بق الفراش

حذَر العلماء من خطر "بق الفراش" الذي أصبح آفة مكروهة، لأنه يقاوم المبيدات الحشرية الشائعة. وينتشر البق في الصدوق وشقوق الأسرة ويزحف ليلًا ليمتص دم الإنسان عن طريق الكشف عن حرارة الجسم وثاني أكسيد الكربون، ويُلقى باللوم على العطلات في عودة "بق الفراش" الذي يختبئ في المبلاس والحقائب، حيث أفادت الأبحاث بأن الطفيليات اعتادت على المبيدات الحشرية بسبب استخدامها على نطاق واسع.
 
وتعد هذه الدراسة الأولى التي تكشف أن الإفراط في استخدام بعض المبيدات يؤدي إلى زيادة مقاومة الحشرات لمكوناتها ما يجعلها أقل فعالية بكثير من المعلن عنه، وتنفق الولايات المتحدة الأميركية وحدها ملايين الدولارات على المواد الكيميائية التجارية المستخدمة لقتل البقع في نطاق واسع إلا أن استخدامها المفرط جعل الحشرات تقاوم مكوناتها بشكل أكبر.
 
وذكر الأستاذ المساعد تروي أندرسون من كلية فرجينيا للتكنولوجيا للعلوم الزراعة والحياة "في حين أننا جميعا نريد أداة قوية لمحاربة تفشي "بق الفراش" فإن ما نستخدمه كمواد كيميائية لا تعمل بشكل فعال على النحو المصممة من أجله، وبالتالي ينفق الناس الكثير من المال على منتجات لا تعمل، كنا نأمل أن تساعد المبيدات الحشرية في حل مشكلة بق الفراش لكنها لم تعد فعالة ولذلك نحن في حاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيتنا لقتال هذه الآفات".
 
وتجمع المنتجات المطورة التي ساعدت في القضاء على الإصابة من هذه الآفات في الأعوام الأخيرة بين المبيدات الحشرية والبيرثرويدات وهي فئة أخرى من الحشرات، حيث أضاف الأستاذ المساعد الدكتور ألفارو روميرو من جامعة ولاية نيو مكسيكو، "إذا تم الكشف عن المقاومة فنحن بحاجة إلى النظر في منتجات ذات أنماط عمل مختلفة بجانب استخدام أساليب غير كيميائية، وتحتاج الشركات إلى توعيتها بتراجع أداء المبيدات الحشرية، وعلى سبيل المثال يعتبر بقاء بق الفراش على الأسطح التي سبق علاجها من مؤشرات المقاومة".
 
ونشرت الدراسة في مجلة Journal of Medical Entomology وهي أول دراسة تؤكد على مقاومة الحشرات للمبيدات الحشرية شائعة الاستخدام، وجمع الباحثون بق الفراش من سيسيناتى وميشيغان وتم تعريضها لأربعة مبيدات حشرية مختلفة هى أسيتامبريد، دينوتيفوران، ايميداكلوبريد وثيامثوكسان، واستخدموا المواد الكيميائية على مستعمرة من بق الفراش من جيرسي سيتي والتي لم تتعرض لمبيدات البيريثرويد والمبيدات الحشرية أكثر من 30 عاما منذ جمعها في عام 2008.
 
وكشفت الدراسة أن الآفات التي لم تتعرض للمبيدات توفت بعد التعرض لكميات صغيرة من المبيدات، في حين أظهر بق الفراشة بعض المقاومة لمبيدات أسيتامبريد ودينوتيفوران لكنها لم تقاوم ايميداكلوبريد وثيامثوكسان، وأوضحت الدراسة أنه عند التعرض للمبيدات الحشرية فإن بق الفراش ينتج إنزيمات لإزالة السموم ومقاومة المبيدات، حيث كان مستوى إنزيمات إزالة السموم في بق جيرسي سيتي عاليًا.
 
وبيّن البروفيسور روميرو "أن مستويات الإنزيمات المرتفعة لإزالة السموم والناتجة من فئات أخرى من المبيدات الحشرية قد تؤثر على أداء أحدث المبيدات الحشرية"، حيث أصبح بق الفراش من ميشيغان وسينسيناتي بعد تعريضه لمواد البيريثرويد بجانب المبيدات الحشرية أكثر مقاومة للمبيدات الشائعة.
 
واستغرق الأمر 0.3 نانوغرام من مادة أسيتامبريد لقتل 50% من بق الفراش غير المقاوم في مختبر الدكتور هارلان، إلا أن بق مشيغان وسينسيناتى استغرق 10 آلاف نانوغرام لقتل 50% منه، بينما كان 2. نانو غرام من مادة ايميداكلوبريد كافيا لقتل 50% من بق فراش هارلان، بينما تطلب قتل بق ميشيغان 1064 نانو غرام، و365 نانو غرام لقتل بق سينسيناتى، وكانت الأعداد مماثلة بالنسبة لمواد دينوتيفوران وثيامثوكسام.
 
وأفادت مجموعة تحكم هارلان بأن بق فراش ميشيغان يعتبر أكثر مقاومة للايميداكلوبريد بـ 462 مرة أكثر، و198 مرة أكثر مقاومة لمادة دينوتيفوران، و546 مرة أكثر مقاومة لمادة ثيامثوكسام، و33.333 مرة أكثر مقاومة لمادة الأسيتامبريد. بينما كان بق سينسيناتى 163 مرة أكثر مقاومة لمادة ايميداكلوبريد، و226 مرة أكثر مقاومة لمادة لثيامثوكسام، و358 مرة أكثر مقاومة لمادة دينوتيفوران، و33.333 مرة أكثر مقاومة لمادة الأسيتامبريد.