راديو المطلقات

صوت نسائي صادر بحماس ووعى من داخل غرفة صغيرة بمدينة الزقازيق، التابعة لمحافظة الشرقية، معلنًا انطلاق أول محطة إذاعية للمطلقات في الوطن العربي، وصل صداه إلى  "الديلي تلغراف" البريطانية و"دويتشة فيلا" الألمانية و"أر تي" الروسية، وغيرهم من المواقع الأجنبية المنبهرة، بتلك المنصة البعيدة عن الثرثرة النسائية والمتاجرة بالتجارب الشخصية.

فـرحلة "محاسن صابر" مع الطلاق، التي خاضتها طيلة 4 سنوات كاملة داخل محكمة الأسرة، جعلتها تعيش عشرات التجارب في آن واحد، لذلك فكرت في إنشاء راديو نسائى كجسر لاسكي بين المطلقات والمجتمع، الآتي لديهن آلالاف القصص التي لم تروى بعد، كشابة صغيرة لجأت للقضاء بعدما طمس زوجها معالم جمالها بـ"ماء النار"، لتتفاجئ بطلب محاميها بأن ترضى بالعيش مع زوجها، لأنه لم يحصل على "أتعاب" مجزية.

"إحنا مش فيمينست ولا بنحرض الستات على الطلاق لأتفه الأسباب".. بهذه الكلمات تحاول مؤسسة الراديو محو الصورة النمطية المتواردة لذهن كل من يسمع اسم منصتها الإذاعية منذ انطلاقها في نوفمبر 2010، ما جعلها ترفع شعار "راديو المطلقات للأسرة"، للتأكيد على أن المنفصلات ليسوا "خرابات بيوت".

واحتضن ذلك الوعاء الإذاعي 6 رجال و25 امرأة من أعمار وديانات مختلفة، للحديث تطوعًا وبدون أي مقابل مادى عن كيفية الحفاظ على الأسرة وأساليب تربية الأبناء عقب الانفصال، وعرض مشاكل المطلقين والمطلقات بموضوعية، من خلال 25 برنامج متنوع، أهمهم "قبل ما تقول يا طلاق" لمناقشة مشاكل المتزوجات، والتأكيد على أن الانفصال ليس الحل المناسب لكل مشكلة، وبرنامج "يوميات مطلق" لعرض أزمات الرجال المنفصلين.

وتُبث بعض البرامج من إيطاليا وهولندا والنرويج، بعد رغبة مذيعو بتلك البلاد في العمل المشترك مع "راديو المطلقات" عقب قراءتهم عنه في الصحف، ما دفع صابر للتخطيط في إطفاء صبغة عالمية على منصتها الإذاعية من خلال عمل نسخ مختلفة للراديو تناسب كل دولة، مثل البرنامج التليفزيوني "بريتينز جوت تالاند"، الذي يوجد منه نسخة عربية والأمريكية.

وتسعى "صابر" لعمل معسكرات للمطلقات بشكل شهري بهدف الدعم النفسي، وتحكي صابر لـ"الوطن": "أن تنظيم تلك الفعاليات على أرض الواقع يساعد المنفصلات بصورة فعالة على تخطي تجربتهن الغير موفقة، وترغب في التنسيق مع جهات حكومية أو مؤسسات دولية موثوق بها مثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، لرعاية تلك الفكرة، خاصةً أنها رفضت التعاون مع منظمات حقوقية خاصة خوفًا من توجهاتهم السياسية.