أشكال فيروس نقص المناعة البشرية يمكن عبورها بين الشمبانزي والبشر

كشف الخبراء أن "فيروس" نقص المناعة الذي يسبب مرض "الإيدز"، تم تمريره إلى البشر من خلال عضة أو خدش من "شمبانزي" التقط دمه هذا "الفيروس" من خلال جرح صغير. واعتقد الخبراء أنه تم تمرير الفيروس الى البشر في أوائل التسعينات في مكان ما بالقرب من الغابات المطيرة في غرب أفريقيا. ويعتقد أن صيادًا أو بائع لحوم الأدغال حصل على السلالة الأولى من فيروس نقص المناعة القردي (SIV)، وهو فيروس يعادل فيروس نقص المناعة البشري، ويُعدُّ من أسلاف فيروس نقص المناعة البشري.

وأثبتت دراسة حديثة أن سلالة SIV التي يحملها "الشمبانزي" يمكن أن تصيب البشر. ووجد الباحثون أول الأدلة على ذلك في المختبر على أشكال SIV في الشمبانزي التي يمكنها أن تصيب الخلايا البشرية.

 وأوضح كبير معدِّي الدراسة وعالم الأحياء تشينغ شنغ لي " السؤال هو هل سلالة SIV التي لم يتم العثور عليها في البشر لديها القدرة على إصابة البشر بفيروس نقص المناعة البشري؟، وكانت الإجابة نعم بالفعل، فلقد انتقلت على مستوى عالٍ، إنه أمر مثير للدهشة".

وأراد الباحثون أن يفهموا لماذا اكتسب البشر سلالات من فيروس نقص المناعة، وتجنبوا سلالات اخرى. ويُقسم فيروس نقص المناعة البشرية إلى 4 مجموعات هي (m-n-o-p)، وتؤدي المجموعة m  إلى وباء "الإيدز" الذي يصيب أكثر من 40 مليون شخص في العالم وهو منتشر في أفريقيا وبقية أنحاء العالم، بينما وُجدت المجموعتان n, p في عددًا قليل من الأفراد من الكاميرون، أما المجموعة o وعلى الرغم من عدم انتشارها إلا أنها أصابت نحو 100 ألف شخص في وسط غرب أفريقيا. وحقن الباحثون فئرانًا بخلايا بشرية مع سلالة SIV، ووجدوا أن السلالات من المجموعة m تتطلب فرصًا أقل لإصابة الفئران عن سلالة SIV التي لم يتم العثور على أسلاف سلالة فيروس نقص المناعة في البشر.

وأضاف البروفسور لي أنه " بناءً على تجاربنا نرى بوضوح بعض الاختلافات بين السلالات، ما يشير إلى احتمالات وجود اختلافات في انتقال العدوى عبر الأنواع عند تعرض الشخص إلى سلالة واحدة في مقابل سلالة أخرى".

وكشف فريق البحث أن سلالات SIV تتحول عند دخولها إلى الخلايات للتغلب على الحواجز البشرية للإصابة، وهو الأمر الذي كان يشتبه فيه لفترة طويلة. وذكر البروفسور لى وعالم  الأحياء زاهي يوان أن " الانتشار الأخير لفيروس "زيكا" يشير إلى أهمية تحديد الفيروسات التي يمكن أن تنتقل إلى البشر من الحيوانات". وظل فيروس زيكا هادئا نسبيا لمدة عقود لكنه أكتُشف عام 1947 في القرد. وتابع البروفيسور لي: لقد " أصبحت عودة الأمراض المعدية تشكل تهديدًا مستمرا للصحة العالمية والاستقرار الجماعي والسلامة والأنظمة الاقتصادية. وقال بيل غيتس مؤخرا إن "الحرب النووية لم تعد أكبر خطرا على سلامتنا ولكن الأمراض المعدية الناشئة"، وربما يكون هذا صحيحا. وبين يوان الذي أشار إلى مجموعة جديدة من سلالات فيروس نقص المناعة عام 2009  : " أعتقد أن تحليل الأمراض مهم جدا للصحة العامة، نريد استكشاف هذه المنصة لتقييم الأمراض الجديدة الناشئة".