بحيرات زرقاء في القارة القطبية الجنوبية

للوهلة الأولى تبدو أنها صورة مذهلة لجمال الطبيعة، ولكن يحذر العلماء أن تلك البحيرات الذائبة التي تم رصدها في القارة القطبية الجنوبية قد يكون لها رسالة تقشعر لها الأبدان.

وقال الباحثون أن ما يقرب من 8000 بحيرة زرقاء مبهرة قد ظهرت على أحد الجبال في شرق القارة القطبية الجنوبية بين عامي 2000 و2013 وهذا يمكن أن يكون علامة على انهيار الجبل الجليدي، كما يزعمون أن النتائج تظهر أن أكبر كتلة جليد على الأرض تواجه مصير مماثل لمصير غرينلاند التي تذوب بمعدل سريع.

واستخدم بحث جديدة صور الأقمار الصناعية لتحليل الجبل الجليدي، ووجد أن البحيرات يبدو أنها تنزل أسفل الجبل مما يضعفه ويجعله أكثر عرضة للكسر والانهيار. وتم اجراء البحث، الذي تم نشره في مجلة الأبحاث الجيوفيزيقية، بواسطة إيميلي لانغلي وستيوارت غاميسون وكريس ستوكس وانبر ليسون.

وأوضح الباحثون أن أوجه الشبه بين الوضع في غرينلاند وشبه الجزيرة القطبية الجنوبية تشير إلى أن البحيرات قد تؤثر كذلك بمعدلات ذوبان الجليد وتفكك الجرف الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية.

وكانت الثلوج والغيوم والصخور تشكل عائقًا في صور الأقمار الصناعية بالنسبة لفرق رسم الخرائط، ولكن الآن تمكنت دراسة قام بها علماء من هيئة مسح اراضي القطب الجنوبي البريطانية من تحديد نسبة المساحة الغير مدفونة تحت الثلوج في القارة والتي تم تقديرها ب 0.18% فقط، ولكن هذا الرقم قد لا يدوم طويلاً بسبب الاحتباس الحراري.

واستخدمت الدراسة أحدث بيانات أقمار وكالة ناسا الصناعية وهيئة المسح الجيولوجي الأميركية لإنتاج خريطة للصخور البارزة في جميع أنحاء القارة القطبية الجنوبية.

ومع تحسن دقة وحساسية الاستشعار عن بعد للأقمار الصناعية ، يطالب المجتمع العلمي بجمع بيانات أكثر دقة بسبب أن التفريق بين الصخور البارزة من الثلوج والجليد يعد مشكلة في القارة القطبية الجنوبية، ولذلك قام فريق البحث بنشر الدراسة من أجل السماح للفرق البحثية في جميع أنحاء العالم بالمساعدة في بناء صورة دقيقة للتغيرات الجليدية في القارة القطبية الجنوبية.