رئيس مركز "الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية" ، الدكتور ضياء رشوان

أكد رئيس مركز "الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية" ، الدكتور ضياء رشوان ، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسير على الطريق الصحيح بعد مضي 5 أعوام من اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني ، وما صاحبها من غياب رؤية سياسية حول المستقبل ، وتوقف تام في أغلب القطاعات ، مفسراً ذالك ، بإنشغال المجلس العسكري آنذاك ، بإدارة أمور الدولة ، وبسط 

سيطرته على الحدود وداخل المدن ، بعد الإنفلات الأمني الذي ضرب أرجاء البلاد ، ومحاولاته ، لاستيعاب جميع القوى السياسية الإسلامية والمدنية ، مبيناً أن التاريخ سيقف كثيراً عند هذه القترة الحرجة من تاريخ مصر ، وكيف نجح المجلس العسكري ، في الحفاظ على الدولة المصرية من أن تواجه مصيراً مجهولاً .
 
وقال في مقابلة خاصة مع " مصر اليوم " ، إنه كان شاهداً على أغلب اللقاءات التي عقدها المجلس العسكري ، مع مختلف القوى السياسية ، بما فيها جماعة "الإخوان" المحظورة . وأبدى المجلس تعاونه مع الجميع ، ومد يده إلى الكل ، في سبيل التعاون على الحفاظ على مصر وتسليمها إلى رئيس منتخب من جانب الشعب ، دون أن يكون له مرشح في الانتخابات ، وهو أمر يحسب للمجلس العسكري ، في الوقت الذي كانت تتناحر فيه القوى السياسية ، في سبيل تحقيق أهدافها ومصالحها ، بل أن البعض ذهب إلى أبعد من ذالك ، خرج في مظاهرات ضد المجلس العسكري السابق ، مطالباً بخروجه من المشهد ، وتسليم الحكم إلى مجلس رئاسي مدني ، على الرغم من كون المجلس العسكري السابق ، هو أحد الأطراف الفاعلة في الثورة ، ولولاه لما نجحت الثورة المصرية ، في الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
 
وتابع دكتور ضياء رشوان ، أن هناك أخطاء وقعت أثناء الفترة الإنتقالية التي تولى فيها المجلس العسكري ، حكم البلاد ، كان من الممكن تدراكها ، أولها إجراء استفتاء على التعديلات الدستورية التي جرت في 19 مارس/آذار 2011 ، والتى خرج فيها تيار الإسلام السياسي ، حاملاً شعارات دينية ، داعياً أنصاره إلى التصويت بـ "نعم" عليها ، ويليها التوسع في إنشاء الأحزاب السياسية القائمة على أساس ديني ، والتي ما زلنا ندفع ثمنها حتى وقتنا الراهن ، ثالثاً إجراء انتخابات مجلس النوب في وقت مبكر ، على الرغم أن الاحزاب السياسية آنذاك ، كانت ما  زالت وليدة وتحتاج إلى خبرة وتواجد في الشارع المصري ، فالتيار الوحيد الذي كان جاهزاً ومستعداً لها ، هي جماعة الإخوان المحظورة .
 
وأرجع دكتور ضياء رشوان ، هذه الأخطاء ،  لكون المجلس العسكري آنذاك ، لم يحتك بالسياسية من قبل ، وإنما كانت مهمته هي الحفاظ على أمن مصر وحدودها ، فوجد نفسه مع سرعة وتيرة الأحداث السياسية التي شهدتها مصر  آنذاك ، مطالباً أن يؤدي دوراً سياسياً إلى جانب مهمته ، مبيناً أن المجلس العسكري أبدى نوايا حسن تجاه جميع القوى السياسية ، وقدّم دعماً مالياً وسياسياً للاحزاب الوليدة ، ولاسيما الأحزاب الشبابية ، في سبيل تحقيق أهدافها وطموحاتها ، وهو أمر يحسب أيضاً للمجلس العسكري .
 
وحول فترة حكم جماعة الإخوان لمصر ، أوضح الدكتور ضياء رشوان ، أن جماعة الإخوان أتت إليها فرصة مقدمة على طبق من ذهب ، لم تحصل عليها طوال تاريخها ، ولن تحصل عليها مرة أخرى ، ووصلت إلى حكم البلاد ، ووثق فيها المواطنين من عامة الشعب ، قبل أنصارها ، إلا أنها أضاعتها بسبب طمعها ورغبتها في حصد المغانم والمكاسب ، وهو ما ظهر جلياً للجميع ،  ورغبتها في أخونة مؤسسات الدولة ، ومحاربة من ليس معها ، ضف إلي كل ذالك ، فشل ذريع في جميع المجالات ، عداء مع جميع طوائف الشعب ، فطان طبيعياً أن يخرج أول من وثق فيها ومنح لها صوته الانتخابي ، في أن يطالب بإسقاطها ، بعد أن رأى أمام عينه ، البلد تتهاوى وتنحدر إلى أسفل ، مبيناً أن حال استمرار حكم جماعة الإخوان المحظورة ، للبلاد ، لن تكون هناك بكل تأكيد دولة ، وإنماء أشلاء دولة تسيطر عليها الجماعات المتطرفة ، وهو ما كان سينعكس بكل تأكيد على المنطقة بأسرها ، وستواجه مصيراً مغايراً لما نراه الآن .
 
وأشاد " رشوان " ، بفترة حكم الرئيس السيسي ، قائلاً : " المدرك لطبيعة الأوضاع الراهنة التي تمر بها مصر ، وما تواجه من تحديات في الداخل والخارج ، يعي جيداً صعوبة تحقيق إي إنجاز  في ظل هذه الأوضاع ،  كما لأول مرة منذ 60 عاماً نجد الشعب ملتفاً حول المشروعات القومية ويدعمها بقوة ، وهو ما رأيناه في مشروع قناة السويس الجديدة " ،مضيفاً : عير أن هذه المشروعات البعض لم يشعر بنتائجها بعد وهو أمر يعود إلى الإعلام بالأساس ، الذي تخلى عن دوره الأساسي وأصبح يسعى إلى إختلاق الأزمات والمشكلات ، وهو رأيناه بوضوح خلال الأزمة الأخيرة المُثارة حول جزيرتي " تيران وصنافير " . 

ويرى الدكتور ضياء رشوان ، أن مؤسسة الرئاسة بعد المواقف الأخيرة ، تحتاج إلى فريق من المستشارين السياسيين والإعلاميين ، للتعامل مع الأزمات الراهنة ، قائلاً : كان من الممكن جداً أن يكون رد فعل تجاه الأزمة الأخيرة حول اتفاق تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية ، خلاف لما رأيناه ، إذا تعامل مع هذا الموقف ، بطريق أكثر مرونة ، وهي التمهيد والإعداد له جيداً لعرضه على الرأي العام ، وإيضاح جميع الملابسات والأسباب.
 
وحول رأيه في أداء مجلس النواب خلال الـ 100 يوم الأولى ، أوضح الدكتور ضياء رشوان ، أن الشعب كان ينتظر من أعضاء البرلمان ،  المستقليين والحزبيين على حد سواء ، تقديم صورة مغايرة ، لما شهدته البرلمانات السابقة ، من تغليب المصالح الشخصية والحزبية ،على المصالح العامة ، والعمل من أجل المواطن ، وسّن تشريعات وقوانين تساعد على تحقيق رفاهيته ، مبيناً أن مازال أمام البرلمان الكثير لتقديمه إلى الشعب  خلال الفترة المقبلة .
 
وحول دعوات التصالح مع جماعة الإخوان ، أكد الدكتور ضياء رشوان ، أن هذا الأمر ليس متعلقاً بشخص أو مجموعة من الأشخاص يتبنون مواقف أو مبادرات ، ويحاولون فرضها ، وإنما يتعلق بالشعب بأسره بما فيهم شهداء وضحايا التطرف، مبيناً أن جماعة الإخوان انتهت سياسياً ولن يكون لها تواجد مستقبلاً في ظل ما نراه الآن ، مشيراً إلى أن دعوات التصالح سيكون مصيرها الفشل .