البرلمانية شيرين فراج

أكدت عضو لجنة الشؤون الصحية، البرلمانية شيرين فراج، أن الحكومة الحالية وكافة الأجهزة التنفيذية التابعة لها لا تقوم بدورها المنوط في حل الأزمات والمعضلات التي تؤرق الشارع المصري، وعلى رأسها "النظافة"، موضحة أن البلاد تستورد "نفايات معاد تدويرها" بمبالغ خرافية وصلت إلى 400 مليون دولار، وأن ذلك يأتي في الوقت الذي تعج فيه الشوارع المصرية بتلال من القمامة المهملة.
 
وكشفت فراج في مقابلة لها مع "مصر اليوم"، أن ازمة القمامة في مصر لم تنجح حكومات متعاقبة في التغلب عليها وأن الحكومة الحالية لم تبدي نوايا صادقة لعلاج هذه الأزمة، وأن الأمر لايقتصر على غياب الرغبة فقط، وإنما التدخل بقرارات وإدارة للملف بشكل كارثي، أدى إلى تفاقم الأمور وتضاعف الإهمال في الشوارع والبنى التحتية وانتشار القمامة، مضيفة أن الشوارع المصرية الغارقة في القمامة كانت لتصبح مصدرًا هائلًا لتدوير النفايات، والتي تستورد البلاد منها من إسبانيا ودول غيرها ما يقارب 800  ألف طن من قصاصات وفضلات يتم استخدامها في أمور تصنيعية.
 
وبسؤال عن سلبيات الأمر، قالت فراج، أنه يعزز بشكل غريب من النزعات الاستيرادية، في الوقت الذي تعلن البلاد احتياجها الماس إلى العملة الصعبة، لتقوم بإهدارها بمبالغ خيالية من أجل استيراد القمامة، محذرة من أن الأمر لايقتصر على إهدار الأموال في استيراد النفايات، وإنما إهمال المتوافر منها بالفعل في الشارع المصري، وأنه وفقًا للإحصائيات الموثقة فلايتم استغلال سوى 5% من النفايات الموجودة في الشارع، والتي تتسبب بشكل رئيس في أمراض قاتلة ومسرطنة، وأن الإهمال يكون على مرأى ومسمع من وزارة البيئة.
 
وأشارت النائب، إلى أن دول أخرى وتجارب كثيرة استطاعت أن تدر دخلًا قوميًا ضخمًا من تدوير المخلفات، وأن مسؤولي وزارتي التنمية المحلية والبيئة لايمكن أقل من وصفهم بـ"المتقاعسين" عن أهم أدوارهم تجاه الناس، متابعة أن مسؤولي الحكومة على قدر كبير من البراعة في المماطلة والدفع بحجج واهية وعرقلة كل مسار صحيح، وأن الشعب يدفع فاتورة ثمينة نتيجة التقصير الحكومي في العديد من المناحي بمصر.

وبسؤالها عن مقترحات من جانبها لحل الأزمة، لفتت فراج إلى أنها سبق وتقدمت بفكرة وقامت برعايتها والإشراف بنفسها على تنفيذها، عبارة عن أكشاك تستقبل القمامة من المواطنين وتقوم بفصلها وتصنيفها، وأنه كل من يقوم بتسليم القمامة إلى هذه الأكشاك يحصل على أموال، فمقابل كل "كيس قمامة" يحصل على جنيهين على سبيل المثال، وأن الأمر بمجرد انتشاره وثبات نجاحه وتمكنه من تطهير عديد من المناطق من تفاقم الزبالة، حتى تصدت له الحكومة وأتباعها من شركات النظافة المستفيدة التي لاتقوم بواجبها، وقاموا بإلغاء المشروع.
 
ونوهت النائب فراج، إلى قصور آخر بأحد مؤسسات الدولة الهامة، وهو "مطار القاهرة"، حيث أكدت على أن الحجر الصحي بالمطار غير آدمي ولا يليق بمصر، قائلة: "أشعر أن وزارة الصحة تساعد على انتشار الأمراض وليس منعها، فالمكان المخصص لفحص العائدين غرفة ضيقة متكدسة وسيئة التهوية"، مضيفة أن الأزمة تعاني منها كافة المقرات الصحية بالبلاد، وأنه لا وجود للتفتيش والمتابعة بمختلف الجهات والعيادات والمستشفيات، والتي يتزاحم فيها المرضى دون أي مراعاة لإمكانية تفاقم الأمراض.
 
وفيما يتعلق بتقييمها لأداء البرلمان ونوابه، بينت فراج أن هناك ملاحظات لا ينكرها أحد على أداء نواب البرلمان، ولكن دور الانعقاد الجديد الذي بدأ منذ أيام سيكون أكثر "سخونة"، وأن النواب باتوا على قدر من الخبرة والتمرس للدرجة التي ستحسن من أدائهم ويطوره تحت القبة على الصعيدين التشريعي والرقابي، مبرزة أنه ضمن أولوياتها تحت القبة هو انتزاع حقوق النائبات والسيدات داخل المجلس وخارجه، وأن قضايا المرأة بالنسبة إليها "أولوية قصوى".