منتخب الجزائر

لا تتوفّر المنتخبات العربية على تاريخ حافل مع كأس العالم لكرة القدم، حيث إن جل المشاركات العربية في هذا المحفل العالمي توقَّفت في أدوار مبكرة، من دون أن تكون هناك بصمة واضحة للعرب، باستثناء دورتي 1986 و1998، اللتين شهدتا عبور منتخبين عربيين للدور الثاني، ويتعلق الأمر بالمنتخبين المغربي والسعودي، وفي المقابل ظلت المنتخبات العربية في كلِّ الدورات الأخرى ضيفة شرف، تشارك فقط من أجل المشاركة، وتودِّع في الدور الأول، فيما يتوفَّر المنتخب المغربيّ على أقوى خط هجوم عربي في تاريخ المونديال بتسجيله 12 هدفًا في 13 مباراة.
ويَحمل المنتخب الجزائري لواء الكرة العربية في مونديال البرازيل 2014، حيث إنه المنتخب العربي الوحيد الموجود في الدورة، وبالتالي سيكون مطالبًا بالدفاع عن سمعة الكرة العربية في الكأس العالمية التي ستنطلق بعد أيام.
ويُعَد المنتخب المصري صاحب أول مشاركة عربية في المونديال، وذلك في نسخة 1934، وواجه في تلك البطولة منتخب المجر، وخسر اللقاء بأربعة أهداف لهدفين، حيث لم يكن نظام المجموعات سائدًا آنذاك.
وغاب العرب عن المونديال منذ تلك الدورة إلى غاية دورة 1970 في المكسيك التي شهدت أول ظهور للمنتخب المغربي، الذي خاض ثلاث مواجهات خسر مواجهتين أمام ألمانيا2/1 وأمام البيرو 3/0 وتعادل مع بلغاريا 1/1 م، وحل رابعًا في مجموعته بفارق الأهداف عن بلغاريا، وسجل أول حالة تعادل للعرب في المونديال.  
وبعد غياب الكرة العربية عن كأس العالم 1974عادت للظهور في مونديال الأرجنتين ومن ذلك الحين لم يغب العرب عن كأس العالم حتى الآن، وحمل المنتخب التونسي لواء الكرة العربية في تلك البطولة وحقق أول انتصار للعرب 3/1 على حساب المكسيك، ثم خسر "نسور قرطاج" أمام بولندا 1/ 0، وتعادلوا أمام ألمانيا 0/0 وحلوا في المركز الثالث في مجموعتهم، وغادروا البطولة .
وشَهِد مونديال إيطاليا سنة 1982 أول ظهور لعرب آسيا من خلال المنتخب الكويتي الذي لم يكن المنتخب العربي الوحيد في هذه الدورة، وإنما كان إلى جانبه منتخب الجزائر، وتمكن هذا الأخير من تحقيق مفاجأة مدوِّية تمثلت بفوزه على ألمانيا 2/1  لتصبح الجزائر أول منتخب عربي يهزم بطل كأس عالم سابق، وخسرت الجزائر المباراة الثانية أمام النمسا 2/0 ثم فازت على تشيلي 3/2 ، لكن فوز ألمانيا على النمسا في مؤامرة اعترف بها أحد اللاعبين الألمان قبل أعوام قليلة أقصت الجزائر.
أمّا الكويت فقد واجهت فرنسا بقيادة بلاتيني وخسرت بأربعة أهداف، وكذلك خسرت من إنكلترا 1/0 وتعادلت مع تشيكوسلوفاكيا 1/1، وحلَّت أخيرة في مجموعتها.
ودوَّنَ المنتخب المغربي تاريخًا مشرقًا للكرة العربية، حينما كان أوّل منتخب عربي ينجح في تخطِّي الدور الأول من كأس العالم، وذلك في دورة المكسيك سنة 1986، وذلك بفضل الجيل الذهبي للكرة المغربية بقيادة بادو الزاكي وعبد العزيز بودربالة.
وحقق المنتخب المغربي تعادلين أمام إنكلترا وبولندا، قبل أن يهزم البرتغال بـ 3-1، ويتأهل للدور الثاني الذي واجه فيه ألمانيا، وخسر أمامها بهدف من دون رد ليودع البطولة.
وشهدت دورة 1986 مشاركة منتخبين عربيين آخرين هما الجزائر والعراق، اللذان ودَّعا من الدور الأول .
وفي مونديال 1990 الذي أُقيم في إيطاليا عادت مصر لكأس العالم بعد غياب طال لما يقارب من ستة وأربعين عامًا، ومن المفارقات أن إيطاليا هي مكان المشاركتين المصريتين في البطولة، وقد أوقعت القرعة مصر في مجموعة قوية مع إنكلترا التي خسرت منها 1/0 ومع هولندا التي تعادلت معها بهدف وتعادلت مع إيرلندا من دون أهداف، وحلت أخيرة في مجموعتها .
أمّا المنتخب الإماراتي الذي شارك لأول مرة  فقد، أوقعته القرعة مع حامل اللقب في تلك البطولة المنتخب الألماني، وتلقَّى هزيمة ثقيلة بخمسة لواحد، وكذلك خسرت الإمارات من كولومبيا 2/0 ومن يوغوسلافيا 4/1 لتودّع مبكرًا.
وعاد العرب للتألُّق في مونديال 1994 في الولايات المتحدة الأميركية، من خلال المنتخب السعودي الذي تمكن من العبور إلى الدور الثاني في أول مشاركة عالمية له، وشهدت البطولة أول مواجهة عربية في تاريخ كأس العالم بين المغرب والسعودية، حيث وقع المنتخبان في المجموعة إلى جوار هولند وبلجيكا وخسرت المغرب مبارياتها الثلاث 1/0من بلجيكا و2/1 من السعودية، وحلت في المركز الأخير في المجموعة بدون نقاط أما السعودية فقد خسرت من هولندا 2/1، ثم فازت على المغرب 2/1، ومن ثم فوز آخر على بلجيكا 1/0، وحلت ثانية في المجموعة، وتأهلت للدور الثاني لتصطدم بالسويد وتخسر 3/1.
وشَهِد بطولة كأس العالم سنة 1998 التي أُقيمت في فرنسا مشاركة ثلاثة منتخبات عربية للمرة الثانية في تاريخ المونديال، حيث وصلت المغرب للمرة الرابعة ووقَعَت في مجموعة البطل السابق البرازيل، وخسرت منه بثلاثية من دون رد، وكانت قد سبقت خسارتها تلك بتعادل مع النرويج 2/2، واختتمت تاريخ مشاركتها في كأس العالم حتى الآن بفوز كبير على أسكتلندا 3/0، وكانت قاب قوسين أو أدنى للتأهل للدور الثاني، لولا الفوز المفاجئ للنرويج على البرازيل المتأهلة، سلفًا 2/1 فيما بدا، وأنه مؤامرة لدى كثير من العرب، ولتحل ثالثة في المجموعة.
أمّا تونس فقد وقعت في مجموعة قوية مع إنجلترا ، حيث خسرت ضدها بـ 2/0 ومع كولومبيا التي خسرت ضدها أيضًا 1/0 ومع رومانيا التي تعادلت معها وحلت أخيرة في مجموعتها بنقطة واحدة.
أمّا السعودية فلم تكن مشاركتها الثانية في مستوى المشاركة الأولى ذاتها، حيث خسرت أمام الدنمارك وفرنسا وتعادلت مع جنوب إفريقيا.
ويُعَد مونديال 2002 الذي أقيم في كوريا واليابان أسوأ ظهور للعرب، حيث تلقت الكرة العربية أكبر هزيمة لمنتخب عربي في كأس العالم، بعد خسارة السعودية ضد ألمانيا ثمانية صفر، قبل أن تنهزم أمام الكاميرون وأيرلندا، أما الممثل للعرب للعرب المنتخب التونسي خسر من روسيا واليابان 2/0 وتعادل مع بلجيكا 1/1 وخرج مبكرًا.
ولم يتغيّر الوضع كثيرًا في مونديال 2006 في ألمانيا، حيث مثَّل العربَ المنتخبان السعودي والتونسي وكان ظهورهما باهتًا مرة أخرى، ووقع المنتخبان في مجموعة واحدة إلى جانب إسبانيا وأوكرانيا، وانهزما في مواجهتيهما للمنتخبين المذكورين، قبل أن يتعادلا في مواجهتهما المباشرة ويودعا البطولة معًا، كاتبين آخر ظهور لهما في المونديال لحد الآن.
وشَهِد مونديال 2010 الذي أقيم في جنوب أفريقيا عودة الجزائر للبطولة، وغياب باقي العرب، وأوقعت القرعة ممثل العرب مع إنكلترا التي تعادل معها سلبيًا في لقاء تاريخي، وسبق ذلك اللقاء بخسارة 1/0 من سلوفينيا وهي النتيجة ذاتها، التي اختتم بها البطولة أمام أميركا ليُودِّع محاربو الصحراء من الدور الأول.
وبلغة الأرقام، فإن ثمانية منتخبات عربية سجلت حضورها في المونديال منذ انطلاق هذه التظاهرة يتعلق الأمر بالمغرب والجزائر وتونس ومصر والسعودية والكويت والإمارات والعراق، وتُعَد منتخبات المغرب والسعودية وتونس والجزائر الأكثر حضورًا بأربع مشاركات، وخاض العرب 60 مباراة سجلوا الفوز في 7 مباريات فقط وانهزموا في 38، وتعادلوا في 15، وسجّل العرب 43 هدفًا ودخلت مرماهم 101.
ويتوفر المنتخب المغربي على أقوى خط هجوم عربي في تاريخ المونديال بتسجيله 12 هدفًا في 13 مباراة.