قدرة الأسماك المفترسة على إعادة تجديد أسنانها مرارًا على مدار حياتها

اكتشف العلماء إمكانية إعادة نمو أسنان الإنسان مثل أسماك القرش، حيث أن البشر يمتلكون الجينات ذاتها التي تسمح بإعادة النمو، وقديمًا اعتقد العلماء أن أسنان القرش تنمو مرارًا وتكرارًا خلال حياتهم بينما البشر لديهم القدرة على إعادة نمو أسنانهم مرة واحدة فقط، ولكن علماء من جامعة شيفيلد أن شبكة الجينات ذاتها التي تسمح للقرش بإعادة نمو أسنان مرات عدة موجودة لدى الإنسان أيضًا.

وتطورت هذه الجينات على مدار450 عامًا عندما كان لدى البشر والقرش سلف مشترك، ما يعني إمكانية إعادة نمو الأسنان في البشر مرات عدة في حالة إيجاد وسيلة لتفعيل هذه الجينات.
وحلَّل الدكتور غاريث فريزر وزملاؤه أسنان أجنّة القرش للتعرف على الجينات المسؤولة عن عملية تكوين الأسنان، واستخدمت هذه الجينات لنمو المزيد من الأسنان وتوجد في خلايا تسمى "الصفيحة السنية" وهي المسؤولة عن استمرار نمو الأسنان وتجددها مدى الحياة في أسماك القرش، ولا تزال الجينات ذاتها موجودة لدى البشر.

وذكر الدكتور فريزر، الذي نشر بحثه في مجلة "ديفيلوبمنتال بيولوجي"، أن أسماك القرش تستطيع تجديد أسنانها طوال حياتها، والخبر الجيد هو أن هذه الجينات المسؤولة عن إعادة نمو الأسنان موجودة في جميع الفقاريات بما فيهم البشر، وينتج البشر مجموعتين من الأسنان ولكنهم بحاجة إلى المزيد ولذلك تعد أسنان المجموعة الثانية قيمة للغاية.
ولا تتعرض أسماك القرش لتسوس أسنانها وفي حالة خسارتها فإنها تتجدَّد بسرعة كبيرة، والفكرة أنه يمكننا استخدام هذه الجينات لفعل نفس الشيء لدى البشر، ويفقد البشر بعض من الخلايا خلال فترة المراهقة، ولكن هناك احتمال لتنشيطها من خلال علاج الأسنان المستقبلية.

وبيّن فريزر أنه من بين 400 جين يتفاعل لنمو الأسنان عند العثور على الجين المسؤول عن إعادة النمو يمكن استخدامه، وهناك حاجة إلى مزيد من الإنجازات لمعرفة كيفية تبديل شبكة الجينات وربما يستغرق العمل أعوام، إلا أن عملية تجديد الأسنان ستحدث.
وتم الإبلاغ عن حالات نادرة من البشر الذين تنمو لديهم أسنان إضافية مثل فتاة تبلغ 11 عامًا كان لديها 81 سنّا، وتعد الأسنان الإضافية مشكلة في هذه الحالة ويجب إزالتها، وسجلت قدرة أسماك القرش على إعادة تجديد أسنانها للمرة الأولى بواسطة عالم الأحياء البريطاني، السير ريتشارد أوين، الذي ابتكر كلمة "ديناصور" العام 1845.