المهندس أمين الناصر

 كشف المهندس أمين الناصر، رئيس شركة "أرامكو" السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، عن سعي الشركة لزيادة قيمة كل برميل تنتجه من النفط الخام مستقبلا، وألا تكون سوق النفط الرئيسية في قطاع النقل فقط، بل أيضا في قطاع المواد. جاء ذلك خلال حديثه صباح أمس، الخميس، في حفل توقيع "أرامكو" السعودية لاتفاقية تعزيز تقنية تحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية بالتكسير الحراري وكذلك تسويقها.

وكانت "أرامكو" السعودية وقعت أمس، اتفاقية ثلاثية الأطراف لتعزيز تقنية تحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية بالتكسير الحراري وكذلك تسويقها. وتم توقيع الاتفاقية بين شركة "أرامكو" السعودية للتقنيات المملوكة بالكامل لأرامكو السعودية، وشركتي "سي بي أند آي"، الرائدة في ابتكار التقنيات وتوفير حاجات البُنى الأساسية في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية، وشيفرون لوماس غلوبال "سي إل جي"، وهي مشروع مشترك بين شركتي "سي بي آند آي" و"شيفرون الولايات المتحدة"، وتتمتع بمستوى ريادي في منح تراخيص تقنيات المعالجة.

وعلق الناصر على هذه الاتفاقية بالقول: "تسعى "أرامكو" السعودية من خلال علمائها وباحثيها في منظومة مراكز البحوث والتطوير في المملكة وحول العالم بالتعاون مع المهندسين العاملين في المعامل وفي قطاعات الشركة المختلفة إلى تحقيق ابتكارات علمية وصناعية وتقنية لم يسبقها إليها أحد على مستوى العالم".

وأشار رئيس "أرامكو" السعودية إلى أن الشركة تسعى إلى أن تكون في خدمة أهدافها الاستراتيجية لاستثمار الثروة الهيدروكربونية في السعودية بالمستوى الأمثل. مبيناً أن اتفاقية التطوير المشترك التي وقعتها "أرامكو" السعودية أمس هي اتفاقية تقنيَّة في المقام الأول، لكنها تهدف إلى تمكين الشركة من زيادة قيمة كل برميل تنتجه من النفط الخام، بحسب قوله.

واعتبر الناصر خلال كلمته في الحفل الذي ضم حشد كبير من كبار الإداريين، أن الفرصة باتت سانحة لـ"أرامكو" السعودية كي تنتهزها في الاضطلاع بدورها الجوهري في تعزيز متانة الاقتصاد السعودي وتنويع روافد الدخل به، وخلق فرص عمل عالية القيمة للشباب السعودي تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030.

وتمكن مركز البحوث والتطوير في "أرامكو" السعودية من تكريس جهوده خلال السنوات القليلة الماضية عبر تحقيق عددٍ من براءات الاختراع لابتكار هذه التقنية المتطورة من أجل تعزيز إنتاج الكيميائيات بكميات أكبر عن ذي قبل. في حين تسهم هذه التقنية المبتكرة، التي تعتبر قفزة علمية في التخلّي عن خطوات التكرير التقليدية عبر استخدام عملية تحويل مباشر خاصة بأعمالها. كما أنها تمثّل طفرة تقنية كبيرة تعزِّز تنفيذ مشاريع "أرامكو" السعودية التقليدية لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات. وتؤدي كلتا الطريقتين المبتكرة والتقليدية إلى زيادة إنتاج الشركة من الكيميائيات، ودفع عجلة النمو في قطاع الكيميائيات بالشركة.

من ناحيته، قال أحمد الخويطر، كبير الإداريين التقنيين في "أرامكو" السعودية، إن "هذه الشراكة سوف تساعدنا على تسخير مواطن القوة التي تتمتع بها الشركات الثلاث لتعزيز هذه التقنية وتنفيذها بشكل آمن خلال فترة وجيزة، بل وسوف تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المملكة العربية السعودية في طليعة الدول المنتجة للنفط الخام والمنتجات البترولية على مستوى العالم"، مفيدا بأن هذه الشراكة ستعزز أيضاً جهود المملكة الرامية إلى تنويع المنتجات الصناعية، وخلق فرص العمل، وتحقيق الريادة في مجال التقنيات عبر الصناعات التحويلية لإنتاج الكيميائيات.

في حين تحدث باتريك كيه مولين، رئيس شركة (سي بي آند آي) وكبير إدارييها التنفيذيين، بمناسبة توقيع الاتفاقية، قائلا "إنه لشرف لنا أن نتعاون مع "أرامكو" السعودية في تطوير تقنية أكثر تنافسية لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات". وأضاف: "هذا في الحقيقة تكامل فريد للعمليات التقنيَّة المتطورة لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية عالية القيمة، وليس أفضل من هذه الشراكة الثلاثية لتحقيق هذه الغاية".

أما ليون دو بروين، العضو المنتدب في شركة شيفرون لوميناس غلوبال، فقال: "ستتحد تقنيات المعالجة الهيدروجينية التي تجلبها شركتنا (سي إل جي) مع تقنية تكسير الإيثيلين التي تجلبها شركة (سي بي آند آي) وتقنية "أرامكو" السعودية لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتكسير الحراري، لتمثل جميعها أساساً قوياً للتطوير المشترك الذي تثمر عنه هذه الاتفاقية". وأكد بروين التطلع إلى تحقيق أثر إيجابي في قطاع الكيميائيات بفضل تطبيق هذه التقنية الفريدة المبتكرة لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات.