القاهرة - وفاء لطفي
تصاعدت حدة الخلافات بين السلفيين ومشايخ الطرق الصوفية بعد فتوى تحريم الاحتفال بذكرى هجرة الرسول، بالتزامن مع إعلان المشيخة العامة للطرق الصوفية، احتفالها برأس السنة الهجرية، الأحد، في مسجد الحسين، بحضور الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ونخبة من علماء الدين. وأصدر الشيخ محمود لطفي عامر الداعية السلفي فتوى تحرم الاحتفالات بذكرى هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، معتبرًا ما تقوم به الطرق الصوفية "باطل"، مما أثار غضب الأزهريين والسلفيين.
ورد الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر، ورئيس لجنة التضامن الاجتماعي في مجلس النواب، على تلك الخلافات، مؤكدًا أن بيان الفتوى السلفية لا أساس له من الصحة، وأن الاحتفال بذكرى هجرة رسول الله ليس حرام على الإطلاق، مشيرًا إلى أن كبار رجال الدين يحضرون دائما الاحتفالات.
وأضاف القصبي، في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، "أن الاحتفال هو بذكرى هجرة رسول الله والدروس المستفادة منها، وهذه تعتبر "احتفالات سنة حسنة"، مؤكدًا حضور شوقي علام مفتي الجمهورية، ومحمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وأحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، لاحتفالات الطرق الصوفية التي أقيمت في مسجد الحسين، الأحد.
وتابع القصبي "من المفترض أن يتبع المسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مناحي الحياة، ولو أمكن الاحتفال بذكرى هجرته فما المانع، فعلينا أن نتبع رسول الله في أفعاله وتصرفاته في كل شىء".
وكان بيان الداعية السلفي، يؤكد أن ما يقوم به الصوفية أفعال ما أنزل الله بها من سلطان، وتخالف صحيح الدين، مضيفًا "يكثر الناس الحديث المكرر كل عام أو كل شهر أو كل أسبوع عن أعياد ما أنزل الله بها من سلطان، والأعياد من شعائر الإسلام ولا شعيرة إلا بنص، وبالتالي لا عيد ولا احتفال باسم الإسلام إلا في عيدين اثنين لا ثالث لهما، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وأي عيد تحت أي مسمى باسم الدين غير الفطر والأضحى من البدع المنكرة والجهالات التي وفدت إلينا من أهل الكتاب والأمم الكافرة".
وواصل البيان "أي زعم غير ذلك جهل وابتداع في الدين، مستشهدًا بعدد من أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم والتي منها "كل بدعة ضلالة" وقوله أيضا "ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، ولقد أتم الله لنا الدين وحفظه فمن ادعى أعيادًا غير الفطر والأضحى فقد كذب هذه الآية "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا".