القاهرة – أكرم علي
أكد الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت أبو مسلم، أنَّ حضور الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند القمة التشاورية الـ15 على مستوى قادة مجلس التعاون الخليجي، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، للمرة الأولى، تأكيد على التنسيق الخليجي الأوروبي بشأن الأوضاع الأخيرة في المنطقة والاتفاق النووي الأخير مع إيران.
وتوقع الخبير الاستراتيجي أبو مسلم في حوار مع "مصر اليوم" أنَّ مشاركة الرئيس الفرنسي في تلك القمة تأتي لعرض السلاح الفرنسي على قادة الدول الخليجية بعد توقيع صفقة طائرات "الرافال" مع قطر أخيرًا.
وأوضح أبو مسلم أنَّ حديث الرئيس الفرنسي خلال انعقاد القمة الخليجية يؤكد تفهم أوروبا للأوضاع الخطيرة في المنطقة والتي تدعو إلى التكامل والتضافر بين جميع الدول لمواجهة تلك التحديات التي تؤثر على العالم بأسره وليس منطقة الشرق الأوسط فقط.
وأبرز الخبير الإستراتيجي أنَّ حضور هولاند لتلك القمة الخليجية وتشاوره مع قادة دولها هو خطوة أولية لضرورة التنسيق مع الجانب الأوروبي أيضًا في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، وخصوصًا الأوضاع في اليمن والتدخل الإيراني.
وحول إمكانية الدعم العسكري للمملكة العربية السعودية في مواجهة الاضطرابات في اليمن أخيرًا، أكد الخبير الإستراتيجي أبو مسلم أنه لم يتوقع ذلك الأمر من قبل فرنسا، مشيرًا إلى أنَّها من الممكن أن تقدم السلاح اللازم لأي عمليات عسكرية جديدة في اليمن تعمل على استقرار الأوضاع وحماية مصالح الخليج.
وأضاف: "وجود فرنسا في الشرق الأوسط يخفي من الأجندات العسكرية والسياسية والاقتصادية، قد تمهد إلى صفقات سياسية بين الدول الكبرى المتصارعة والمهتمة بالهيمنة على بلدان الشرق الأوسط كما هو الحال مع فرنسا وأميركا، بهدف إعادة ترتيب الأوضاع بالمجال السياسي في بلدان تلك المنطقة".
وتابع أبو مسلم: "ذلك ينذر ببواعث خطر نشوب حرب وشيكة بين الإطراف المتخاصمة، في الوقت الذي تعيش فيه منطقة الشرق الأوسط حالة من عدم الاستقرار السياسي الذي يلقي بظلاله على المجالات كافة، نتيجة لتزايد الحركة والعداوات السياسية في المنطقة بشكل كبير جدا خلال الآونة الأخيرة، وسط خلافات كثيرة بين القوى السياسية الإقليمية والدولية".
وبيَّن أنَّ "فرنسا معروفة بأنها أكثر صرامة من الأميركيين في المفاوضات مع إيران وهذا يمكن أن يرضي السعودية، كما أظهرت أنها تملك رؤية إقليمية وقادرة على التحرك حيثما وعندما تشعر بأنَّ ذلك ضروري، وقد تكون النية ليست تهميش الولايات المتحدة وإنما تذكير واشنطن بأنها ليست وحدها في العالم".
وشدَّد على أنَّ "العلاقات المقربة الآن بين الولايات المتحدة وإيران، دفعت دول الخليج إلى التحالف مع الجانب الأوروبي، وخصوصًا فرنسا التي تلتزم النهج الصارم في المحادثات مع إيران وتحليلها المماثل لموقف دول عربية خليجية بشأن الأزمات الإقليمية خلق روابط جديدة إستراتيجية في الشرق الأوسط".
يُذكر أنَّ الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند وقع صفقة بيع 24 مقاتلة فرنسية من نوع "رافال" لقطر بعد توقيع صفقة مماثلة مع مصر.