لندن - مصر اليوم
تسمى القدرة على تذكر المعلومات التفصيلية بالذاكرة طويلة المدى عالية الدقة حيث يستخدم الإنسان ذاكرة طويلة المدى عالية الدقة لتذكر تفاصيل قصصه المفضلة.لكن مع التقدم في العمر، تتراجع القدرة على تذكر هذه التفاصيل مع تغير صحة الدماغ، بحسب ما نشرته منصة Frontiers for Young Minds.
ولتحسين الذاكرة قام فريق من علماء جامعة كاليفورنيا وجامعة رامون لول الإسبانية، بإنشاء لعبة فيديو للواقع الافتراضي تسمى Labyrinth-VR، بهدف استعادة الذاكرة.
وعند لعب "المتاهة الافتراضية"، يتدرب المشاركون على معرفة المكان الذي يريدون الذهاب إليه. بعد التدرب على استخدام لعبة "المتاهة الافتراضية"، يبدؤون في إيجاد طريقهم للقيام بالمهمات.
في الدراسة، لعب 49 من كبار السن إما 12 ساعة من ألعاب "المتاهة الافتراضية" أو 12 ساعة من ألعاب آيباد. أظهرت نتائج اختبارات الذاكرة طويلة المدى عالية الدقة أن لعب "المتاهة الافتراضية"، أدى إلى تحسن في درجات المشاركين.
وأشارت الملاحة المكانية إلى القدرة على أخذ المعلومات من المناطق المحيطة بنا والتنقل من مكاننا إلى المكان الذي نريد الذهاب إليه، بأكثر الطرق فعالية. يستخدم التنقل المكاني العديد من أنظمة الدماغ نفسها المستخدمة للذاكرة طويلة المدى.
ومن الدراسات التي أجريت على الحيوانات، يتضح أن الاستكشاف في بيئات جديدة ومعقدة يمكن أن يحسن الوظيفة في أنظمة الذاكرة نفسها.
وكان هناك فضول لمعرفة ما إذا كان نفس النوع من مهام التنقل المكاني، التي أظهرت تحسنًا في الذاكرة لدى الحيوانات، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تحسين الذاكرة لدى البشر.
ونظراً لأن كبار السن غالباً ما يعانون من انخفاض في الذاكرة طويلة المدى، فقد رأى فريق الباحثين أنهم سيستفيدون من التدريب على الملاحة المكانية كوسيلة لتقوية نظام ذاكرتهم طويلة المدى.
في تجربة لعبة فيديو "المتاهة الافتراضية"، قام المشاركون من البشر بممارسة الملاحة المكانية، في بيئة محاكاة حاسوبية ثلاثية الأبعاد يمكنوا خلالها من التفاعل والتحرك بواسطة ارتداء نظارة وسماعة رأس خاصة. تعلم المشاركون أماكن أحياء جديدة، ثم تم استعراض ما تعلموه من خلال التنقل بكفاءة لإكمال المهام المخصصة لهم، على سبيل المثال، قد يتم تكليف أحد المشاركين بالانتقال إلى متجر بقالة وبنك ومطعم.
تصبح لعبة "المتاهة الافتراضية" أكثر صعوبة كلما زاد عدد اللاعبين المشاركين، وذلك للتأكد من أنهم يتحدون أنظمة الذاكرة الخاصة بهم باستمرار.
وعندما يكمل أحد المشاركين المهمات في الحي بنجاح، فإنه ينتقل بعد ذلك إلى مستوى أعلى ويجب عليه إكمال جميع المهمات مرة أخرى وسط ضباب كثيف يحد من رؤيته. بمجرد إكمال جميع المستويات في الحي، ينتقلون إلى حي أكبر وأكثر تعقيدًا بمهمات جديدة.
وتم تصميم "المتاهة الافتراضية" لتدريب الملاحة المكانية من خلال تحدي المشاركين للتنقل عبر محيط غير مألوف تمامًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمشاركين، الذين يرتدون أجهزة استشعار على كاحليهم، المشي عبر بيئة اللعبة الافتراضية تمامًا كما يفعلون في الحياة الواقعية.
إن التجول في اللعبة يجعل التجربة تبدو أكثر واقعية، ويمارس المشاركون أيضًا بعض التمارين الرياضية، والتي ثبت أنها تعمل على تحسين الذاكرة وصحة الدماغ.
لاختبار الذاكرة طويلة المدى، قام الباحثون باختيار المشاركون بشكل عشوائي وتقسيم 49 من كبار السن الأصحاء، بمتوسط اعمار 68 سنة، إلى مجموعتين.
ولعبت إحدى المجموعات 12 ساعة من "المتاهة الافتراضية" وأطلق على المجموعة الأخرى اسم المجموعة الضابطة، وهي التي لا تحصل على العلاج التجريبي بلعبة "المتاهة الافتراضية"، ويمكن أن تمارس ألعاب أخرى على الآيباد لمدة 12 ساعة على مدار 3-4 أسابيع أيضًا.
وبعد أن أكمل المشاركون تدريبهم باستخدام ألعاب "المتاهة الافتراضية" أو ألعاب آيباد، أجروا اختبار الذاكرة طويلة المدى. وعند مقارنة درجات الذاكرة في بداية الدراسة وبعد التدريب لكل مشارك، أظهرت النتائج أن المشاركين في مجموعة تدريب "المتاهة الافتراضية"، حصلوا على تحسينات أكبر في الذاكرة طويلة المدى عالية الدقة مقارنة بمجموعة التحكم.
وتنخفض الذاكرة طويلة المدى عالية الدقة مع تقدم الأشخاص في السن، ويمكن أن يؤثر هذا الانخفاض على الأداء اليومي. لا يوجد حاليا أي علاجات أو أدوية متاحة للمساعدة في منع هذا الانخفاض. أظهرت نتائج الدراسة أن التدريب باستخدام لعبة الواقع الافتراضي أدى إلى تحسين قدرات الذاكرة طويلة المدى لدى كبار السن الأصحاء.
وقادت النتائج أيضًا إلى أسئلة جديدة يمكن الإجابة عليها من خلال الأبحاث المستقبلية. على سبيل المثال، هل يمكن لـ "المتاهة الافتراضية"، التي لا تتضمن ممارسة التمارين الرياضية أن تُحسن الذاكرة أيضًا؟ هل يمكن تحسين الذاكرة للأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة مع تقدمهم في السن؟ ما الذي يمكن تعلمه عن نظام ذاكرة الدماغ عن طريق مسح أدمغة الأشخاص قبل وبعد إكمال تدريب "المتاهة الافتراضية"؟ من خلال الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، من الممكن أن يتم تطوير علاج لمساعدة البالغين في الحفاظ على صحة أنظمة الذاكرة طويلة المدى لديهم مع تقدمهم في السن.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :