القاهرة- أكرم علي
دعت السياسية المصرية البارزة منى مكرم عبيد إلى ضرورة تعديل ميثاق الجامعة العربية، قبل انعقاد القمة العربية المقبلة في الأردن، وذلك بعد فشل الأمانة العامة في إيقاف الصراعات والنزاعات التي تشهدها المنطقة العربية حاليًا.
وقالت "عبيد"، التي شغلت مناصب عدة على الصعيد السياسي المصري، في حديث إلى "مصر اليوم"، إن الجامعة العربية فشلت في تحقيق أهدافها، وذلك في الذكرى الـ70 لإنشائها، وإن الدول الأعضاء مازالت على خلاف بين بعضها البعض، وسبب ذلك أن قرارات الجامعة ليست ملزمة للدول الأعضاء، وبناءً عليه لا يتم تحقيق ما تعلنه الجامعة من قرارات.
وحول تعامل الجامعة العربية مع الأزمات الأخيرة في المنطقة، أوضحت أن الجامعة العربية سعت إلى التعامل مع أزمات المنطقة، وخاصة الأزمة الليبة والسورية، ولكنها فشلت في ذلك، وتولت جهات أخرى التعامل مع تلك الأزمات خلال الفترة الأخيرة، بسبب التوتر بين الدول الأعضاء، وعدم الإجماع على أهداف محددة، سواء في سورية أو ليبيا.
وأشارت عضوة مجلس الشعب السابقة إلى أن الهدف من إنشاء الجامعة العربية في البداية كان تحقيق الاستقلال للدول العربية، غير أنها، بعد 70 عامًا من إنشائها، لم تحقق أهدافها، والدليل على ذلك القضية الفلسطينية، التي لم تشهد أي تطور خلال العقود الماضية، وتم وضع ميثاق الجامعة منذ 70 عامًا، تغير خلالها العالم كثيرًا.
وفيما يخص التطورات العربية الأخيرة، قالت "عبيد" إن الجامعة العربية لازالت عاجزة عن التفاعل مع تلك الأزمات بشكل إيجابي، وهو ما يستوجب إعادة النظر في دورها بشكل كبير، مطالبة بإعادة النظر في آليات الجامعة، خاصة بعد تصاعد "الخطر الصهيوني"، منتقدة عدم وجود جمعية عمومية لمحاسبة الجامعة، من خلال ممثلي الشعوب، وهو ما دعا إليه البعض، بأن تكون جامعة للشعوب وليست للدول.
واعتبرت المطالبات بإلغاء الجامعة العربية "ضعيفة"، ولا يجب النظر إليها، وبدلاً من إلغاء الجامعة يجب العمل على تصحيح مسارها، من خلال إلغاء شرط الإجماع في القرارات، وتفعيل قرار الأغلبية.
وقالت إن تحقيق الأمن القومي العربي يتطلب إيجاد مجلس له، تكون توصياته ملزمة، وأن تكون هناك قوات ردع عربية، مبينة أن إصلاح جامعة الدول العربية لن يتوفر إلا بتوفر الإرادة السياسية لأعضائها.
ودعت "عبيد"، في ختام حديثها، إلى ضرورة تحرك الجامعة العربية في الملف الفلسطيني، قبل نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، ولا تقف فقط في دور المحذر والمدين للواقعة، مثل أحداث كثيرة لم تتخذ فيها الجامعة العربية أي أدوار استباقية، تعمل على تعزيز دور القضية الفلسطينية.