الجزائر – إيمان بن نعجة
دعا الأستاذ في الاتصال المؤسساتي، ورئيس قسم الاتصال في مجمّع أمنهيد، أحد أكبر المؤسسات المتخصصة في إنجاز المشاريع البيئية في الجزائر، الدكتور عبدالمؤمن بيشبيش، إلى تبني استراتيجيات بيئة تراعي ثقافة الفضاء العام، وإعداد دراسات عن الاتصال البيئي، تساعد في معالجة مشكلة البيئة في الجزائر.
وأكّد بيشبيش، في حديث إلى "مصر اليوم"، أنّ "مشكلة البيئة في الجزائر، نابعة من تدنّي ثقافة الاتصال بين المواطنين والدولة". وأرجع ذلك إلى "غياب الثقة، ومشكلة الخوف، التي ظهرت لاعتبارات اجتماعية سياسية عدة، وهذا ما يجعل أشياء أخرى مضادة تطفوا على السطح".
وأوضح أنَّ "المواطن يرى أنّ مشكلة البيئة حلّها عند الدولة، لذلك هو يحترم كل قواعد البيئة في فضائه الخاص (المنزل مثلاً)، ولكن لا يعطي للفضاء العام أهمية، ولا يعتبر نفسه جزءًا منه، والدولة ترى العكس".
وأضاف "لذلك الاتصال الجمعوي أصبح ضعيفًا وغير فعّال، وهي المشكلة طرحها "هابرماس" في السبيعينات من القرن الماضي، عندما تحدث عن غياب ثقافة الفضاء العام بسبب أجندات ومحتويات وسائل الإعلام التي غيبته، بصورة مجحفة".
ورأى بيشبيش أنّ "حل المشكلة متعلق بتغيير الذهنيات على كل المستويات، وهذا ما يتم تدريجيًا، والاتصال البيئي هو طرف في كل هذا".
وعن وجود استراتيجية حقيقية لمعالجة مشكلة البيئة، كشف عن "بذل جهود معتبرة وعمل متواصل في هذا الميدان، فمجمّع أمنهيد يعمل على إنجاز مراكز عدة للردم التقني، على المستوى الوطني. وقام بإنجاز المركز الأول في الجزائر، الذي يعد الأكبر أفريقيًا، لفرز النفايات وإعادة تدويرها، في حميسي، في العاصمة الجزائرية، عام 2011، ودخل حيز التشغيل في 2013".
وأبرز أنَّ "المجمع يعمل على إغلاق المفارغ، وتحويلها إلى حدائق عمومية، وهذا ما حققه في مدينة الطارف، ويعمل من أجله في أولاد فايت"، مشيرًا إلى أنه "تمّ إنجاز أكبر محطة لتصفية وتنقية المياه الثقيلة في غرداية، وتحويلها إلى محطة متخصصة بتوزيع المياه لأغراض السقي الزراعي"، مبرزًا الإرادة في الخروج من هذه المعضلة.
ولفت إلى أنَّ "موضوع البيئة أصبح يطرح نفسه كثيرًا في الجزائر، وتم نقاشه في العديد من الندوات والملتقيات الوطنية والدولية، في ضوء دقّ ناقوس الخطر من طرف المختصين، نظرًا لما آلت إليه أكبر المدن الجزائرية، بعدما كانت في الماضي القريب تلقّب بالجزائر البيضاء".
واختتم بيشبيش حديثه بالتنويه إلى كون البيئة ثقافة قبل أن تكون شيئًا آخر. وشدّد على ضرورة "فهم واستيعاب هذه النقطة جيدًا، الحل لن يأتي بين ليلة و ضحاها، ويجب أن يكون العمل متكاملاً بين كل الأطراف الفاعلة في هذا الميدان، الإعلام بمختلف تفرعاته من جهة، مؤسسات الدولة من جهة أخرى، دون أن ننسى العمل القاعدي، ممثلاً في الجمعيات".