لمهندس العالمي هاني عازر

كشف مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الهندسية، خبير الأنفاق العالمي، المهندس العالمي هاني عازر، أن هناك 6 أنفاق يتم تنفيذها في منطقة قناة السويس، حيث يتم إنشاء 3 أنفاق في محافظة بورسعيد، و3 في الإسماعيلية، بهدف ربط سيناء بالدلتا، حيث تم إهمال سيناء لعقود طويلة، والأنفاق تُسهل نقل البضائع والأفراد والسياحة والثقافة بين الشرق والغرب في دقائق بدلًا من ساعات طويلة، لافتًا إلى أنه سيتم ربط الأنفاق بشبكة الطرق الرئيسية على مستوى الجمهورية، وتم دراستها بدقة لربط المحافظات من العريش وحتى الساحل الشمالي عن طريق دراسة شاملة دقيقة.

وأوضح المهندس عازر، في مقابلة خاصة لـ"مصر اليوم"، أن ماكينة الحفر المستخدمة في تلك الأنفاق يبلغ ارتفاعها 12 مترًا، أي ما يعادل عمارة 4 أدوار، تقوم بحفر الأنفاق أسفل قناة السويس، وتبلغ المسافة من سطح المياه وحتى النفق 47 مترًا، وهو مجهود جبار وشاق.

وأكد عازر، أن الرئيس السيسي اشترط عند توقيع عقود تلك المشاريع، أن ينفذها المصريين بأيديهم، وتم شراء 4 من الماكينات من ألمانيا، وتم الاتفاق على أن يقوم الخبراء بتدريب العمال والمهندسين المصريين المشاركين في المشروع، وبالفعل تولت تنفيذ المشاريع شركات مصرية هي "بتروجت" و"كونكورد" في الإسماعيلية، و"المقاولون العرب" و"أوراسكوم" في بورسعيد، وتم الاستعانة بالخبراء الأجانب في البداية فقط، ويتولى المصريون تنفيذ المشروع بالكامل".

وقال عازر: "عند زيارتي لبورسعيد، وجدت فعلًا التربة رخوة وتحتاج تحسينات، وسنقدم الحلول اللازمة لعلاج التربة الرخوة، ومعالجة التربة سيتم وفقًا للمشاريع التي تم إنشاؤها فوق التربة، حيث تختلف التربة المستخدمة في بناء منزل عن بناء مصنع وفقًا للأحمال".

وأشار عازر، إلى أن هناك نحو 6500 عامل مصري في مشاريع منطقة قناة السويس من مختلف محافظات مصر، سواء صعيدي أو بحري أو قاهري، وهو ما يساعد على التحام اجتماعي وتنوع ثقافات خاصة، في ظل وجود أماكن للعب والترفيه والمطاعم، وهو ما يشجع على العمل الجماعي وليس الفردي، كاشفًا عن أنه حينما وصل للمشروع سأل الشباب الموجود عن المدة التي يعملون خلالها في المشروع، فقال لي أحدهم: "لنا 4 أشهر نعمل بشكل متواصل، ولن أعود لبيتي إلا بعد أن أرى هذا المشروع يدور"، وهو ما جعلني أشعر بسعادة بالغة وفخر بهؤلاء الشباب".

وشدد مستشار رئيس الجمهورية، على "أننا لن نستطيع تحقيق التقدم من خلال مشاريع معينة وإهمال الباقي، فلا يجب أن نهتم بالطرق على حساب التعليم، أو نهتم بالطاقة على حساب الصحة، فالاقتصاد والطاقة والنقل لا يجوز فصلها عن بعضها، لأن هذا هو قمة التقدم، فلا توجد دولة متقدمة لا يوجد بها شبكة مترو وسكة حديد وطرق ونقل، ولا يمكن نقل المعلومات والأشخاص بدون خطة قوية، ولكن يجب أن "نمشي على قدنا" والحل لن يكون في يوم وليلة".

وأبرز عازر أن أهم المشاريع التي يعمل عليها حاليًا ويعتبرها رسالة يعمل عليها منذ عام ونصف، الاهتمام بالتعليم الفني، فلابد أن نركز عليه هو والتدريب المهني، وأن نعتمد عليهما في المستقبل لأنهما ركيزة أساسية للتقدم؛ فألمانيا وضعت أفضل نظام تعليمية في العالم وهو النظام المزدوج، فمثلًا شركة مثل "سيمنز" تشترط قبل توقيع العقود، أن يتم تدريب العاملين قبل توقيعهم عليها، مؤكدًا ضرورة أن نسير بشكل سليم وثابت وبالنظر للأمام حتى نبلغ طريق التقدم.