بحيرة الطيور

تعتبر بحيرة الطيور في الطارف الجزائرية المحمية العالمية الأكثر تعرضًا للتلوث البيئي، والمهددة بمخاطر الجفاف، لاسيما عقب الرمي العشوائي للنفايات الاستشفائية، من طرف المصحات والعيادات، ما تسبب في ارتكاب مجازر في حق الأسماك، والبط المائي.
ويحدث هذا في حين صنّفت منظمة "رمسار" العالمية للمناطق الرطبة ضمن البحيرات الأكثر جمالاً، لما تتميّز به من عناصر ومقومات أساسية، تدخل في تكوين الإطار الإيكولوجي للطبيعة في الجزائر.
وتحتل بحيرة الطيور، الواقعة قرب مدينة القالة الحدودية مع تونس، المرتبة الثالثة من حيث أهميتها في حوض البحر الأبيض المتوسط، بعد بحيرة الدلتا في إسبانيا، وبحيرة كمارق في فرنسا.
وتبلغ مساحة بحيرة الطيور الحقيقية 120 هكتارًا، لكنها تقلّصت بعد جفاف محيطها إلى 70 هكتارًا، وتعتبر موطنًا لآلاف الطيور المهاجرة، منها خمسة أنواع من الطيور والبط المائي، وعلى رأسها "الأرزماتور"، ذات الرأس الأبيض، والذي يعتبره الخبراء وعلماء الطبيعة نوعًا نادرًا على المستوى الدولي.
وتتغذى مياه بحيرة الطيور من مياه الأمطار، والسيول المتدفقة من الجبال، وبعض الينابيع الصخرية، لذا تتميّز بعذوبتها.
وسجّلت وزارة البيئة الجزائرية، خلال 2013، خسائر طبيعية في الطيور، والأسماك، في البحيرة، والتي تناثرت على ضفافها ميتة، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة، امتدت إلى المحيط السكني، فيما ناشد في ذلك الوقت سكان بلدية بحيرة الطيور السلطات والجهات المعنية، بغية السعي إلى الحفاظ على الطابع الإيكولوجي لهذه المنطقة.
وطالب عدد من السياح الأجانب، من وزارة السياحة الجزائرية، باستغلال هذه المحمية الطبيعية كمنطقة جذب سياحي، حيث أبدوا رغبتهم الشديدة في استغلال محيط بحيرة الطيور كفضاء سياحي، يتماشى وطبيعة هذه المحمية الدولية.