سلسلة جبال ألاسكا

 يسجّل تساقط الثلوج على سلسلة جبال ألاسكا أكثر من الضعف منذ بداية العصر الصناعي، حيث يبلغ متوسط مدى ألاسكا حاليا 5.4 أمتار (18 قدمًا) من الثلج سنويا، وذلك من متوسط 2.4 متر (8 أقدام) سنويا من 1600-1840، ووفقا للباحثين، فإن هذه الزيادة في تساقط الثلوج هي دليل على أن تغيّر المناخ يمكن أن يؤدي إلى زيادات كبيرة في هطول الأمطار الإقليمي.

وتبين الدراسة التي أجراها باحثون من كلية دارتموث وجامعة ماين وجامعة نيو هامبشاير أن مستويات تساقط الثلوج الحديثة في نطاق ألاسكا هي على أعلى مستوى في 1200 سنة على الأقل، وأكّد المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور إريك أوستربيرغ، أنّه "صدمنا عندما رأينا لأول مرة كم تساقط الثلوج الذي قد ازداد, كان علينا أن نحقق ونفحص نتائجنا مرتين للتأكد من النتائج."

 

واستند البحث إلى تحليل اثنين من عينات الجليد الأساسية التي تم جمعها على 13,000 قدم من جبل هنتر في حديقة دينالي الوطنية في ألاسكا، وتشير الدراسة إلى أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات الاستوائية قد أدى إلى زيادة تساقط الثلوج عن طريق تعزيز تدفق الهواء الدافئ والرطب شمالا، ويستند البحث إلى دراسة سابقة باستخدام نفس الثلج الذي أظهر تكثيف نشاط العواصف الشتوية في ألاسكا وشمال غرب كندا".

وقال مؤلف الدراسة دومينيك وينسكي، إنّه "في كل مكان ننظر فيه في شمال المحيط الهادئ، نرى نفس بصمات الأصابع احترار المحيطات الاستوائية، أصبح المناخ في فصل الشتاء في شمال المحيط الهادئ مختلف جدا مما كان عليه قبل 200 سنة"، وقد خلص العلماء منذ فترة طويلة إلى أن ثاني أكسيد الكربون وغيره من الانبعاثات الصادرة عن الصناعة يدفعان الاحترار الكوكبي، مما يؤدي إلى الفيضانات والجفاف والعواصف القوية المتكررة، غير أن الباحثين لم يبدؤوا إلا أخيرًا في عرض تفاصيل بشأن كيف يمكن لتغير المناخ أن يعزز أنماط هطول الأمطار الإقليمية، وفي بعض الحالات تترتب عليها آثار مدمرة.

ونشرت مجموعة من العلماء بقيادة مجموعة البحث العلمي غير الربحية "المناخ المركزي" تقريرا في وقت سابق من هذا الشهر قائلة إن تغير المناخ ساهم بشكل كبير في هطول الأمطار من إعصار هارفي الذي غمر هيوستن في أغسطس وسبتمبر وتسبب في تضرر بمليارات الدولارات، وقد انضمت كل دول العالم باستثناء الولايات المتحدة إلى اتفاق عالمي لمكافحة تغير المناخ, ولقد أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق المناخ في باريس عام 2015 في يونيو، قائلا أنه مكلف جدا بالنسبة للاقتصاد الأميركي.