"ناسا" تخطِّط لإرسال مسبار إلى الشمس

في فيديو جديد مذهل لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، تم تصوير التوهج الذي اندلع من الشمس في ساعة مبكرة من صباح الاثنين. ذلك التوهج الشمسي الذي لم ظهر على الأرض خلال مسار رحلته كان من الممكن أن يتسبب في قطع الاتصالات، ويؤثر على نظم الملاحة، اذا وصل إلى المجال المغناطيسي للكوكب.

جدير بالذكر أن تلك التوهجات الشمسية الكبيرة ضربت من قبل إلكترونات الغلاف الجوي للأرض وتسببت في العديد من العواصف الكهرومغناطيسية. لكن اندلاعه يوم الاثنين والذي انبعث من الشمس كان بعيدا عن الأرض فلم يؤثر على كوكبنا، وذلك وفقا لما اشار اليه خبراء الطقس الفضائي في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، الكائنة في واشنطن.

وأصدرت المنظمة شريط فيديو يظهر تلك التوهجات التي اندلعت من أشعة الشمس في الانفجار المعروفة باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي. وصوَّر مركز التنبؤ بطقس الفضاء، لقطات للزئبق عبر سطح الشمس. جدير بالذكر أن تلك الانبعاثات يمكن أن تكون لها اضرار على الاقمار الصناعية مما تكبد الدول تكلفة مالية هائلة. كما يمكن أن تؤثر على شبكات الكهرباء وتعمل على تغيير المجال المغناطيسي للأرض، وتخلط بين النظم الملاحية والاتصالات.

ويأتي الفيديو الجديد بعدما أعلنت "ناسا" في الشهر الماضي عن خطط لإرسال مسبار إلى الشمس لدراسة النشاط الشمسي الخطير. حيث ستمضي المركبة الفضائية حوالي 4 ملايين ميل  في مقابل الشمس في العام المقبل، مواجهة الحرارة والإشعاع المرتفعين جدا. وأطلق على تلك البعثة، اسم "سولار بروب بلس"(SPP)، وسوف تتقدم سبع مرات أقرب من أكثر مسافة تقدمتها أي مركبة فضائية من سطح الشمس قبل ذلك.

وقال اريك كريستن، أحد علماء أبحاث "ناسا" في مركز "جودارد" لرحلات الفضاء، الموجود في ولاية ماريلاند أن العلماء أرادوا منذ زمن طويلا إرسال مسبار من خلال الغلاف الجوي الخارجي للشمس لفهم أفضل للرياح الشمسية والمواد الموجودة في النظام الشمسي. ستكون هذه أول مهمة للسفر إلى الشمس.
واضاف "لا يمكننا أن نصل إلى سطح الشمس،" لذا فإن المهمة تتركز حول الاقتراب أكبر مسافة ممكنة للإجابة على ثلاثة أسئلة مهمة.

ومن أجل أجراء تلك المهمة سوف تحتاج المركبة الفضائية تحمل درجات الحرارة المرتفعة خارج المركبة الفضائية والتي تصل الى 2500 درجة فهرنهايت. لذا سيتم صنعها داخل درع من الكربون بسماكة 4.5 بوصة.

ولن يستطيع العلماء شرح التوهجات الشمسية والعواصف، إلا في حالة استطاعتهم التنبؤ بدقة بآثار الطقس الفضائي الذي تسبب في تدمير الأرض. وقالت وكالة ناسا إن تلك المهمة ستكون أحدث وأكبر مهمة يمكننا من خلالها التنبؤ بالنشاط الشمسي الكبير.

وتُعدُّ الشمس مصدر الرياح الشمسية التي تعمل على  تدفق الغازات المنبعثة من تيارات  الشمس إلى الأرض بسرعة أكثر من مليون ميل في الساعة. كما أنها تتسبب في اضطرابات في الرياح الشمسية من الممكن أن تؤثر على المجال المغناطيسي على كوكب الأرض.

وقدَّرت دراسة حديثة من قبل الأكاديمية الوطنية للعلوم أنه من دون إنذار مسبق فإن ذلك النظام الشمسية الضخمة يمكن أن يتسبب في خسائر بمقدار تريليوني دولار في الولايات المتحدة وحدها. ومن الممكن أن تتسبب في إنقطاع التيار الكهربي على الساحل الشرقي للولايات المتحدة لمدة عام.

ومن الممكن أن تندلع ملايين الأطنان من المواد الممغنطة من الشمس بسرعة عدة ملايين ميل في الساعة. ستوفر هذه المهمة رؤية للاتصال الحيوي بين الشمس والأرض. ستساعد تلك البيانات ناسا على إدراك التنبؤ بالطقس الفضائي. واضاف العلماء أنهم لن يتمكنوا من التنبؤ بدقة بآثار الطقس الفضائي الذي يمكن أن يسبب في اضطراب جسيم للأرض حتى يتمكنوا من تفسير ما يجري عن قرب لأشعة الشمس.