القاهرة - أكرم علي
ناشد مستشار منظمة التعاون الإسلامي السفير سيد قاسم المصري، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي ترأس بلاده الدورة الحالية للمنظمة، الدعوة لاجتماع عاجل للدول الأعضاء بحضور شيخ الأزهر والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الإيسيسكو )، والاجتماع بالقاهرة للنظر فى تفعيل الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامى فى شقها الخاص بتنقية التراث وإعادة كتابة التاريخ، وتكليف لجنة من علماء الإسلام خاصة أولئك الذين شاركوا فى وضع هذه الإستراتيجية للشروع فى دراسة التراث والتاريخ الدراسة النقدية التى أوصت بها الإستراتيجية، للتصدي للحرب الجديدة على الإسلام بعد حادث باريس الإرهابي الذي استهدف مقر صحيفة شارلي إيبدو.
وأكد المصري في حديث لـ "مصر اليوم" أن "هناك خطة لمنظمة التعاون الإسلامي تم اعتمادها عام 1991 في العاصمة السنغالية دكار، تعتمد على الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامى التى أقرتها القمة الإسلامية فى دورتها السادسة بالإجماع، وعنوان هذه الخطة خير دليل لذلك، والعبارة الحاكمة فيها هى "لا شىء مقدس سوى وحي السماء إذ تدعو الخطة إلى مراجعة التراث الإسلامي بأكمله مراجعة نقدية بلا وجل ولا محاذير ولا تابوهات ودون إضفاء هالة التقديس على هذا التراث الذى هو من صنع الإنسان فى المقام الأول. فلا شىء مقدس سوى وحي السماء، أي القرآن الكريم فقط. وتستند الخطة أو الإستراتيجية على ركيزة أن الأمم التى لا تراجع تراثها الثقافي مراجعة نقدية لا يمكنها إحراز أي تقدم".
واعتبر سيد قاسم المصري حادث باريس الأخير "خطوة سلبية على العالم الإسلامي الذي يسعى منذ فترة طويلة وبالتحديد منذ أحداث 11 سبتمبر لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا وتغيير المفاهيم الخاطئة عن الإسلام وتصحيح صورته النمطية. لكن حادث باريس مؤخرا حطم جهود تغيير الصورة النمطية لتشويه الإسلام خلال الفترة الماضية، وما حدث سوف ينذر بعمليات إرهابية جديدة. كما سيزيد تطرف اليمين الأوروبي والنازيين الجدد”. وأشار إلى أنه "من المتوقع أن يزيد الحادث مصاعب الحياة على الأقليات الإسلامية في الدول الأوروبية لتكون أشد من الاول. وكل ذلك سيتسمر في دوامة ليس لها نهاية. ولذلك لابد الاعتماد على استراتيجية ثقافية للعالم الإسلامي كي تدلنا على الطريق الصحيح لمواجهة الإساءة الاسلام".
وردا على ما أثير من انتقادات حول مشاركة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في مسيرة الوحدة الوطنية بباريس، أكد مستشار منظمة التعاون الإسلامي أن "ما حدث هو قمة انتصار للدولة الإسرائيلية وقمة خيبة للعرب جميعاً، واليهود سوف يستغلون هذا الحادث لاستمالة الغرب لهم".
وتوقع السفير قاسم المصري أن يؤثر حادث باريس الأخير على العرب والمسلمين خصوصا في الدول الأوروبية، مضيفاً أنه يرى أن "ما حدث في 11 سبتمبر في الولايات المتحدة قد يتكرر الآن في أوروبا ولكن على مستويات مختلفة. والتشدد سيكون لهادور خاصة أن أوروبا لها تاريخ عنصري بارز ولكن لن تتجه إلى الاعتقال العشوائي والتعذيب للعناصر المتهمة مثلما حدث في معتقلات واشنطن".
وفيما يخص التوقعات بترحيل الجاليات الإسلامية من أوروبا بعد الحادث، شدد السفير سيد قاسم المصري على أنه "لا يمكن لأي دولة أوروبية ترحيل من يحملون الإقامة على أساس التدين. والترحيل يستلزم وضع قوانين وضوابط جديد يمكن من خلالها تنفيذ آليات محددة تفعل ذلك. وسوف تسعى الحكومات لتعديل قوانين الهجرة بشكل يتم معه حين يعود المقاتلون في داعش الذين يحملون الجنسيات الأوروبية إلى بلادهم مجدداً، يتم القبض عليهم وترحيلهم إلى دول أخرى. وسوف تلقى تأييداً شعبياً وبرلمانياً وسيصعب الحصول على التأشيرة للراغبين في السفر إلى أوروبا في الوقت الراهن".