ليونيل ميسي وفيليب لام

ستكون انظار العالم باجمعه شاخصة الاحد الى ملعب "ماراكانا" الاسطوري في ريو دي جانيرو حيث سيتواجه المنتخبان الالماني والارجنتيني في موقعة الكبيرين على ارض "العمالقة" البرازيليين في المباراة النهائية لمونديال 2014 على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو.

ومنذ ان اعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في اذار/مارس 2003 ان نهائيات كأس العالم 2014 ستقام في اميركا الجنوبية للمرة الاولى منذ ان استضافت الارجنتين العرس الكروي العالمي عام 1978 وتوجت بلقبه على حساب هولندا، حلم البرازيليون باحراز اللقب على ارضهم وتعويض الخيبة التي تعرضوا لها عام 1950 حين خسروا النهائي على ارضهم امام جارتهم الاوروغواي (1-2)، لكن حلم "اوريفيردي" بالتتويج السادس اصطدم بماكينة الالمان الذين نجحوا في ان يثأروا شر ثأر من البرازيليين بعد ان خسروا امامهم نهائي 2002 (صفر-2)، وذلك باكتساحهم 7-1 في نصف النهائي.

وتبخرت بالتالي احلام 200 مليون برازيلي وملايين اخرين من عشاق "سيليساو" حول العالم بخوض النهائي الحلم في "ماراكانا"، وما يزيد من حسرة اصحاب الضيافة ان جيرانهم اللدودين سيخضون النهائي في هذا المعقل الاسطوري بمواجهة الالمان في موقعة تحمل نكهة ثأرية للارجنتين التي احتاجت الى ركلات الترجيح لكي تتخطى هولندا (صفر-صفر في الوقتين الاصلي والاضافي) في اول وصول لها الى دور الاربعة منذ 24 عاما وتحديدا منذ مونديال 1990 في ايطاليا حين خسرت امام "ناسيونال مانشافات" بالذات بهدف سجله اندرياس بريميه من ركلة جزاء.

وكان ذلك التتويج الثالث والاخير لالمانيا في العرس الكروي العالمي الذي اتبعته بتتويج اخر كان الاخير لها في البطولات الرسمية وجاء في كأس اوروبا 1996 على حساب الدنمارك (2-1) بفضل هدفين من البديل اوليفر بيرهوف الذي كان صاحب اول هدف بالموت الفجائي.

وتدين المانيا بوجودها في النهائي الثامن في تاريخها الى الاداء الجماعي الرائع لرجال المدرب يواكيم لوف الذين يأملون ان يجعلوا من "ناسيونال مانشافت" المنتخب الاول الذي يتوج باللقب العالمي في القارة الاميركية التي عجز اي من منتخبات القارة العجوز ان يعود من اراضيها بالكأس الغالية، حيث فازت الاوروغواي بالنسخة التي استضافتها عام 1930 ثم في نسخة 1950 على الاراضي البرازيلية، قبل ان تفوز البرازيل بنسخة 1962 في تشيلي و1970 في المكسيك ثم الارجنتين على ارضها عام 1978 وفي المكسيك عام 1986.

واستضافت الولايات المتحدة نسخة 1994 وتوجت البرازيل باللقب للمرة الرابعة في تاريخها.

والملفت ان الاوروبيين لم يتوجوا باللقب سوى مرة واحدة خارج القارة العجوز وكانت في النسخة السابقة التي احرزتها اسبانيا في جنوب افريقيا، علما بانها كانت المرة الثانية فقط التي تقام فيها البطولة خارج اوروبا او اميركا، والاولى كانت عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان واحرزتها البرازيل.

ويأمل الارجنتينيون بقيادة المدرب الفذ اليخاندرو سابيلا والنجم الكبير ليونيل ميسي الى تكريس العقدة الاوروبية بعيدا عن القارة العجوز والى تحقيق ثأرهم من الالمان الذين توجوا بلقب 1990 على حسابهم بعد ان خسروا نهائي 1986 امام دييغو مارادونا ورفاقه في "لا البيسيليستي" (2-3)، ثم خرجوا من النسختين الاخيرتين على يد "ناسيونال مانشافات" بالخسارة امامه في ربع نهائي 2006 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي، وربع نهائي 2010 بنتيجة كاسحة صفر-4.

"لقد استمتعنا بانتصار نصف النهائي لكن منذ مساء الامس (الاربعاء) عدنا للتركيز على الارجنتين"، هذا ما قاله "العجوز" كلوزه الذي تمكن امام البرازيل بالذات من تحطيم الرقم القياسي من حيث عدد الاهداف في النهائيات بعدما رفع رصيده الى 16 هدفا، متقدما بفارق هدف على اسطورة البرازيل رونالدو.

وتابع مهاجم لاتسيو الايطالي "ستكون مباراة مختلفة تماما، يجب ان نقدم كل شيء، انها مباراة نهائية وانا اعلم مدى الاحباط الذي نشعر به عندما نخسر في النهائي".

وسيكون تركيز المدرب لوف على ايقاف ميسي الذي سيشكل التهديد الاكبر للدفاع الالماني الذي قدم اداء صلبا في هذه النهائيات بمساندة مذهلة من حارسه مانويل نوير الذي اهتزت شباكه اربع مرات فقط في ست مباريات.

وكشف مدافع "ناسيونال مانشافت" وشالكه بينيديكت هوفيديس ان منتخب بلاده سيحاول ايقاف نجم برشلونة الاسباني بـ"الاداء الجماعي" من خلال اللعب بخطوط متقاربة وباغلاق المساحات، مضيفا "انه لاعب استثنائي، هو من بين افضل اللاعبين في العالم. يجب ان نتفوق عليه عبر الاداء الجماعي، وليس بالمواجهة الفردية".

وواصل "اذا لعبنا بشكل مدمج، فلاعب من طرازه لن يتمكن من التحرك بالطريقة التي يريدها، وهذا سيكون هدفنا".

ورد هوفيديس على بعض وسائل الاعلام الالمانية التي اعتبرته الحلقة الاضعف بين اللاعبين ال11 الاساسيين في تشكيلة لوف، قائلا: "من الواضح اني لست (الظهير البرازيلي السابق) روبرتو كارلوس لكي اتوغل مثله (في الهجوم)، لكن على الصعيد الدفاعي انا اقوم بواجبي والمدرب راض، وبالتالي انا راض ايضا. لا اكترث اذا كانت هناك انتقادات من عدمها، انا اركز على ادائي واطبق ما يطلبه مني المدرب" الذي طلب بدوره من لاعبيه المحافظة على تواضعهم بعد الفوز الكاسح على البرازيل.

واضاف لوف "بعد خسارة نصف النهائي امام ايطاليا في 2006 (على ارض المانيا)، نشعر باحساس البرازيليين، اللاعبين، الجمهور والسيد سكولاري (لويز فيليبي مدرب البرازيل)، لذا يجب ان نبقى متواضعين ونستعد للخطوة التالية. المشاعر رائعة، لقد فزنا وبلغنا النهائي".

ورأى لوف ان المواجهة بين منتخبه الاوروبي ونظيره الاميركي الجنوبي ستحمل نكهة مميزة، معتبرا ان بطل العالم لعامي 1978 و1986 والذي يخوض النهائي الخامس في تاريخه (خسر امام الاوروغواي عام 1930 وفاز على هولندا عام 1978 اضافة الى النهائي ضد الالمان عامي 1986 و1990) يتميز بقوة دفاعه لانه "منتخب متقارب الخطوط ومنظم وفي الهجوم يملكون لاعبين رائعين مثل ميسي و(غونزالو) هيغواين" اللذين سيحظيان بمساندة سيرخيو اغويرو الذي دخل كبديل امام هولندا بعد تعافيه من اصابة في الدور الاول.

ما هو مؤكد ان الانظار ستكون موجهة نحو ميسي الفخور بمنتخب بلاده وبتأهله الى المباراة النهائية: "يا له من انجاز ! نحن في المباراة النهائية. هذا جنون. لنستغل ذلك. تبقى امامنا خطوة صغيرة للفوز باللقب".

وواجه ميسي في نصف النهائي دفاعا هولنديا صلبا حد من تحركاته ومنعه من لمس الكرة داخل المنطقة ولو لمرة واحدة من اصل 68 لمسة، لكن الفضل يعود له بوصول بلاده الى هذه المرحلة بما كان صاحب الركلة الترجيحية الاولى لبلاده في نصف النهائي ما اراح اعصاب زملائه.

ويأمل ميسي ان يتمكن بان يقدم اداء افضل امام الالمان الذين يملكون بدورهم لاعبين رائعين مثل توماس مولر الذي سجل 5 اهداف حتى الان، وهو نفس العدد الذي سمح له باحراز الكرة الذهبية في 2010، اضافة الى المتألق توني كروس.

وبامكان القول ان ميسي ارتقى اخيرا الى مستوى المسؤولية التي وضعت على عاتقه وهو سجل اربعة اهداف حاسمة لبلاده ولعب دورا اساسيين في هدفين انخل دي ماريا وغونزالو هيغواين في الدورين الثاني وربع النهائي.

ويبقى معرفة المقاربة التي سيعتمدها سابيلا امام الالمان خصوصا بعد التألق الدفاعي امام هولندا حيث نجح في شل اريين روبن وويسلي سنايدر وروبن فان بيرسي.

وقد اعتبر سابيلا ان العرض الذي قدمه منتخب بلاده امام هولندا يمكن "ان يلهم" لاعبيه في الموعد الكبير في "ماراكانا"، مضيفا "أنا مرتاح جدا لما قدمه اللاعبون. اعتقد بأن هذا الاداء بإمكانه أن يلهمنا لتحقيق هدفنا المقبل. بجديتنا وتضامننا، يمكننا بلوغ القمم".

وأضاف "أنا سعيد جدا للاعبين وهذه المجموعة الرائعة التي أقودها، عائلتي، جميع من تعاونوا معي، الاتحاد الارجنتيني الذي منحني فرصة أن أكون مدربا لهذا المنتخب وسعيد للشعب الارجنتيني".

وفي معرض رده عن سؤال حول المباراة النهائية ومواجهة منتخب اذل البرازيل المضيفة، قال سابيلا: "هل تريدون ترهيبي؟ لدي تقدير كبير لالمانيا والبرازيل على المستوى الرياضي. المانيا اظهرت دائما انها قوة بدنية وتكتيكية بلاعبين كانت لهم دائما لمسة اميركية جنوبية مع (غونتر) نيتسر، (اندرياس) بريمه، (بيرند) شوستر، (فولفانغ) اوفيراث، (فيليكس) ماغاث، (لوثار) ماثيوس، (فرانتس) بكنباور وغيرهم. كما ان ضمها للاعبين مزدوجي الجنسية عزز قوتها".

وواصل "انه بلد يعرف معنى العمل والتنظيم، ستكون مباراة صعبة والمنتخب الذي سيشغل المساحات أفضل سيفوز. لست بحاجة الى 5 مهاجمين، ولكن يجب الان ان نرتاح ونرى ما سيحصل الاحد. لا يجب ان ننسى باننا خضنا التمديد مرتين، فيما خاضته المانيا مرة واحدة فقط في هذه البطولة".

واعتبر سابيلا ان المانيا تتمتع بافضلية بدنية على منتخبه لانها لم تخض التمديد او ركلات الترجيح في مباراتها مع البرازيل، كما استفادت من يوم راحة اضافي كونها لعبت الثلاثاء والارجنتين الاربعاء.

واضاف "بعض لاعبي فريقي يعاني من الكدمات، الارهاق والتعب - وكل ذلك نتيجة حرب (ضد هولندا) اذا بامكاننا قول ذلك. امامنا مباراة نهائية يجب ان نخوضها مع يوم راحة اقل من خصم مثل المانيا... المباراة ستكون صعبة للغاية واشدد على واقع انهم لم يضطروا لخوض التمديد، ونحن اضطررنا لخوضه مرتين (ضد سويسرا في الدور الثاني وهولندا في نصف النهائي، فيما فازت المانيا على فرنسا 1-صفر في الوقت الاصلي من ربع النهائي قبل ان تكتسح البرازيل)".