"بوسطن" أهم مراكز الزراعة الحضرية

ساعدت روح المبادرة القوية والتشريعات التقدمية مثل المادة 89، على جعل مدينة "بوسطن" الأميركية واحدة من أهم مراكز الزراعة الحضرية، حيث أطلق مشروع Freight Farms الزراعي في جنوب بوسطن بعد أن أدرك المؤسسان والأصدقاء جون فريدمان وبن ماكنمارا أن "نيو انغلاند" حاليا تحصل على نحو 90% من غذائها من خارج المنطقة، فيما تشير  10 الى 15% من العائلات أنها ليس لديها ما يكفي من الطعام.

وأدى الاعتماد المفرط على المنتجات المستوردة إلى دفع فريدمان ومكنمارا إلى إطلاق حملة على Kickstarter عام 2011 لتمويل مشروعهما الزراعي، الذي يبيع حاويات البضائع إلى المزارعين المحتملين الراغبين في حياة مستدامة، ويستخدم المشروع طاقة الشمس لتوفير غالبية الكهرباء اللازمة لزراعة المحاصيل.

وتوضح جوليا بوب التي تعمل في مجال تعليم المزارعين وتدعم المشروع، أن الناس يمكنهم العثور على الحاويات بين مبنيين أو في موقف سيارات أو تحت ممر علوي أو في اي مكان بالقرب من التضاريس الحضرية الحديثة. وانتشرت مزارع الشحن شمالا من بوسطن إلى كندا. وتقول بوب إن هناك أكثر من 100 من مزارع الحاويات العاملة في الولايات المتحدة وحدها، وتجهز الشركة كل حاوية بمساحة 40 قدمًا بالمعدات اللازمة للدورة الزراعية من الإنبات إلى الحصاد، وتسمى هذه المعدات  Leafy Green Machine (LGM) وتخلق نظام زراعة مائيًا خاليًا من التربة. ويستخدم المياة المعاد تدويرها مع رفع مستوى المغذيات لمساعدة النباتات على النمو. وتوضح بوب أن هناك أكثر من 50 اشتروا نظام LGM وبدأوا عملا صغيرا لإنتاج فدانين من الأطعمة على مدار العام، ومن بين هذه المشاريع Corner Stalk Farm والذي يبيع الخضراوات الورقية المزروعة محليا بما في ذلك اللفت والنعناع والجرجير، فضلا عن أكثر من 20 نوعا من الخس لتلبية الطلب في مختلف الأسواق الزراعية في بوسطن وسوميرفيل، ومن خلال خدمات تسليم المنتجات من السهل الحصول على هذه الحاويات لإدارة شركة بقيمة 85 ألف دولار مع تكاليف التشغيل التي تضيف ما يقدر ب 13 ألف دولار سنويا.

ويساعد  الطلب المطرد على السلع الاستهلاكية، الذي يتجلى في أكثر من 139 سوقا للمزارعين في ولاية ماساتشوستس وحدها، يساعد على تعويض التكاليف المرتفعة لبدء وتشغيل مزرعة حضرية. وتقول هانا براون من سكان "نورث إند بوسطن" والتي تتسوق بانتظام من سوق بوسطن العام: " ليس هناك العديد من المتاجر التي تحتوي على منتجات طازجة حقا في المنطقة المجاورة، لذا فالسوق مليء بالاحتياجات بالنسبة لي، ومن الرائع أن نكون قادرين على التحدث مع الناس الذين يعملون في منصات الإنتاج، لأنهم يستطيعون التوصية بما هو جديد وكيفية تحضيره".

ويعود الفضل في ازدياد شعبية الزراعة الحضرية إلى العمدة سابق توماس مينينو والمادة 89 اثناء وجوده في منصبه، والتي أدت إلى توسيع نطاق قوانين تقسيم المناطق للسماح بالزراعة في الحاويات،  وعلى أسطح المنازل وفي المزارع الكبرى على مستوى الأرض، وأتاحت المدة 89 للممارسين بيع أغذيتهم المحلية داخل حدود المدينة، ومن الأعمال التجارية التي استفادت من المادة 89 Green City Growers والذي يدير Fenway Farms وهي مزرع على السطح مساحتها 5 آلاف قدم أعلى حديقة  Fenway Park.

وتتميز بوسطن في سن التشريعات التقدمية، ففي سكرامنتو هناك حوافز ضريبية لمالكي العقارات الذين يوافقون على استخدام اراضيهم الشاغرة في الاستخدام الزراعي النشط لمدة 5 سنوات على الأقل،  وصوّت مجلس مدينة "سان أنطونيو" في العام الماضي فقط لتمرير التشريعات التي تجعل الزراعة الحضرية قانونية في كل حدود المدينة، وبينما تفتخر بوسطن بمختلف الشركات الناشئة والجمعيات غير الربحية الزراعية، يساهم رواد الأعمال في أجزاء أخرى من البلاد في حركة زراعية وطنية بطرقهم الخاصة، حيث قام كيمبال موسك شقيق إيلون ماسك صاحب شركة "تسلا" والرئيس التنفيذي لشركة "سبايس أكس" مؤخرا بإنشاء مزرعة حاوية في مصنع قديم لشركة "فايزر" في بروكلين.

ويجد سكان بوسطن أنفسهم مع عدد كبير من الخيارات الجديدة للنمو والربح من المنتجات الطازجة على أسطح المنازل وفي الأزقة، وتفكر بعض المنظمات غير الربحية في استخدام الزراعة كأساس تعليمي، حيث أشارت جين هيرشي المدير التنفيذي لمنظمة CitySprouts إلى "الحاجة الهائلة لتعليم الأطفال من أين يأتي طعامهم"، ويتعاون فريق المنظمة لإنشاء فصول تعليمية فيا لمدارس للطلاب لتعليمهم الزراعة في المدارس بحيث يمكنهم زراعة الطعام الذي يتناولونه. وأوضحت المعلمة كتالين دونيل في Fletcher Maynard Academy أن البرنامج يقوم بعمل رائع لإعطاء أطفال المناطق الحضرية الفرصة للتفاعل مع بيئتهم.

وساعد ارتفاع حركة الزراعة الحضرية الوطنية في بوسطن على زيادة إتاحة المنتجات المزروعة محليا للسكان من ذوي الدخل المنخفض، وذكرت المواطنة  "ليها شافر" أنها اسخدمت الطوابع الغذائية في سوق المزارعين لدفع نصف سعر مشترياتها من الكالي والعنب البري وغيره. وأضافت لقد "أصبح من الممكن لي شراء المنتجات العضوية المحلية التي من دون ذلك لم أستطع شرائها، لا أعتقد أنني كنت سأستطيع دعم المزارعين المحليين دون هذا الخصم".