، أنّه "كشفت النتائج عن أن النحل سريع التعلم جمع موارد أقل للمستعمرة في مهمة جمع الغذاء، ما يوفر دليل بشأن تكلفة التعلم المرتبطة بالبرية".

وأضافت المؤلفة المشاركة للدراسة، الدكتورة ليزا إيفانز، أنّه "تعد نتائجنا مثيرة للدهشة لأننا عادة ما نربط التعلم والقدرة المعرفية بتعزيز اللياقة البدنية باعتبارها مفيدة لبقاء الفرد أو المجموعة"، موضحة أن الأنسجة العصبية تعدّ مكلفة في إنتاجها وصيانتها ما يتطلب الكثير من الطاقة، ويتطلب البحث عن الطعام الكثير من الطاقة وكذلك التعلم وربما يفسر ذلك قصر عمر النحل الأكثر ذكاء، ولإجراء الدراسة استخدم الباحثون الزهور الاصطناعية الزرقاء والصفراء لاختبار قدرات التعلم البصري إلى 85 نحلة من 5 مستعمرات مختلفة، حيث احتوت الزهور الصفراء على مكافأة السكر أما الزرقاء فلم تحتوي على شيء.

وحسب الباحثون الوقت الذي استغرقه النحل لتجاهل الزهور الزرقاء والتي تمثل اللون المفضل للزهور، وتمت مراقبة النحل باستخدام تقنية تحديد الترددات الراديوية (RFID) لتقييم نشاط النحل في البح عن الطعام وجودة الرحيق أو حبوب اللقاح التي يحضرها النحل، وتم وزن النحل عند عودته وتسجيل حجم حبوب اللقاح، ووجد الباحثون أن اكتساب الأداء لم يساعد في التنبؤ بمعدلات جمع الرحيق أو الحبوب حيث جمعت النحل المختلف في درجات الذكاء هذه الموارد بمعدلات مختلفة، وتبين أن النحل ذات التعلم البطيء أحضر الغذاء لمزيد من الأيام مع عدد مماثل من نوبات إحضار الطعام يوميا، ولذلك انتهى النحل بطيء التعلم من رحلات أكثر للبحث عن الطعام، وأضاف رين أنّ "هذه النتيجة تعدّ مثيرة للاهتمام لأننا نعلم أن التعلم مهم حقا للنحل، إنهم يتعلمون بشأن الزهور التي توفّر مزيدًا من المكافآت وأين ومتى يمكن العثور عليها ".

وأوضح الباحثون أن التعلّم السريع ربما يكون غير صالح للنحل متسائلين لماذا لم يتم القضاء عليه بين أعداد النحل خلال التطوّر، وأرجعت رين ذلك إلى أن التعلّم يمنح المستعمرة ميزة اعتمادًا على بيئة المستعمرة، مضيفًا أنّه "في بيئة أكثر تعقيدًا ربما تكون قدرة التعلم حيوية لضمان مرونة المستعمرة كما يمكنها أن تدفع بوجود رؤساء أذكياء في الغرفة"، وقال رين إن نتائج الدراسة قد تكون مفيدة للحفاظ على الموائل والملقحات التي تساعد في إنتاج المحاصيل التجارية، مضيفا " من خلال تحديد كيفية تكيف الملقحات مع البيئة نكتسب نظرة ثاقبة في مجالات البيئة المهمة لنجاح المستعمرة ما يعزز الموائل والحفاظ على الملقحات".