قد يكون فلورنتينو بيريز أحد أكثر رؤساء الأندية في العالم إثارة للجدل ، سواء بسبب نجاحاته المتتالية وصفقاته التي ابرمها للريال وكانت أشبه بضربات متتالية ، لغيره من الأندية ، أو حتى بعد نجاحه في قيادة الفريق لمنصات التتويج عام بعد عام... ولكنه في نفس الوقت ، بات أيقونة يتفق عليها عشاق الريال ، مهما تعرض للنقد الذي يصل في بعض الأحيان إلي حد التجريح ، وما رأيناه خلال اللقاء الذي جمعنا به ، يؤكد بالفعل أنه شخص متواضع ، ويعشق أسم ولون الملكي ، كما يحترم كل من حوله.
فلورنتينو بيريز لم تغب الابتسامة عن وجهه ، ونظرة التواضع دائمة في عينية ، رغم انه قد يكون افضل رئيس نادي على وجه الأرض ، من واقع قيمة وأسم وإنجازات الريال الذي يقوده ، وهو نادي القرن الأوربي.
وردا على سؤال عن شعوره بعد حسم الكلاسيكو قبل أيام قليلة بثلاثية مع الرأفة ، وتحقيق كل هذه الالقاب والإنجازات للملكي ، ليس فقط على المستوى المحلي ولكن على المستوى الأوروبي ؟ .. قال بمنتهى الثقة " شعوري لا يوصف بالطبع ، لكني يمكنني أن أؤكد بأنني أسعد رئيس نادي في العالم ، لأنني أمتلك الفريق الأفضل في العالم"
هكذا وصف بيريز حاله وحال فريقه ، بمنطقية وواقعية ، قد لا نستوعبها بشكل كامل ، ولكنها كانت في نظرات التحدي في عين الرئيس الأشهر في عالم كرة القدم العالمية.
وعن سر سعادته في هذه الفترة ، قال " كيف لا يكون شخصا سعيدا ، عندما تمتلك لاعبين بحجم لاعبي الريال ، وتنجح في جمع فريق ينافس في كل البطولات ، في دوري صعب بقوة الليجيا ، وفي أي بطولة قارية وعالمية ، فيجب أن تكون سعيدا "، وأضاف ما يزيدني سعادة أنني بين يوم وآخر احقق نجاحات علي مستوى الاتفاقيات الترويجية والاستثمارية للنادي ، وآخرها واهمها الاتفاقية الهامة والمحورية في مسيرة النادي الملكي ، مع شركة "أيبيك" أبوظبي ، ومع الإمارات بشكل عام ، وهو اتفاق يؤكد على أواصر العلاقة الممتازة التي تربط الريال كمؤسسة رياضية عالمية ، بدولة الإمارات ، وبعشاق الكرة في الإمارات" .. وسعيد أن أقول دائما بأنه تربطني انا شخصيا بالامارات وأبوظبي على وجه التحديد علاقات قوية ، في كل مرة أتواجد فيها بالإمارات والعاصمة أبوظبي ، أكون سعيدا بما القاه من حفاوة وود كبيرين من اهلها ، ومنذ سنين طويلة وأنا أكن كل الحب والتقدير والاحترام للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ، والشيخ منصور بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء واشعر بالفخر بهذه العلاقة مع المسئولين في ابوظبي ، وهذه الطيبة والكرم والحفاوة
وردا على تساؤل هل وصل مع النادي الملكي إلي قمة ما كان يتمناه أم أن لديه طموحات أخرى لا يزال يريد تحقيقها ؟ .. قال "طموحنا أن نظل على القمة دائما ، لقد وضعت الكؤوس الكبرى التي تشير للانجازات القارية للريال في غرفة اجتماعات الإدارة العليا للنادي ، حيث يعي كل مسئول الأن أو خلال السنوات القادمة ممن يأتي بعدنا ، أن الريال صرح عالمي يجب الحفاظ عليه ووضعه فوق القمة دائما لأن المنافسة شرسة وغيرنا يعمل ويطور من قدراته وموارده ، وحتى نحافظ على القمة يجب أن نقوم بجهد وعمل اكبر من غيرنا"
وعن تأثير الاتفاقية الجديدة على الريال ، وما تمثله بالنسبة للنادي الأغنى في العالم ؟ قال "عندما نتحدث عن تعاون واستثمار ضخم مع شركة عالمية كبرى ، فهذا من شأنه أن يفتح أمامنا عدة سبل وأفاق جديدة ، خصوصا وأننا نحاول دائما الحفاظ على مكانة النادي ، كأغنى أندية العالم ، وحتى يواصل البقاء على القمة يجب ألا تكون شراكاته الاستراتيجية مجرد شراكات عادية ، بل يجب أن تكون مع أفضل وأكبر الشركات والمؤسسات في العالم .. وما تملكه من إمكانيات " ، وأضاف لا شك أننا سنحصل على فرص أكبر في تحقيق الاستقرار المالي ..وجلب افضل اللاعبين على الساحة ، يتطلب استثمارات كبيرة وميزانية ضخمة ، والتعاون الجديد من ايبيك سيمكننا من السير قدما في المستقبل ، بفضل خطة وضعناها ولا نتنازل عنها.
وحول الاستراتيجية للمرحلة المقبلة على ضوء هذا الاتفاق الكبير ..قال رئيس نادى الريال استراتيجيتنا ببساطة تهتم بأن نظل الاوائل على العالم ، ليس في النتائج والالقاب فقط ، ولكن أيضا في حجم الدخل والاستثمارات ، بما يساعدنا في فرض الهيمنة الرياضية للريال على بقية أندية العالم خلال السنوات المقبلة ، نحن نمتلك اللاعبين الافضل والفريق الأقوى والأغلى في العالم ، مما يتطلب أن يكون الريال النادي الأغنى ، والأكثر انتشارا في جميع دول العالم ، وهذا الأمر ليس هينا ، لذلك أرى أن تلك الشراكة مع أبوظبي في طريقها للتأكيد على هذه الاهداف.
وردا على سؤال عن أنه يعد عشاق النادي الملكي بمزيد من الالقاب نتيجة لهذه الاستراتيجية .. قال " سنحاول بحث سبل التطوير مع ايبيك في المستقبل ، وإذا كنا في القرن الماضي قد تم اختيارنا في الفيفا كنادي القرن وبحسب اراء الجميع ، فالمسئولية زادت الأن بالطبع ، لأننا مطالبون بالحفاظ على هذا الإنجاز وعلى مكانتنا في العالم وهو أمر مهم جدا من الناحيتين المالية والرياضية سواء في اسبانيا أو خارجها " ، وأقولها بثقة أن هدفنا أن نهيمن على كرة القدم العالمية ومنافسات الأندية الأوروبية والعالمية ، طوال ال86 سنة المقبلة حتى نكرر بعد 86 سنة من الأن انجاز لقب نادي القرن ال21 بعدما كنا نادي القرن ال20".
وحول احتمالات أن يأتي على الريال زمن ينخفض مؤشره التنافسي وقدرته على حصد البطولات والالقاب ، على أساس أن كرة القدم لا تعرف ثبات المستوى ، قال فلورنتينو بيريز " لا نتوقع ذلك لأننا نؤمن أن كل من ينتمي لنا هنا في هذا الصرح الكبير يمثل للنادي ماكينة انجازات ، وصاحب عطاء لا ينضب ولا يعرف معنى تشبع بلقب أو بطولة أو باموال .. نحن لا نعرف أن هناك شيئا اسمه اكتفاء .. كلما حققنا انتصار وتذوقناه طلبنا المزيد منه ، ولهذا نحن لا ننظر كثيرا كم أنفقنا من موارد على التعاقدات والعقود ، بل نهتم بحجم الإنجازات والالقاب ، وفي النهاية الريال يسير بميزانية مالية وفق موارده الاساسية من الاستثمار والدخل التسويقي الذي نوليه عناية كبيرة ".
وحول دور الجماهير والثقة في عناصر النادي من أطقم فنية ولاعبين واداريين .. والموارد المالية والاستثمارات .. أوضح أن من يدعى ذلك .. لا يمكن أن يقبل منه أي كلام ، فلا يمكن بالطبع إغفال الدور الكبير للجماهير .. صحيح أن المال مهم في كرة القدم ، وايضا الانجازات والالقاب والتفوق الرياضي مهم بالنسبة لنا ، لكن الأهم من كل هذا أننا رسمنا لأنفسنا ، على مر كل هذه السنين ، علاقة وطيدة بالجماهير في كل العالم ، ولولا أن هذه العلاقة تنمو وهناك جماهير جديدة تنضم إلي محبي الريال في العالم وخاصة في الدول العربية وفي الإمارات وأبوظبي خاصة لما تحققت لنا هذه الموارد وهذا التقدم ، وأتمنى أن نحافظ على مكانتنا وان تنمو علاقتنا مع الجماهير الرياضية في أرجاء الكرة الارضية كلها ، وأن نكون على قدر هذه الثقة التي وضعت في الريال من خلال التعاون مع الإمارات ، صحيح أن بعد المسافة كبيرة بين البلدين اسبانيا والإمارات ، لكن دفء العلاقة والتواصل المستمر بيننا يذيب هذا البعد ويقوي التقارب بيننا .
وحول أسباب عدم تجديد عقد انشيلوتي المدير الفني للفريق حتى الآن وهل يمكن في أي وقت بيع كرستيانو رونالد وعودته للدوري الإنجليزي .. أكد رئيس النادى على ان " رونالدو بات أيقونة مدريدية ، واللاعب سعيد بالتواجد معنا هنا ، والجماهير تعشقه ، والنادي متمسك ببقائه لسنوات طويلة بالفعل ، أما أنشيلوتي فقد حقق إنجازات للفريق ، والتجديد يعتبر مسألة وقت فقط ، ولن نتحدث في هذا الأمر ، لكن بشكل عام لا أرى أن الأمر سيأخذ وقتا من الجدل أو النقاش بيننا " .
وعن الكلمة التي يوجهها لجماهير الريال في الدول العربية ، أوضح رئيس النادى أن ريال مدريد دائما ما يلعب من اجل البطولات ، وهو أول فريق في العالم ، ودائما ما يكون بين الفرق الأوائل في العالم ، وحتى نكسب ود وقلوب هذه الجماهير يجب أن نظل الأوائل من الناحية الرياضية ومن الناحية المادية ، وأنا أعرف جيدا أن المسئولية جسيمة والمنافسة شرسة والأمور تتطور بشكل كبير ، ولابد أن نواصل ريادتنا وبالتالي يجب أن نهيمن رياضيا وماليا ، وهذا كله يصب في مصلحتنا حتى نحافظ على تلك الثقة الغالية من الجماهير في جميع أنحاء العالم"