القاهرة – مصر اليوم
سجلت 31 محمية طبيعية في مصر إضافة إلى مناطق مرشحة لدخول منظومة المحميات ليقفز عددها إلى 40 محمية تشغل مساحة 150 ألف كيلومتر مربع وهذه المساحة تمثل 15% من مساحة المحروسة والمتوقع عندما تستكمل الشبكة القومية تصل مساحة المحميات إلى 20% من مساحة مصر، المحميات تراث ورثناه من الطبيعة وهي عبارة عن تشكيلة متنوعة ما بين مناطق صحراوية أو تراكيب جيولوجية أو أراضي رطبة أو شعاب مرجانية.
تحتضن هذه المحميات كنوزًا من النباتات الطبيعية والاقتصادية وأنواع من الحيوانات النادرة والمعرضة للانقراض في العالم واليونسكو رصدت خمس محميات لضمها إلى التراث العالمي ومع ذلك لم يعمل حسابها في الخطط التنموية وغير محمية من أخطار التصدي لأن أغلبها فى مناطق نائية غير مسكونة أو آهلة بالسكان وهي معرضة لعمليات الصيد غير القانونية والجائرة للطيور وكل أنشطة الصيد الأخرى ونزع الشعاب المرجانية هذا بالإضافة إلى الثروات التعدينية مثل الذهب في الشلاتين والبترول والزراعة لمشاركة كل هذه الأنشطة فى خطط التنمية.
ونقترب أكثر من المحميات فيتصدر المشهد "عروس" المحميات الطبيعية محمية رأس محمد في جنوب سيناء وتبعد عن مدينة شرم الشيخ جنوبا بنحو 12 كيلومترًا، مساحتها 480 كيلو مترا مربعًا ومصنفة عالميًا كحديقة وطنية بها أندر الحدائق المرجانية تحت سطح البحر الأحمر وتعيش فيها كل تلك الكائنات تمرح مع حائط صخري يستقبل غابات أشجار المانجروف التي تروى بماء البحر المالح. وتمتلك مقومات قوية لترشيح مياه البحر وتلفظ ملح البحر على سطح أوراقها وهو ما جعلها من أروع وأجمل وأندر مواقع الغطس فى العالم لمشاهدة 208 نوعا من الشعاب المرجانية ما بين الصلبة والرخوة .
والأمر المثير للدهشة أن الحدائق المرجانية خططت بنفسها وبمعاونة الطبيعة مستعمرات كل مستعمرة ترعى نوع واحد من الشعاب المرجانية التى يظن البعض أنها صخور بينما الشعاب المرجانية هى فى الواقع عبارة عن حيوانات تفرز كربونات الكالسيوم لتشكل قوامها الحجري، فالشعاب كائنات حية لها نظام بيولوجي معقد وشديدة الحساسية لأي متغيرات بيئية، ويتخوف العلماء في مصر من ظاهرة تغيرات المناخ في حال ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين بحلول عام 2020 كما هو متوقع قد تؤدي إلى إبيضاض الشعاب المرجانية التي حمل البحر الأحمر اسمه من ألوانها ، وشحوب الشعاب معناها الموت.
وتمضى سلاسل المحميات وتتجه نحو غرب مدينة العريش بمساحة 25 كيلومترًا لنجد محمية "الزرانيق وسنجة البردويل" التي تمتلك 230 كيلومترصا مربعًا وتحتل المحمية الجزء الشرقى من بحيرة البردويل أحد البحيرات العشر المصرية التي تتمتع بخصائص نادرة حيث تستقبل فى الخريف هجرة نصف مليون طائر هربًا من صقيع أوروبا إلى دفء الأراضي المصرية لأنها تمتلك موقعًا استراتيجيًا حيث تقع فى مسار طريق هجرة الطيور من شرق أوروبا وشمال غرب آسيا وروسيا في طريقها إلى وسط وجنوب شرق أفريقيا في رحلة تسمى رحلة البقاء والإنجاب.
سجلت الأرقام 244 نوعًا من الطيور تمثل 14 فصيلة أهمها البجع، البشاروش، البط، البلشون أبو قردان اللقلق، السمان، وتضم المحمية أيضا 907 أنواع من النباتات والحيوانات، وهى تتمتع بسمعة عالمية وسجلتها اليونسكو من المحميات الطبيعية الدولية مع 300 محمية حول العالم وتتمتع بخواص متعددة من نباتات وأراضي رطبة وغرود رملية يهرع إليها السائحون لمراقبة الطيور من داخل أكواخ مغلقة وسط المحمية وبجوارها تقع منطقة الأحراش الساحلية ومساحتها 6 كيلومترات مع الحدود الفلسطينية ويرتع فيها الحيوانات النادرة مثل ثعلب الفنك وقط الرمال والقنفذ طويل الأذن بالإضافة إلى الزواحف مثل الحية والأرقم الأحمر والحردون وقاض الجبل والسقنقور .
أما محمية "العميد" فهي المحمية الثانية بعد رأس محمد التى سجلتها اليونسكو منذ أكثر من 33 سنة ضمن شكبة المحيط الحيوي الدولية وهي تحتل السهل الداخلي على الساحل الشمالي الغربي في محافظة مطروح و تحتل مساحة 700 كيلومتر وتضم 864 نوعًا من الكائنات الحية النباتية والحيوانية منها 8 أنواع مهددة بالانقراض على المستوى العالمي و7 أنواع مهددة بالانقراض محليًا، أما النباتات فتضم 250 نوعًا من النباتات منها 70 نوعا له استخدامات طبية و60 نوعا من أهمية اقتصادية وتضم 30 بئرًا جوفيًا يعود حفرها إلى العصر الروماني..
وتتصدر محميات "علبة" سلاسل جبال البحر الأحمر وتتألف من جزر ترصع المياه الإقليمية وعددها 45 جزيرة ويعتبر جبل علبة هو أيقونة البحر الأحمر وممتد حتى الحدود السودانية ويحمل في باطنة فتافيت الصخور المطعمة بالذهب ومنها جبل السكري وتتجه غربًا إلى أسوان حيث توجد أندر الطيور المهاجرة والمقيمة والزائرة مهددة بالانقراض وأعدادها تقدر بـ 60 نوعًا وأغلب هذه الطيور منقوشة فوق جدران معابد قدماء المصريين ومن أهمها عصفور الجنة.
ونعود إلى جنوب سيناء وندخل الوادي المقدس حيث محمية "سانت كاترين" والمحاصرة بين الجبل والواحة والقرية والوادي ومساحتها 4250 كيلو مترًا مربعًا وينافس جبل دير سانت كاترين 6 جبال تكونت منذ 24 مليون سنة وقت "الخسف الأفريقى العظيم" وهى قبلة السائحين ورجال الدين المسيحي ولأهميتها تم إعلانها كمحمية خلال عام 2002 فى إطار اتفاقية التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو لتراثها ومكوناتها الثقافية الفريدة ويكفي أنها تضم 472 نوعا من النباتات النادرة التي تختص بها مصر.
ويتصدر جمال المحميات محمية كهف وادى سنور ببني سويف ومساحتها 9 كيلو مترات مربع جنوب المدينة، وهي عبارة عن كهف فى قاع محجر للالباستر تكونت عبر ملايين السنين 60 مليون سنة ثم جزيرة تنيس في محافظة بورسعيد ومحمية بركة قارون ووادى الريان في الفيوم.
يجاورهما حارة جهنم "وادي الحيتان" التي أعلنت محمية تراث طبيعي عالمي اعتمدتها اليونسكو كرابع محمية طبيعية فى إطار اتفاقية التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو يضم 406 هياكل عظيمة لأنواع من الحيتان مما يشير إلى أن مياه البحر الأبيض كانت تغطي تلك المنطقة ويدلل على ذلك وجود قنافد البحر والقواقع.
وعلى بعد 180 كيلومترا جنوب أسوان تقع محمية "وادى العلاقي" وحملت هذه المحمية إعلان اليونسكو بأنها ضمن قائمة محميات المحيط الحيوي.وهناك الغابة المتحجرة فى المعادي ومحمية نبق وأبوجالوم جنوب سيناء وطابا والبرلس ووادي دجلة ومحمية سيوة والصحراء البيضاء وووادي الجمال وجزر البحر الأحمر الشمالية والجلف الكبير في الوادى الجديد والدبابية في قنا