واشنطن ـ يوسف مكي
يُعدّ إنشاء مُستعمرة على المريخ أحد أهم طموحات "ناسا" الكبيرة التالية، وحددت وكالة الفضاء رؤيتها في الاستفادة من وفرة الكوكب من ثاني أكسيد الكربون (CO2)، إذ أطلقت وكالة الفضاء مسابقة عامة مع جائزة نهائية قدرها مليون دولار (0.8 ملايين جنيه إسترليني) لمنافسة جديدة لتحويل الغاز إلى موارد تنقذ الحياة.
ويمكن تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى سكريات ومواد كيميائية مفيدة أخرى يمكن أن تساعد في الحفاظ على رواد المستقبل، وتقول "ناسا" إن النتائج من تحدي تحويل ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تكون مفيدة للحياة على الأرض.
قال موني رومان، مدير برنامج تحديات الذكرى المئوية لـ"ناسا" إن "تمكين حياة بشرية مستدامة على كوكب آخر سيتطلب قدرا كبيرا من الموارد، ولا يمكننا تقديم كل ما سنحتاجه، يجب علينا أن نكون مبدعين، إذا استطعنا تحويل مورد قائم وفير مثل ثاني أكسيد الكربون إلى مجموعة متنوعة من المنتجات المفيدة فإن التطبيقات الفضائية ستكون لا حصر لها".
يُعتبر الكربون والأكسجين اللبنات الجزيئية للسكريات، وفي حين أن علم القياسات الحيوية المستند إلى السكر يتم إنتاجه بأسعار زهيدة على الأرض بواسطة النباتات فإن الموارد المحدودة في الفضاء تعني أن ذلك لن يكون ممكنا، ويهدف تحدي تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى المساعدة في إيجاد حل.
تنقسم المسابقة إلى مرحلتين، خلال المرحلة الأولى يجب على الفرق تقديم تصميم ووصف لنظام يحوّل ثاني أكسيد الكربون إلى جلوكوز، وستقوم وكالة "ناسا" بإعطاء ما يصل إلى خمسة فرق مبلغ 50000 دولار (38.850 جنيها إسترلينيا) لكل منها، سيتم الإعلان عنه في أبريل/ نيسان 2019.
ويتم بناء النظام وإثباته في المرحلة الثانية، وستحمل المرحلة الثانية محفظة بقيمة تصل إلى 750.000 دولار (583.000 جنيه إسترليني)، وذلك مقابل مبلغ إجمالي قدره مليون دولار (0.8 ملايين جنيه إسترليني).
وتقول "ناسا" إن تطوير أنظمة فعالة قادرة على إنتاج الجلوكوز من ثاني أكسيد الكربون سيساعد أيضا على تطوير تكنولوجيا التصنيع الحيوي على الأرض، ويشير هذا إلى نوع من التصنيع يستخدم النظم البيولوجية لإنتاج جزيئات حيوية للاستخدام في الأدوية والأغذية والصناعة، ومع ذلك، فإن الأحلام المتمثلة في القدرة على تسخين الغلاف الجوي بشكل مصطنع للسماح له بدعم الحياة البشرية، وهي عملية تعرف باسم "terraforming"، ستظل محصورة في مجال الخيال العلمي، هذا وفقا إلى دراسة صدرت في يوليو/ تموز حذرت من أن المستوطنين المستقبليين إلى المريخ سيكونون محصورين بشكل دائم في شكاوى دعم حياتهم.
وأكد العلماء على أن البشرية لا تستطيع بعد الآن التفكير في المريخ على أنه "صمام أمان" في حالة حدوث أخطاء على كوكبنا، ودعوا الإنسانية إلى معالجة مشاكل الأرض الأكثر إلحاحا والاستجابة لها، لأن هذا في الواقع حل أسهل من استعمار عالم بعيد.
ونظر الباحثون من جامعة كولورادو بولدر وجامعة شمال أريزونا في 20 عاما من البيانات بشأن سطح المريخ، والتي جمعتها مختلف المركبات الفضائية، واستخدمت هذه المعلومات لحساب كمية ثاني أكسيد الكربون المخزنة على المريخ، وهو عامل حاسم في تحديد ما إذا كانت لدى البشرية فرصة لتطهير الكوكب الأحمر السطحي، إذ إن عملية الترسيب هي عملية تغيير مناخ وسطح كوكب بشكل مصطنع لتمكين البشر من الوجود دون أنظمة دعم الحياة.