ببغاوات عوفين تصنع أدوات جديدة لتصل إلى الغذاء

كشفت دراسة جديدة أجريت على 4 من ببغاوات عوفين وموطنهم في إندونيسيا عن مستوى تفكير جيد في استخدام المواد والآليات المختلفة للحصول على الطعام عند وضعه بعيدًا عن متناول أيديهم، وأظهر باحثون من جامعة الطب البيطري في فيينا وجامعة أكسفورد مدى ذكاء هذه الطيور في دراستهم، حيث عمدت الببغاوات فيغارو و دوليتول ويكي وبيبين إلى صنع أداة بطول 2.2 بوصة لتساعدهم في الحصول على قطعة لذيذة من جوز الكاغو، ولاكتشاف قدرتهم على تنفيذ ذلك قدم لهم 4 مواد ممثلة في كتلة من الأخشاب وأغصان الزان والكرتون وقطعة من شمع العسل الطبيعي, وبالفعل تحققت المفاجأة واستطاعوا الحصول على الكاغو من خلال تشكيلهم أداة من هذه المكونات للحصول على مبتغاهم.

وشاهد الباحثون في دهشة الببغاوات يمسكون خشب الصنوبر والأغصان ويقطعون الكرتون المقوى بحجم مناسب لاستخدامه في الحصول على الغذاء، وكانت المادة الوحيدة التي لم يستخدموها شمع العسل، وأفادت الدكتورة أليس  أورسبرغ التي قادت الدراسة في جامعة الطب البيطري في فيينا: " بالنسبة لنا كانت الأدوات المصنوعة من الورق المقوى الأكثر إثارة للاهتمام حيث لم تكن هذه المواد مُشكلة من قبل وهو ما تطلب جهد  من الطيور لتشكيلها، واستخدمت الطيور منقارها لقطع الورق إلى قطع مستقيمة ذات طول معين، ومن المثير للاهتمام أن طول الورق المقوى بالفعل  كان قريبًا من الطول المطلوب للحصول على مكافئة الغذاء".

وأبهر البغبغاء فيغارو العلماء عن طريق عض القطع الخشبية من قفصه لتصنيع أدوات، ونجح الببغاوات الأربعة في إنشاء أدوات من غصون الأشجار، ونشرت الدراسة في الجمعية الملكية في مجلة "Biology Letters"، وتعتبر صناعة الأدوات من السمات المميزة للإنسان كما لوحظ قدرة الشمبانزي على ذلك أيضًا، وبعض الطيور بما في ذلك النسور والغربان وعصافير غلاباغوس.

وأضاف الباحث المشارك في الدراسة أليكس كاسلينك من جامعة أوكسفورد: "أردنا فهم كيف تفكر الحيوانات لإنتاج برامج كمبيوتر واضحة قادرة على فعل ما تفعله الطيور، نحن لا نعرف حقًا ما إذا كان يمكن للطيور تصور عنصر ما في عقلهم ومحاولة تشكيله بالفعل والاعتماد على الصورة المتصورة كنموذج لبناء شيء أو أداة جديدة، وكيف تتفاعل أدمغتهم مع المشاكل الجديدة التي تواجههم".

وتابع كاسلينك: "دراسة كيفية صنع هذه الطيور لأدوات تكشف أنها لا تفعل ذلك باتباع تعليمات مسبقة واستطاعت أن تتوصل إلى حل للمشكلة، وبهذا توفر ببغاوات غوفين فرص بحثية رائعة بسبب ذكائهم وقوتهم مما يمكنهم من حل المشاكل المادية والمنطقية، كما يمكنهم التعلم من مشاهدة سلوك الآخرين، ويمكنهم التعلم من الأشياء المحيطة عن طريق اللعب، والآن يعد من المعقول أن تصورهم لعنصر معين يسمح لهم بحل مشكلة جديدة والمضي قدمًا في بناء الأدوات التي يحتاجونها، أثق من أنهم سيستمروا في إبهارنا".