أسماك القرش

كشفت دراسة جديدة أن أسماك القرش لديها شخصيتها الخاصة واستجابتها الفردية لبيئتها. وقاد باحثون من قسم العلوم البيولوجية في جامعة "ماواري" في سيدني هذه الدراسة والتي وضعت أسماك قرش "بورت جاكسون" في بيئات غير مألوفة لقياس رد فعل كل منها. وذكر الباحث المعد للدراسة إيفان بيرنز عن أن البحوث العلمية خلال العقود القليلة الماضية، أظهرت أن حوالي 200 نوع من الحيوانات لديها شخصيتها الفردية، فالشخصية لم تعد سمة خاصة بالإنسان فقط لكنها سمة متأصلة بعمق في ماضينا التطوري".

وتعد أسماك القرش بورت جاكسون أسماك قرش ليلية وجدت في جنوب أستراليا وغالبا في المياة قبالة بورت جاكسون، وأثناء الدراسة وضع كل قرش في خزان جديد وأعطي مأوى له،  وتم حساب الوقت المستغرق لكل منهم للخروج من المأوى واستكشاف البيئة الجديدة، وتم التركيز أيضا على اختبار قدرتهم على التعامل مع التوتر، وتم التعامل مع كل قرش كما لو كان احتجزه أحد الصيادين قبل إطلاق سراحه إلى الماء مرة أخرى وتم رصد رد فعله، وكانت سلوكياتهم متسقة مع تكرار الأمر، ما يثبت أن بعض أسماك القرش أفضل عن غيرها في استجابتها للإجهاد وأكثر جرأة عن غيرها.

وقال الأستاذ المشارك كولم براون، " نحن متحمسون لهذه النتائج لأنها تثبت أن أسماك القرش ليست مجرد آلات طائشة لكنها تماما مثل البشر فكل قرش له شخصيته وتفضيلاته وسلوكياته الفريدة من نوعها"، وأفاد السيد براون أن هذه النتائج ربما تؤثر على الكيفية التي ننظر بها الأن إلى الحيوانات المفترسة وكيفية إدارة مجتمعات أسماك القرش، وهو أمر ربما يكون أكثر تعقيدا الآن، مضيفا " أن فهم كيفية اختلاف سلوك أسماك القرش مثل اختيار الفريسة واستخدام الموائل ومستويات النشاط يعد أمر حاسم لإدارة هذه الحيوانات المفترسة التي تلعب دورا بيئيا مهمًا في النظم الإيكولوجية البحرية".