القاهرة - أحمد عبدالله
شدد وكيل لجنة العلاقات الأفريقية في مجلس النواب المصري ماجد أبو الخير، على أهمية حضور المسئوليين المصريين بأنفسهم الفعاليات والمناسبات الأفريقية المهمة، معربًا عن أمله في عودة دول خرجت من "الاتحاد الأفريقي"، إليه مرة أخرى، ومتحدثا عن رأيه في السجال السوداني المصري الأخير.
بداية أكد النائب ماجد أبو الخير في حوار مع "مصر اليوم" على أن مصر ترفع شعار "التكامل والتعاون" مع دول القارة، وأنها تتماهى مع الأهداف التنموية المعلنة من جانب دول القارة عموما وإثيوبيا على وجه الخصوص، مشددًا :لا مانع على الإطلاق من الدخول مع إثيوبيا في مشاريع تخدم مصالحها التنموية، ولكن ذلك لن يكون بأي حال على حساب مصر وأمن شعبها المائي وحقهم في الحياة.
وبسؤاله عن دور البرلمان في التطورات الجارية مؤخرا، كشف عن ان إجتماعات دورية تعقد داخل اللجنة لتقييم أداء الحكومة وأذرعها في الداخل والخارج، ومدى مايحققوه على مقياس وضعناه بوضوح، وهذا المقياس عبارة عن رغبة في تحقيق هدفين: الأول ضمان أمن مصر المائي، ثانيا التعامل الراقي المتكافئ مع دول القارة الأفريقية.
نحن في البرلمان نترجم تخوفات ورغبات المواطنين والناس في الدوائر والشوارع، هؤلاء المواطنين يريدون الإطمئنان على أنهم لن يعطشوا، ويفضلون التعامل بمنتهى الإحترام مع شعوب القارة وصون كرامة دول أفريقيا، دورنا في البرلمان توصيل ذلك إلى الحكومة والتأكد من قيامها بذلك على أكمل وجه.
وتابع: يحسب للبرلمان الحالي تمكنه من استعادة مقعدنا بالبرلمان الأفريقي، وجودنا فيه مهم، ومصر من الدول الداعمة للاتحاد الأفريقي منذ تأسيسه، ونحن نعد من الدول التي لها ممارسات إيجابية في المؤسسة الأفريقية العريقة، ونتمنى من أعماق قلوبنا أن تعود البلدان التي خرجت من الإتحاد إليه مره أخرى، وأتحدث تحديدا عن ليبيا التي حالت ظروفها الداخلية دون مواصلة دورها الذي كان "ريادي" في السابق".
وعن تقييمه للزيارة الأخيرة للرئيس السيسي إلى أديس أبابا، قال أن أفضل مايقوم به السيسي هو الظهور بشخصه، ليؤكد مبدأ "المباشرة" في التعامل مع تفاهمات مصر حول قضاياها الأفريقية، افتقدنا ذلك في السابق، فكان رأس الدولة يوفد عنه مسئولين ولا يذهب بنفسه ليلتقي قادة وزعماء أفريقيا، هذه النقطة تحديدا تأتي في صالح السيسي، والذي يعتمد على سياسة يثمنها البرلمان ويبني عليها.
تلك السياسة تتحدث عن أن انسب الحلول لأية مشكلات مع دول القرن الأفريقي تتمثل في مزيد من التقارب ومد أواصر التعاون مع دول القارة السمراء، نجهز حاليا في البرلمان عدة مقترحات متكاملة تخدم توجه الدولة، تتمثل في مشروعات للربط البري، وخطوط عملاقة للسكك الحديدية، وعقود شراكة حقيقية تجارية واقتصادية، بخلاف تفعيل سريع وعاجل للاتفاقيات المشتركة والتي تجمع دول "الكوميسا".
وأعتبر أن ما ذكرته سابقا هو "روشتة سريعة" لكيفية استعادة علاقتنا مجددا مع دول القارة، والتوصل إلى وجهات نظر متوافقة حول مسألة سد النهضة، وبالحديث عن السد فنحن نجهز أيضا سيناريوهات تحافظ على حصتنا من المياة بتقليل الإهدار الداخلي منها، ونحقق نتائج إيجابية في هذا الصدد، وتغلبنا على تحديات لم تستطع عليها دول العالم، وأتحدث عن مشكلة "ورد النيل" التي تؤر بلدان كثيرة، تغلبت عليه مصر وقللت من إهدار المياه، ونشق الترع والمصارف منذ عهد محمد علي وحتى الآن، نستخدمها للزراعة وتوفير المياه.
وبخصوص السجال الذي وقع مؤخرا مع السودان، أشار أبوالخير إلى أن نواب مصر ينظرون للسودان كشقيق إن غضب يجب أن نسعى لاحتواءه مره أخرى، مشددا على أن الروابط بين مصر والسودان أعمق كثيرا مما يتخيل أحد، وأنها لاتقتصر على الجوار فقط، وإنما على النسب والقرابة أيضا، متوقعا أن تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي بين مصر والسودان خلال وقت قصير.
وبسؤاله عن مدى رضاءه عن أداء وزارة الخارجية في الملفات الأفريقية، قال أنه يرى دور جيد للغاية يقوم به ممثلو الدبلوماسية المصرية، فهم يضربون مثال جيد على "الدبلوماسية النظيفة"، ونحن في البرلمان نتواصل معهم دائما ونثمن دورهم.