القاهرة - محمود حساني
أكد وزير الأوقاف المصري ، الدكتور محمد مختار جمعة، أن الجماعات المتطرفة لا تفرق بين دينه أو غيره، فمن قبل استهدفت كمين أمني كائن بجوار مسجد السلام في الجيزة ، وبعدها استهدفت الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية في العباسية ، وطوال السنوات الثلاثة الماضية استهدف حماة الوطن من رجال الجيش والشرطة في سيناء ومختلف ربوع مصر.
وأضاف وزير الأوقاف في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، أن الحادث المتطرف الأخير، كشف لنا عن حجم الإفلاس الذي وصلت إليه العناصر المتطرفة في حربها ضد الدولة المصرية، بعد أن تمكنت من القضاء على معاقلها في سيناء، وعجزها عن المواجهة المباشرة أمام أبناء الوطن من رجال الجيش والشرطة، لجأت إلى أسلوب العبوات الناسفة، ليؤكدوا وجودهم.
وأكد جمعة أن الاعتداء على الكنائس ودور العبادة ، جرائم آثمة وهمجية ترفضها الأديان السماوية جميعًا ، فحرية العبادة في الإسلام مكفولة للجميع ، ودور العبادة في الإسلام ، تتمتع بنفس القدر من الحماية والقداسة، فلا يجوز الاعتداء عليها ولا يجوز ترويع الآمنين الأبرياء الذين يرتادونها، وحتى في زمن الحرب ، نهى الإسلام عن الاعتداء على دور العبادة ، قال تعالى :" ولَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرا".
وأوضح أن هؤلاء العناصر المتطرفة خانوا الله ورسوله قبل أن يخونوا أوطانهم بقيامهم بهذا العمل الهمجي والوحشي ، وآذوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في يوم مولده ، هذا الذي قال: "من آذى ذميًا فأنا خصمه يوم القيامة ".
وتابع جمعة: " يستهدف الحادث الأخير زعزعة أمن الوطن واستقراره ، وبث الفرقة في نفوس أبنائه بمسلميه وأقباط ، وعرقلة مسيرة التنمية التي تنفذها الدولة ، لذا علينا جميعًا ألا نترك الفرصة والمجال أمام هؤلاء الخونة ، الذين خانوا الله ورسوله قبل أن يخونوا أوطانهم ، ومثل هذه الحوادث المتطرفة ستزيدنا قوًة وتلاحمًا، وعلينا أن نواجه مخططات هؤلاء، بالتحدي والأمل والصمود والتكاتف مع مؤسسات الدولة"، مطالبًا بسرعة محاكمة عناصر الجماعات المتطرفة ، وتوقيع الجزاءات الرادعة عليهم ، فهؤلاء خونة يسعون في الأرض فسادًا ، وعيون ولسان حال أعداء الوطن، ويدهم الطولى في الإفساد والتخريب.
وردًا على سؤال أخر تطورات الخطة التي تنتهجها وزارة الأوقاف في مواجهة الأفكار المتطرفة ، شدد الدكتور محمد مختار جمعة ، أن الوزارة تسير بكل قوة في خطتها الدعوية نحو مواجهة الفكر المتطرف والتسيب والخروج عن القيم والثوابت والتقاليد وتصحيح المفاهيم المغلوطة ، وتابع قائلًا :" وأنتم يا معشر الصحافيين والإعلاميين يقع على عاتقكم الدور الأكبر في هذه المسؤولية والأمانة ، فيجب عليكم عدم إفساح المجال أمام الدخلاء وغير المختصين ، الذين يدعون تبعيتهم للأوقاف وللأزهر الشريف ، وهم لا يمتون لنا بصلة ، فينبغي عليكم عدم السماح لأمثال هؤلاء باقتحام الساحة الإعلامية ، كما يقع على عاتقكم ،التحذير من مخاطر التطرف وشروره على أمن وسلامة المجتمع ، فالتطرف لا يمكن أن يقتحم أي مجتمع إلا إذا وجد حواضن تستقبله وتأويه ، وتوفر له المناخ الملائم له ، من خلال بعض المأجورين الذين يبيعون دينهم ووطنهم بثمن بخس ، ظانين أنهم يمكن أن يخدعوا المجتمع ويفلتوا بجرائمهم