القاهرة- سهام أبو زينة
كشف المهندس عبدالجليل توفيق رئيس شركة النصر للكوك أن الشركة بدأت إنتاجها بشكل فعلى عام ١٩٦٤، ببطارية واحدة، تضم ٥٠ فرنًا، بطاقة إنتاجية سنوية قدرها ٣٢٨ ألف طن كوك تعدينى، وعقب التوسع فى إنشاء أفران جديدة، تم إنشاء البطارية الثانية، وبدأ الإنتاج بها عام ١٩٧٤، بعدد ٥٠ فرنًا، بطاقة إنتاجية سنوية قدرها ٣٢٨ ألف طن، ثم تم إنشاء البطارية الثالثة عام ١٩٧٩، بعدد ٦٥ فرنًا، بطاقة إنتاجية سنوية قدرها ٥٦٠ ألف طن كوك، بينما تم إنشاء البطارية الرابعة عام ١٩٩٣، بعدد ٦٥ فرنًا، وبطاقة إنتاجية بلغت ٥٦٠ ألف طن سنويًا، لتكون الطاقة الإنتاجية للبطاريات الأربع ١.٦ مليون طن سنويًا.
وقال المهندس توفيق في تصريح خاص إلى موقع "مصر اليوم" بشأن خطط تطوير الشركة حاليا "إن هناك شركة روسية حصلت مؤخرا على حقوق تطوير البطارية الثالثة، بتكلفة تصل إلى نحو ٨٠ مليون دولار، وذلك بعد طرح مناقصة عالمية للتطوير تقدمت لها شركتان، روسية وأوكرانية، وهناك مفاوضات جارية، مع شركة أميركية لإنشاء بطارية خامسة، عبارة عن مصنع لإنتاج الكوك بجوار المصانع الموجودة، تديره الشركة الأميركية ، كحق انتفاع لمدة معينة، على أن تحصل الشركة على نسبة من الإنتاج، والقيمة المبدئية للإنشاء ١٥٠ مليون دولار، بتكنولوجيا أمريكية على أحدث مستوى، وصديقة للبيئة، كما أنه من حق الشركة الأميركية تصدير الفحم للخارج من البطارية التى ستنشئها، إضافة إلى حقها فى استيراد الفحم الحجرى، الذى ينتج من عمليات حرقه فى أفران فحم الكوك.
واوضح المهندس توفيق أن البطارية الثانية طورتها شركة أوكرانية من قبل، مقابل ٥ ملايين دولار، والتطوير كان عبارة عن إنشاء الجدران الخرسانية لها، فى إطار محاولة زيادة الطاقة الإنتاجية للبطارية، لكنها تعرضت للانفصال عن القاعدة الأساسية لها، ويتم حاليا تقييمها فى إطار دراسة لطرح مناقصة لتطويرها بشكل كلى.
وأشار إلى أن تعمل الشركة على زيادة مبيعات الكوك بأنواعه، والكيماويات والمنتجات الثانوية فى الدول العربية والدول الأجنبية، مع زيادة الكميات، لغزو الأسواق العالمية، واكتساب أكبر عدد من العملاء، مضيفًا أن الشركة تمتلك ٣ أرصفة، الأول في ميناء الإسكندرية خاص بتصدير فحم الكوك الذى ننتجه، وتفريغ خام الفحم الحجرى، بمعدل نحو ٤٠٠٠ طن فى اليوم، بسعة ٤٥ ألف طن، والرصيف الثانى بميناء الدخيلة بالإسكندرية، لتفريغ الفحم الحجرى، بمعدل يومى نحو ٣٠٠٠ طن، بسعة ١٠٠ ألف طن، والرصيف الثالث على النيل، لاستقبال الصنادل لنقل الكوك والفحم الحجرى، بمعدل شحن وتفريغ حوالى ٤٠٠٠ طن فى اليوم.
ووأكد المهندس عبد الجليل بشأن المراحل التى يمر بها الفحم الحجرى حتى يتحول إلى فحم الكوك، أنه يتم استيراد الفحم الحجرى من الخارج، لأنه لا توجد فى مصر مناجم للفحم الحجرى، ويتم نقل الشحنات من ميناء الإسكندرية إلى مقر المصانع فى التبين، ثم تخزينها فى صوامع عملاقة لتدخل فى عربات كبرى تسير على قضبان السكة الحديد، لتغذية البطارية التى هى عبارة عن مجموعة من الأفران.
وأوضح أن الفحم الحجرى يدخل للأفران فى درجة حرارة تتجاوز ٩٠٠ درجة مئوية، ويظل بالداخل لمدة معينة، ثم تُفتح أبواب الأفران من الجهة الأخرى، ليخرج منها الفحم على عربة كبيرة تسير أيضا على قضبان، محملة بفحم الكوك الشبيه بجمر النار، فور خروجه، ثم يدخل الفحم مرحلة الإطفاء، عبر سقوط كمية كبيرة من المياه عليه، لمدة معينة، ويخرج حينها بخار الماء بكثافة شديدة للغاية، ثم تعود العربة بعد إطفاء الفحم وتخفيض درجة حرارته إلى ٧٠ درجة مئوية، ليتم إنزاله من العربة أتوماتيكيا فى حفرة للتجميع، حيث يتم فرز الأحجام خلالها؛ ثم ينتقل الفحم عبر سير لتنقيته وتقطيعه وتجهيزه، وتخزينه لنقله إلى قطار البضائع الموجود فى المصانع للسفر إلى الإسكندرية للتصدير إلى الهند التى تعد أكبر مستوردى الفحم منا وبقية دول العالم، ويتم تخصيص احتياجات مصانع الحديد والصلب المصرية أيضًا.
وأضاف رئيس الشركة أن فحم الكوك يستخدم فى صناعة الحديد والصلب والمسابك والسبائك الحديدية، إضافة إلى البنزول، وهى مادة تستخدم فى صناعة البلاستيك والمبيدات الحشرية والمنظفات.
وتابع أن مصانعنا تنتج مواد كبريتات الأمونيوم بنسبة ٢٠.٦٪، وأزوت ويستخدم فى عمليات الزراعة، ونترات النشادر النقية بنسبة ٣٤.٥٪ ويستخدم فى صناعة المفرقعات وغاز التخدير، وباقى المنتجات عبارة عن حامض نيتريك مخفف، ويستخدم فى الزراعة الحديثة والصناعات الكيماوية والمعدنية والحربية، وتشمل عمليات الإنتاج أيضا محلول نترات الأمونيوم، بتركيزات ٥٥.٢٠٪، ويستخدم فى عمليات الزراعة، إضافة إلى محلول الأمونيا بتركيزات ٣٠.٢٠٪، وبيكربونات الأمونيوم، وهو عبارة عن منتج غذائى يستخدم فى صناعة البسكويت والخمائر، إضافة إلى مادة تسمى «قار الأقطاب» وتستخدم كمادة رابطة فى صناعة الألومنيوم.
وأكد أن الطاقة الإنتاجية الحالية لمصانع الكوك تبلغ ١١٠٠ طن كوك يوميا، من البطارية الأولى، التى تعمل بـ٩٠٪ من الطاقة الإنتاجية لها، بينما تعمل البطارية الرابعة بطاقة إنتاجية ٥٠٪.
وأشار إلى أن الشركة كانت تتكبد خسائر بقيمة ٢٧٠ مليون جنيه، بسبب عدم حصولها على باقى مستحقاتها من توريد فحم الكوك لشركة الحديد والصلب، وتم تخفيض هذه الخسائر إلى ١٢٠ مليون جنيه، عقب الاتجاه إلى تصدير فحم الكوك للخارج، فى ظل الاحتياجات المالية للشركة، من توفير قطع غيار وأجور عمالة، وتم تحقيق أرباح قدرها ٥٠ مليون جنيه، وتحولت الشركة إلى الربحية بعد خسائر فادحة.