القاهرة - محمود عبدالرحمن
اعتبر القائد السابق لتنظيم "الجهاد" المصري الشيخ نبيل نعيم أنَّ مرتكبي أحداث الـ 11 من أيلول/سبتمبر 2001، متطرفين في المقام الأول، ولا يمتون بصلة لدين الإسلام، ولا المسلمين، مشيرًا إلى أنَّه ليس لأبناء الشعب الأميركي ذنب في أن يدفعوا ثمن الخلاف مع سياسات التي تنتهجها حكومات بلادهم، ورؤسائها، معربًا عن أسفه تجاه هذه الأحداث، التي وصفها بـ"المؤلمة".
ورأى نعيم، في حديث إلى "مصر اليوم"، أنَّ "أعضاء تنظيم (القاعدة) المتطرف هم ضحايا الجهل والفقر الناتج عن سياسات حكوماتهم، دفعهم إلى اعتناق المبادئ، والأفكار الدموية، بعد الأموال الضخمة التي قدّمتها لهم قيادات تنظيم القاعدة في أفغانستان".
وأشار نبيل نعيم إلى أنَّ "جماعة الإخوان المحظورة تعتبر أصل التطرف في مصر، والمنطقة العربية بأكملها، وتفرع منها عدد من التنظيمات والجماعات المتطرفة، كتنظيم ما يسمي بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وتنظيم (الجيش السوري الحر)، وأنصار الشريعة في ليبيا، وأنصار بيت المقدس في مصر".
وأضاف "ما تشهده المنطقة في الفترة الراهنة نتاج سياسات تحالف الولايات المتحدة الأميركية مع جماعة الإخوان المحظورة، فأميركا، هي من قامت بتدبير أحداث ربيع العربي، الذي ابتليت به المنطقة منذ بدايات عام 2011، وقامت بتدريب عدد من الخونة والعملاء لتنفيذ أهدافها في المنطقة، وأسقطت عددًا من الأنظمة الحاكمة، وصعدت مكانها جماعة الإخوان المتطرفة، نحو ما يعرف بـ(الشرق الأوسط الجديد)، الذي أعلنت عنه وزير الخارجية الأميركية من قبل كوندليزا رايس".
وتابع "ما يحدث في ليبيا وسورية والعراق هو صورة طبق الأصل لما كان سيحدث في مصر، إذا استمرت جماعة الإخوان المتطرفة في حكم البلاد، لأكثر من عام"، مؤكدًا أنَّ "يقظة الشعب المصري وانحياز القوات المسلحة له في 30 حزيران/يونيو، أنقذت البلاد من مخططات غربية قذرة، لا يعلم مداها إلا الله"، حسب تعبيره.
وأوضح نعيم أنَّ "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يعمل وفقًا لأوامر وتعليمات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وبدعم وتمويل من قطر وتركيا، بغية تفتيت المنطقة، وجرها في مستنقع الفوضى والظلام".
وتسأل نعيم "كيف يمكن لعناصر بحجم تنظيم داعش أن تتخطى حدود دول بأسلحتها ومركباتها وعناصرها الغفيرة حتى تصل إلى العراق والشام؟"، مؤكدًا أنَّ "المخابرات التركية هي من سهلت وصول هذه الجماعات المتطرفة إلى العراق".
وطالب نعيم، أبناء الشعب المصري، بـ"الوقوف خلف أبنائه وإخوته في القوات المسلحة والشرطة، الذين يضحون يوميًا بأرواحهم، بغية صدَّ عناصر جماعة الإخوان المحظورة".
وحذّر الشعب المصري، من "أعضاء الدعوة السلفية، وذراعها السياسي حزب النور"، معتبرًا أنهم "الوجه الآخر لجماعة الإخوان المتطرفة، وينتهجون أهدافها ومبادئها، وينتظرون الوقت الملائم للانقضاض على السلطة والشعب"، حسب قوله.
يذكر أنَّ الشيخ نبيل نعيم يعتبر أحد القيادات السابقة في تنظيم "الجهاد" في مصر والمنطقة، وهو أحد أقطاب الجماعات الجهادية، التي اعتنقت الأفكار الدموية، كوسيلة لتغير الحكم.
وقضى نبيل نعيم غالبية أعوام عمره داخل السجون المصرية، لاعتبار أنَّ خروجه آنذاك يشكل خطرًا على أمن البلاد القومي، إلا أنَّ المراجعات الإسلامية التي قادتها الأجهزة الأمنية مع قيادات وأعضاء الجماعات الإسلامية، ترتب عليها تعهدهم بعدم الالتحاق بالجماعات المتطرفة مرة أخرى، وهو ما كان سببًا في خروجه من السجن.