واشنطن _ عادل سلامه
يعاني الكثيرون، من هجمات القرصنة في ظل تسريب وثائق وكالة المخابرات المركزية، ويمكن للمواطن الذي يعاني من تلك المشاكل الاعتماد على 12 طريقة مختلفة، لحماية الهاتف الذكي من الاختراق، ومن أبرزها مواكبة الحداثة، فعندما يتعلق الأمر بحماية نفسك من المتسللين فالخطوة الأولى تتمثل في تثبيت تحديثات البرامج بمجرد إتاحتها، ويعد ذلك صحيحا على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، وربما تكون عملية التحديث مرهقة وتستغرق بعض الوقت ولكن نسبة كبيرة من الاختراقات الناجحة تتم من خلال استغلال الثغرات التي يتم تصحيحها في تحديثات البرامج، ويجب الحذر من استخدام الأدوات والبرامج غير الرسمية ما لم تكن تعرف بالضبط ما تفعله، وإذا ما أجريت تغييرات في جذور الهاتف الأصلية فيمكن إصابة أدوات الحماية التقنية، ما يسمح إلى البرامج تنفيذ كافة الإجراءات التي يتم منعها تقليديًا، وربما يشمل ذلك التطفّل على البيانات الشخصية.
وعند تثبيت تطبيق على الهاتف الذكي ربما يطلب منك منح أذونات مختلفة مثل إمكانية قراءة ملفاتك أو الدخول إلى الكاميرا أو الاستماع إلى الميكروفون، وهناك استخدامات مشروعة لهذه القدرات ولكن من المحتمل أن تكون عرضة للإساءة، لذا يجب عليك التفكير قبل الموافقة على الطلب، وينطبق ذلك أيضا على مستخدمي أندرويد، حيث أن عمليات التدقيق في تطبيقات غوغل ليست صارمة مثل آبل، وكانت هناك بلاغات عن برامج ضارة لعدة أشهر على غوغل بلاي قبل رصدها وإزالتها، وتسمح هواتف أندرويد بتثبيت تطبيقات من مصادر الجيل الثالث ويسمح ذلك إلى خدمات مثل أمازون بالعمل لكنه أيضًا يسمح للتطبيقات الضارة بالوصول إلى هاتفك، ولذلك ينصح بشدة عدم تثبيت أي شيء من موقع غير مالوف.
وإذا نجح اللصوص في الوصول إلى هاتفك فربما يحدثون كل أنواع المتاعب لك، فربما يحتوي الهاتف على بيانات بريدك الإلكتروني ومعلوماتك الشخصية، يجب عليك التأكد من أن هاتفك مُقفل عند عدم استخدامه، ويمكن ضبط هواتف أندرويد وآبل لطلب رمز من 6 أرقام، وربما يعرض هاتفك خيارات أخرى مثل بصمات الأصابع أو التعرف على الوجه، وربما لا تعد هذه الوسائل مثالية حيث يمكن للصوص الحصول على بصمات الأصابع من زجاجة الشرب مثلا لكنها أفضل من لا شيء، ويجب عليك الحذر من ميزة "الفتح الذكي" والتي تفتح هاتفك تلقائينا عندما تكون في المنزل أو عندما تكون ساعتك الذكية بالقرب حيث يمكن للص الحصول على رمز الفتح الخاص بك.
ويجب عليك التخطيط للمستقبل بحيث إذا تعرض هاتفك للسرقة تكون البيانات الخاصة بك آمنة، ومن الخيارات الممكنة ضبط الهاتف لمسح كافة البيانات تلقائيا بعد عدد معين من محاولات غير صحيحة من إدخال رمز المرور، ولا تنس أن كل من غوغل وآبل توفر خدمة "العثور على الجهاز" حيث يمكن تحديد موقع الهاتف الخاص بك على الخريطة وإغلاقه عن بعد، ويمكن الوصول إلى ذلك لمستخدمي آبل من موقع iCloud، ولمستخدمي أندرويد يمكن الوصول إلى خدمات موقع غوغل عبر google.co.uk ثم أندرويد ثم مدير الجهاز، ويمكنك أيضا ضبط رنين معين عند السرقة لجذب الانتباه للص أو تعقب الهاتف.
ويعد تسجيل الدخول التلقائي ميزة مريحة للغاية وبخاصة إذا ألزمتك لوحة المفاتيح الافتراضية بكتابة كلمة المرور، كما أنها مسؤولية كبيرة حيث يحتاج اللص إلى فتح متصفحك للوصول إلى جميع بيانات حسابك على الإنترنت، ولذلك يفضل عدم تفعيل ميزة الدخول التلقائي على الإطلاق، ويمكنك استخدام تطبيق مدير كلمات المرور والذي يتطلب إعادة تعيين كلمة مرور رئيسية بانتظام، ويجب عليك آلا تستخدم نفس كلمة المرور لأكثر من تطبيق أو خدمة، لأنه إذا عثر على كلمة مرور واحدة يمكن استخدامها للوصول إلى كل معلوماتك الخاصة حتى إذا كنت دقيقا في إبقاء هاتفك آمنا عادة ما يدخل اللصوص إلى الخدمات عبر الإنترنت لسرقة بيانات المستخدمين، وإذا اتبعت نصيحة بناء شخصية مختلفة، يصبح من الصعب على أي شخص الوصول إلى هاتفك، فإذا عثر اللص على هاتفك وتمكن من الوصول إلى تاريخ ميلادك والمدينة التي تعيش فيها مثلا وهي معلومات متاحة من خلال الفيسبوك فيمكنه استخدامها في إعادة تعيين كلمة المرور واقتحام حسابك، ويمكنك تجنب ذلك من خلال تغيير تفاصيل ماضيك بشرط أن تتذكرها وإلا ينتهي بك الأمر إلى إغلاق حسابك بنفسك.
ويعلم الجميع بأن هناك خطر ينطوي على استخدام الشبكة اللاسلكية المفتوحة، ولكن ربما لا تدرك مدى خطورة ذلك، حيث أن أي شخص في المنطقة المجاورة لك يمكنه التلاعب بما تفعله على الإنترنت، ويتطلب هذا النوع من الهجوم برامج ومهارات متخصصة، لكنه لن يكون خطر من مقهى محلي إلا أنه خطر لا يمكن تجاهله، وإذا كنت متشككا في الاتصال بالشبكة السلكية لا تتصل بها واكتفي باتصال الإنترنت عبر هاتفك أو استخدم أداة VPN مثل CyberGhost أو TunnelBear، حيث تتبع هذه الأدوات حركة المرور الخاص بك عبر الشبكة وإذا حاول أحدهم مراقبتك فلن يستطيع رؤية ما تفعله عبر الإنترنت.
وتقفز العديد من إخطارات التطبيقات على شاشة الإغلاق، وإذا كنت تعمل لدى شركة بنكية كبيرة فإن تلقي إخطار ببريد من زميلك مثلا يعني للسارق أن هاتفك هدفا جيدا للسرقة، وفي هواتف آبل يمكنك تعطيل ميزة الوصول إلى المساعد Siri من خلال شاشة الإغلاق، ومن المفترض ألا يقدم Siri أي معلومات شخصية دون أن تدخل رمز المرور لفتح الهاتف، ولكن الاختراقات الماضية تسمح للصوص باستخدام Siri لفتح الجهاز والوصول إلى تفاصيل الاتصالات وعرض الصور، ولذلك من الأفضل تعطيل هذه الميزة تماما من الإعدادات ثم Touch ID & Passcode ثم اختيار تعطيل سيري على شاشة الإغلاق.
ويساعد رمز المرور القوي على إبقاء اللصوص بعيدا عن الهاتف الخاص بك ولكن ماذا لو اختطف شخص غريب هاتفك أثناء استخدامك له، أو طلب منك مراجعة أحد المواقع على هاتفك ثم جرى في الشارع وسرق الهاتف، في هواتف أندرويد يمكنك إغلاق التطبيقات الفردية بحيث إذا فتح اللص شاشة الإغلاق لا يمكنه الدخول إلى بريدك الإلكتروني أو تطبيق البنط الخاص بك من دون كلمة مرور ثانية، وهذه الإمكانية غير مدمجة في هواتف أبل ولكن هناك الكثير من التطبيقات المجانية التي توفرها مثل AVG AntiVirus، ولا يستطيع مستخدمو هواتف آبل إغلاق تطبيقات فردية مباشرة ولكن يمكنك مراجعة Folder Lock على آبل ستور والذي يمكنه حماية ملقاتك من خلال كلمة مرور وهو ما يقلل المعلومات التي يمكن للص الوصول إليها.
وإذا كان لديك ساعة ذكية توفر ساعات آبل وأجهزة أندرويد القابلة للارتداء ميزة إصدار تحذير عند فقد الاتصال بالهاتف عبر البلوتوث، وإذا حصلت على هذا الإخطار أثناء وجودك في مكان عام فربنا يحاول أحدهم سرقة هاتفك، وغالبا سيكون الهاتف في نطاق 50 متر عندما يقل الاتصال، وبالتالي فالتحذير يتيح لك الاتصال بالهاتف على الفور لجذب الانتباه للص، وإذا فشلت في ذلك فيمكنك إغلاق الهاتف قبل أن يحاول اللص اختراقه وسرقة بياناتك، وبغض النظر عن مدى حذرك فلا يمكنك القضاء تماما على احتمال تعرض هاتفك للاختراق إلا إذا لم تقم بتثبيت أي برنامج أو لا تزور أي صفحة على الويب، وما يمكنك القيام به هو تكملة التدابير الأمنية عبر هاتفك مع الخدمة الإلكترونية LogDog المتاحة لهواتف بل وأندرويد، وهو تطبيق يقوم بتتبع هويتك على مواقع مثل جي ميل ودروب بوكس وفيسبوك، ويخبرك في حال وجود أي نشاط مريب مثل الدخول إلى حسابك من مكان مختلف، ما يمنحك الفرصة لتغيير بياناتك الخاصة بك قبل حدوث ضرر بالغ لك، وتقوم خدمة LogDog بمسح البريد الإلكتروني الخاص بك وتسليط الضوء على الرسائل التي تحتوي على بيانات حساسة وكلمات مرور والتي يمكنك تطهيرها فيما بعد للتأكد من عدم وقوعها في الأيدي الخطأ.