القاهرة – أحمد عبدالله
كشف النائب هيثم الحريري، عضو تكتل 25-30 البرلماني المصري، أن التقصير الحكومي بلغ مداه خلال الفترة الماضية، منتقدا مجلس النواب لتقاعسه عن محاسبتها، ومشيرا إلى أن البرلمان، يتحمل مسؤولية مماثلة للحكومة أمام الشعب، إن لم يكن أكثر منها، لأنه جاء بإختيار مباشر من الناس.
وقال الحريري في حديث إلى "مصر اليوم" إن هناك بعض النواب تحت القبة، تخصصوا في إثارة المشكلات مؤخرًا، وهدفوا من وراء ذلك إلى صرف الأنظار عن المشكلات الحقيقية، التي يعاني منها الناس، مقابل التركيز على معارك شخصية وسجالات لاطائل منها، معلنًا أنه تعرض لهجوم حادّ من النائب مرتضى منصور مؤخرا، واصفًا كل ماورد على لسان منصور بـ"الباطل"، ما استدعى أن يدعوه إلى إثبات صدق كلامه بحقه، ولو جاء صحيحا لتقدم بإستقالته فورًا.
واعتبر الحريري هجوم منصور عليه، وعلى والده البرلماني المخضرم الراحل أبو العز الحريري، مجرّد "تصفية حسابات" بسبب موقف إئتلاف 25 -30 من قضية إستبعاد نجل النائب مرتضى منصور من البرلمان، لصالح الدكتور والخبير السياسي عمرو الشوبكي، قائلا إن حكمًا قضائيًا من محكمة النقض المصرية، بتصعيد الشوبكي بدلا من أحمد مرتضي "واجب النفاذ"، ولم يكن أمام الشخصيات الصادقة تحت القبة إلا الدفع في هذا الإتجاه.
وقال النائب المصري إنه يتفهم غضب الناس في الشارع والمشكلات التي يعانوا منها، مؤكدًا أنه شخصيا وجميع أعضاء التحالف، دأبوا طوال الفترة الماضية، على التحذير المتواصل من زيادة تكاليف المعيشة، والإرتفاع الجنوني في أرقام فواتير الكهرباء، والمياه والغاز الطبيعي، وأنهم سبق وتقدموا بهذه التحذيرات، في هيئة طلبات إحاطة وأسئلة عاجلة منذ أشهر.
وتابع الحريري أن التحالف كان له موقف مشهود بالإنسحاب من الجلسة العامة، عقب إقرار قانون القيمة المضافة، الذي أدى إلى إرتفاع الأسعار، وأن رئيس المجلس قابل ذلك الإعتراض "الإعتيادي"، بالتهديد بالتحويل إلى لجنة القيم، مشيرا إلى أن هناك محاباة تتم لصالح نواب الأغلبية البرلمانية، "ومجاملات" سبق وأن تحدث عنها بيان رسمي صادر عن التحالف، يشير بقوة إلى "ممارسات برلمانية" غير سليمة، وساهمت في خسارة البرلمان الكثير من الأهداف التي كان يفترض أن يحققها.
كما أبدى نائب البرلمان المصري رأيًا "سلبيًا" في إنتخابات اللجان النوعية، التي جرت في البرلمان مؤخرا، مشيرا إلى أنه كان يجب أن تخرج في صورة أفضل من المشادات والمحاباة والتنسيق المسبق لهذه الفعاليات الإنتخابية، وأنه جرى إستهداف نواب بعينهم، وإقصائهم لصالح آخرين موالين للنظام الحالي، ومرضي عنهم بشكل كبير.
وبسؤاله عن الأجندة التشريعية للتحالف الفترة المقبلة، أكد أن التركيز الأكبر سيكون على القوانين التي تم تأجيلها خلال دور الإنعقاد الأول والخاصة بضبط أحوال البلاد، كقوانين العدالة الإنتقالية والإعلام والصحافة والمحليات وغيرها، مشيرا إلى ضرورة تبني أجندة تتمحور حول المطالب الحياتية للمواطنين من تعليم وصحة وسكن، مؤكدا "لسنا في حاجة إلى تشريعات إضافية، وإنما يجب تفعيل ماهو قائم بالفعل".
وقال النائب الشاب أن تحالف "25-30" حقق خلال دور الإنعقاد البرلماني الأول، مكتسبات عدة وإستطاع أن يكون له صوت قوي ومسموع، حتى قام بضم كوادر برلمانية لا يستهان بها، وأسماء ستضيف له الكثير، متعهدًا بأن يواصل مراقبة الحكومة، والكف عن إغراقها بسيل من الأدوات البرلمانية، التي تسائل وتحاسب وترصد بدقة تصرفات كل وزير ومسؤول، قائلا: سنكون لهم بالمرصاد.