تغير المناخ

 أثبتت دراسة جديدة، أنّ عوامل التعرية الناجمة عن العواصف من العصور الجليدية، يمكنها أن تضعف الجبال وتساعد على تقشيرها بطريقة أسرع من أن تبنيها الصفائح "التكتونية" من جديد، على الرغم من أن الجبال ترمز إلى الخلود والدوام، إلا أنها لم تصمد في وجه العواصف.

 وقدمت الدراسة، نظرة جديدة في قدرة تغير المناخ والقوات الجيولوجية على تغيير تشكيل سلاسل الجبال.

 وتشكلت سلاسل الجبال عندما اندمجت وتداخلت الصفائح "التكتونية" مع بعضها البعض على مدى ملايين السنين، مما اضطرت القشرة الخارجية للأرض لتتفتت وترتفع، ومنذ منتصف العصر الجليدي، أي منذ حوالي 780 ألف سنة، تتسبب التعرية في تآكل الجبال بنسبة 50-80%، أسرع من أن يمكن أن تنمو الجبال في بعض المناطق.

 وقال عالم جيولوجي في جامعة فلوريدا البروفيسور جون جيجر، "البشر كثيرًا ما يروا سلاسل الجبال ثابتة لا تتحرك، ولكن أظهر عملنا أنها تتطور بنشاط جنبًا إلى جنب مع مناخ الأرض، مما يدل على مدى ديناميكية وحركة هذا الكوكب".

 وباستخدام معدات التصوير السيزمي والنوى المأخوذة من عمق كبير تحت قاع البحر، أصبح العلماء قادرين على تحديد مكان مروحة ضخمة من الرواسب في أعماق البحر في خليج ألاسكا. هذه المواد التي تراكمت هناك بسبب تآكل مجموعة جبال سانت إلياس على ساحل ألاسكا.

 ووجدت الدراسة التي نشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، تسارع شديد في التآكل منذ بدأت العصور الجليدية منذ نحو مليون سنة.

 وقال المؤلف الرئيسي للدراسة من معهد تكساس للدراسات الجيوفيزيائية شون جوليك، إنه كان هناك تحول في منتصف العصر الجليدي من العصور الجليدية التي استمرت 40 ألف سنة لتلك التي استمرت 100 ألف سنة على الأقل.

 وأضاف: "اتضح أن معظم الرواسب أصغر عمرًا مما توقعنا، وكانت معظم معدلات إنتاج الرواسب والتآكل أعلى مما كنا نتوقع. منذ تغير المناخ بشكل كبير خلال الفترة الانتقالية في منتصف العصر الجليدي، عندما تحولنا من العصور الجليدية القصيرة إلى العصور الجليدية الطويلة، أصبح التآكل أكبر من ذلك بكثير".